اليوم الرابع

59 6 7
                                    

كانت تلك الساعات التي اقضيها في السجن المظلم كدفتر مذكراتي لكنه كان تخيليا اراجع فيه افكاري كامله والخطواط التي بدات بها كامله والطرق التي سلكتها حتى وصلت بي الحال إلى هذا المكان فكنت اتصارع مع نفسي دائما واعاتبها وكأننا شخصين مختلفي الافكار والعقليه فكانت كلمه لو كثيره الذكر على لساني على الرغم من انها فاتحه لعمل الشيطان وهي في المحصله لاتغير النتيجه ولكن كان الملل والاحباط هو السبب والظلم الذي كنت اعاني منه كان ألد اعدائي اليوم هو يومي الرابع في الداخل وقد شهدت وفاه عشره اشخاص حتى الآن امام عيني دون امكانيه مساعده اي احد منهم  فيا ترى متى يحين دوري؟  كنت اتسائل وكيف سيكون مصيري وماذا عن اهلي  ، امي هل علمت تلك الجميله أين انا ياترى ؟ أم أنها لاتزال تبحث عني في المشافي والمخافر والدوائر الامنيه؟  هل تنام قريره العين؟  لا أظن هذا ابدا فهي كانت لاتغمض عينها قبل أن تتاكد اني قد نمت هي من كانت تسهر لسهري وتعمل ممرضه حتى زوال الحمى عني منذ أن ولدتني وحتى لحظتي هذه كانت تؤثر نفسها عني وعن اخوتي فهي لا تشعر بالراحه إلا بعد أن نشعر بها ولاتقر لها عين حتى تتاكد من سلامتنا جميعا ربما جميع الامهات هكذا ولكن كان لامي نورها المميز ألي انها امي ؟ أم هي حقا هكذا ملاك منزل من السماء إلى الأرض لتتم به رحمه الله بعباده فما كذب رسول الله حين قال ان الجنه تحت اقدامهن واني لوددت في يومي هذا ان اكون بين قدميها اقبلهم واتحسس ملمسهن ولكن شاء القدر ماشاء وإنا حقا لاندرك قيمه الشيء إلا عند فقدانه فها أنا أتطلع لشرب كأس ماء نقيه بارده  من ماء السبيل في حينا لم أكن لاعلم انه قد يأتي يوم واتمنى هذا فقد كان هناك طوال الوقت وها انا اتمنى لو انني استطيع ان ارى السماء ولو نظره على اقل تقدير !! نعم اننا البشر بطبعنا لانكترث لما نحن عليه من نعم بل نتطلع لما هو بعيد عنا ننظر للذين هم أعلى منا ولا ننظر لمن ادنى فنعطف عليهم لانذكر نعم الله إلا عند فقدانها ولانشكره إلا عندما نفوز بجائزه كبيره او نحصل على شيء كنا قد رغبنا به ثم لانلبث ان نعتاد عليه فننسى مانحن فيه ونبدأ بالتذمر من جديد.

لقد تم نقلي اليوم إلى مهجع آخر أشد ظلمه من الذي قبله اكثر اكتظاظا واقل مساحه وكأنهم يريدون خنقي حيا او انهم لا يرغبون باعتيادي على المكان هو ليس بالمكان الذي ترغب بالاعتياد عليه ولكن كان هناك بعض الأشخاص تسر لهم عن بعض امورك ويسرون لك فتنسى بعضا مما انت فيه اما المكان  الذي تم احضاري اليه فيبدو انه للاشخاص الاكبر اجراما فكان جل من فيه من العساكر والضباط ممن ثبت عليهم الخيانه العظمى بنظر النظام المجرم.
جلست من جديد في مكان ضيق لتبدأ رحله جديده في مخيلتي عن الماضي وعن الأحداث فلطالما كنت أفضل الجلوس والتخيل لست ممن يمتلكون ذاكره قويه فأنا سريع النسيان حتى انني قد انسى أشخاص قد جلست معهن من قبل فأمر بالحي فيلقي عليي احدهم السلام وكأنه يعرفني معرفه جيدا دون امكانيه تعرفي عليه فابادله نفس التحيه كي لايشعر بالاحراج، ولكن اذا فكرنا من منظور آخر فهي نعمه أيضا نعم النسيان نعمه لاندركها إلا بعد حين فمن منا لم يعش لحظات قاسيه اقسم انه لن ينساها ثم ها هو الان بالكاد يذكر منها او لايذكر اذا فهو نعمه ولربما ان كلمه انسان اشتقت من النسيان فلولا ان الإنسان ينسى لما استطاع الاستمرار في حياته ولاصابه اليأس ولربما أدى هذه به إلى الانتحار او المرض المميت .
ولكني كنت احاول استرجاع كل لحظه مرت عليي وذلك بسبب الفراغ الذي كان مسيطرا عليي وعدم انشغالي باي شيء فكنت استعيد الذكريات وكأنني اعيشها الآن.

بدأت التفكير من جديد بالسبب الحقيقي الذي جعلني أوافق على العمل مع اولئك الشباب هل هو فعلا انني كنت اريد خدمه وطني وهل كان هذا الطريق حقا في خدمه الوطن والشعب ام ان حقدي وكرهي لرجالات الامن وارزالهم هو السبب قد يقول البعض انه نفس السبب ولكن لا هناك فرق شاسع بين الأمرين . ولكن النتيجه كانت واحده فأنا الآن اعمل معهم ولكن صله الوصل بيني وبينهم كانت عبر تلك السيده فلم اكن املك رقما خاصا لاي من اولئك الشباب وانما كانت كل المعلومات المتبادله بيننا عبرها وكانت اول مهمه لي هي المراقبه فقط وكانت السيده تاتي الي كل يوم تعلمني بعض الاساليب الذكيه لاستنطاق العاملين في الدوله من عساكر وموظفين وطريقه استدراجهم بالكلام ومن ثم معرفه من نستطيع أن نعتمد عليه في المستقبل الأمر  كان معقد بعض الشيء كنت الح على استعجال الامور ولكنها كانت ترفض اقحامي في اي عمل جدي بحجه عدم درايه الكامله وخطوره الموقف لحداثتي بمثل هذه الامور وكانت تأملني انني ساكون نقطه فعاله في المستقبل اذا طبقت الشروط كامله وان عملنا يجب أن يكون خالي من الأخطاء تماما وانه يجب أن يكون في غايه السريه فحرصت على عدم معرفه أحد بالامر حتى اقرب الناس الي ثم اخبرتني بانني اذا التزمت بهذه الشروط كبدايه سوف تاخذني لمعسكر تدريبي مقام بالغوطه الشرقيه لتعلم بعض فنون القتال وانه سري للغايه وسوف يتم تدريبي هناك على استعمال بعض الاجهزه المتطوره كاجهزه التنصت واختراق الشبكات وما إلى ذلك.
لقد كان الأمر مشوقا ومخيفا في الوقت نفسه إلا أنني وددت أن اكون في الطريق الصحيح وأني أريد للتغيير ان يكون وان تكون لي يد فيه فلا اقف مكتوف اليدين.
بدأ الأمر سهلا فهي مجرد معلومات عامه احفظها في برنامج قد زرعته في هاتفي على شكل اله حاسبه لكي لا اثير الشكوك او لايتم التعرف على شيء في حال تم القبض عليي لاي سبب كان.
ولازلت أمارس حياتي الطبيعيه اذهب للجامعه كل يوم واعود مسرعا إلى العمل لكي اتعرف على أشخاص جدد . حتى انني اصبحت اذهب لعملي قبل الوقت المحدد لي بساعتين او ثلاث لكي استطيع التعرف على أشخاص اكثر أشخاص يعملون ضمن الدوائر الحكوميه او اشخاص مميزين عن عامه الشعب اي من لهم ثقلهم في الدوله بمعنى آخر.

ساعات الاعتقالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن