إن من اكثر أنواع التعذيب قسوه تلك التي تصاحبها شكوك ذلك عندما تتصارع مع نفسك لمعرفه الحقيقه وإدراك ما حصل من حولك لتتمكن من توضيح الصوره كامله، ذلك العذاب كاد أن يحرق داخلي مع طول تلك المده التي قضيتها في تلك الحجره المعدنيه منتظرا البت في أمري لمواجهة ذلك المحقق المختل عقليا.
نعم كانت الدقيقه تساوي ساعه والساعه عباره عن يوم واليوم بمثابه الأسبوع فلا تسألوني كم قضيت هناك انتظر فليس للوقت قيمه صدقوني!!
كان لدي الوقت الكافي لمراجعه أفكاري واعاده حساباتي كامله ذلك الشعور لم يغب عن خاطري لحظه منذ قبوعي داخل تلك الحظيره المشؤومه.
اليوم لن احدثكم عن أنواع التعذيب ولا عن ماعانيته من السجان اللئيم لاا.... بل ما جرى في مخيلتي من تصوير للاحداث التي مضت قبل ايام قليله مع اولئك (الاصدقاء) او هم كانو يبدون هكذا.
تعرفت على يوون قبل قرابه العام هي فتاه فاتنه الجمال معتدله القوام لانقص فيها ولازياده قدها كأنه غصن البان أنفها دقيق صغير كأنها من الاميرات كان شعرها مثل سلوك الذهب ينسدل فوق كتفيها خفيفه رشيقه كأنها فراشه ترقص في حديقه عيناها لوزيتان فيهما كل الألوان كان صوتها عذبا شذيا كزقزقه العصافير وقت الربيع . كان لها ضحكتها الخاصه وعفويه لاتصدق في الكلام .
أذكر اول لقاء كان لي معها عندما كنت في عجله من امري متوجها إلى مكتبه الجامعه لمتابعه مشروع قد بدأت به وكانت هي قد انتقلت حديثا إلى مدينتنا قادمه من مدينه اخرى فهي كانت تائهة في حرم الجامعه لاتعلم من أين تبدا ولا إلى اين تذهب فاوقفتني لتسالني عن مكان تثبيت الأوراق في مبنى الجامعه فطلبت منها مرافقتي لاصطحبها للمكان ، في حقيقه الأمر كان من الممكن أن اكتفي بتحديد الموقع لها ولكن لا اعلم هناك شيء ما منعني من ذلك ورافقتها للمكان ولم أكتفي بذلك حتى انني قمت بمساعدتها بتصديق بعض الاوراق الرسميه وتلك الامور التي كنت اكرهها من قبل ولكن في طبيعه الحال كان لها شخصيتها التي تجذبك لها بشكل او بآخر.
استغرق الامر مايقارب الساعه!! ياللهول لقد تأخرت بما يكفي . لكنني لم افارقها حتى تأكدت من انتهاء عملها هناك .
- شكرا لك ، اصبحت مدينة لك الآن !
= فنجان قهوه يكفي لتفي بدينك(اجبتها مازحا مع ابتسامه ماكره )
- ههههه حسنا لامانع لدي متى تشاء(هنا كانت اول ابتسامه لها تراها عيني لقد كانت الأجمل )
= الآن ! ما رأيك؟
- اه الآن؟! لقد فاجئتيني!!
= لا أرغب في تفويت فرصه كهذه هههه
- حسنا لكن أين؟
= هنا في مقهى الجامعه انه قريب لاعليكي
- اتفقنا إذن.
= بدأنا بالحديث هناك في ذلك المقهى والكلام لم يعرف الانتهاء... كانت متحدثه جيده وحضاريه لأبعد الحدود اما انا فلم ارغب بالانتهاء من ذلك اللقاء.
لكن المقهى كان على وشك الاغلاق!! لايصدق لقد تكلمنا لمده اربع ساعات متواصلة على الرغم من كونه اللقاء الأول وكان محض صدفه!!
لذلك نهضنا اخيرا ثم قامت بشكري مره اخرى فاصررت على عدم أهميه ماقمت به ثم تبادلنا أرقام الهواتف وتواعدنا للمقابه في اليوم التالي لحضور المحاضره سويا فهي لم تكن تعلم التوقيت ولا المكان
ثم افترقنا كل في طريقه لكنني للحظه لم أعد اعلم ماالذي كان عليي القيام به ، اااه لقد نسيت هناك مشروع علي الانتهاء منه في تلك المكتبه ولكن من يأبه فقد كان يوما جميلا بالنسبه لي فهو بمثابه الانتصار، لكن على ماذا بالتحديد لم أكن اعلم.
منذ ذلك اليوم بدأت قصتي معها فلم يمضي يوم إلا قضينا فيه وقتا ممتعا كان الوقت معها يمر بسرعه..
ألم أقل لكم لا اهميه للزمن امام اللحظات التي تعيشها فعندما تكون سعيدا يمضي الوقت اسرع مما تتخيل اما عند لحظات البؤس والوحده فإنه لايمر ابدا .
كان امامي الكثير من الوقت لاسترجاع ذكريات الماضي وربطها مع أحداث الحاضر للتنبؤ بالخطأ الذي قمت به والتعرف على الخائن الاكبر الذي طعن بي ووشى وهل هو حقا يملك دليلا ضدي ام أنه محض افتراء وشكوك ألقاها لينال بحقده مني ام ماذا بالتحديد.
هل تذكرتم نظرات يوجا نعم هو من كان هناك في مكتب عميد الكليه لكنه لايعلم عني إلا القليل فلم تكن علاقتنا على تلك الصله القويه فنحن كنا مجرد زملاء لا اكثر ولكنني تذكرت حينها انني قمت باهانه عمل الحكومه ليله سقوط قتلى في تلك المظاهره الطلابيه هذا كل مافي الأمر حتى انني قلتها على العلن وكان هناك الكثير من الأشخاص حينها وقد مضى على هذا الامر قرابه الاسبوع فلما الآن لا ذلك اليوم هل هو يعلم بما اقوم به؟ هل كان للمخابرات يد في الأمر؟! هل هم حقا اكتشفوا امري ؟ أم أنه فقط لمجرد تلك الجمله التي قلتها ذلك اليوم.
ولما التعجب فهم يلقون القبض على البريء قبل المذنب (بنظرهم طبعا) ولكنني كنت أراجع افكاري قبل التعرض للتحقيق لكي لايذل لساني فتقع المشكله الاكبر حينها علي أن اكون على درايه تامه بالتهم التي قد يلفقوها لي وان يكون لدي علم بما هم مطلعون عليه من أخبار وممن تلقو المعلومات.
امي ...
لم أكد افكر في أمر إلا ويخطر على بالي مالذي سيحل بها من سوء عندما تعلم بامري وكيف سيكون حالها عند عدم امتلاكها القدره على الإتيان باي مساعده لي فلم يكون للمعتقل اي الحقوق الانسانيه ابدا فلا زيارات ولا استثناءات ولا حتى مكالمه هاتفيه واحده ولا تستطيع أن تعتمد على محامي ذكي ليخرجك من ذلك الموقف الذي انت فيه.
أفكاري كانت مشوشه لم أستطع التركيز في أمر إلا ويخطر في عقلي أمر اخر.
ان الاسوء من هذا كله صنبور الماء الذي كانت قطراته تتساقط واحده تلو الاخرى تاركه ذلك الصوت الذي يعبر عن البؤس والكآبة، إن مما لاشك فيه أن الماء نعمه عظيمه لايمكننا تقديرها بثمن ولكن في حالتي تلك كانت المياه المسدوله في تلك الارضيه عباره عن كارثه كبيره فهي مصدر للتلوث وانتشار الاوبئه والجراثيم لعدم وجود ضوء الشمس ورطوبه المكان ووجود بعض القوارض التي كانت الاكثر اثاره للاشمئزاز كان المشهد فظيعا للغايه حتى انني لا استطيع ان اصفه فانه يومي الاول بعد وبدات تتهالى عليي تلك الافكار، لقد شعرت بالهزيمه منذ اللحظات الأولى وانهم قد قضو علي تماما لو بقيت اكثر في ذلك المكان.
أنت تقرأ
ساعات الاعتقال
Misteri / Thrillerالقصه تتكلم عن الأفكار التي راودتني أثناء اعتقالي في زنزانه داخل المعتقل وعن الاسباب التي ادت لهذا وعن طريقه هروبي من المعتقل ومحاسبه الخائن الذي وشى بي اتمنى لكم قراءه ممتعه