الهزيمه الاولى

59 8 6
                                    

إنّ الزعم بأن طموحات الإنسان، وأحلامه، هي أكبر من قدراته، إنّما هو وهم، فغالباً ما يكون الطموح أعظم من جرأة صاحبه، وأكبر من إرادة الفعل لديه.
لم أكد افرح بنجاحنا الاول في وضع المايك داخل ملهى الضباط حتى يأتيني الخبر سريعا من السيده بأنه تم كشف امرنا وتم تدمير تلك المايكات وانها حاليا ملاحقه،  لم تعلم المخابرات بعد بهويتها الحقيقه ولكن هي مسأله وقت حتى يتم تأكيد هويه الفاعل والاستجواب مع كل شخص دخل وخرج من المكان.
بدا الامر يأخذ طابعه الجدي وكان ساعات الاعتقال اصبحت قريبه مني اشعر بالذعر والخوف لم استطع تمالك نفسي من الخوف ربما هي المره الاولى التي اخاف بها إلى هذا الحد لم اعلم إلى أين اذهب وهل اتصل بالسيده ام ماذا هي عاده التي تتصل بي او تترك رساله ولكن حتى الان مضى يوم كامل منذ أن اخبرتني بان الامر قد كشف!! وها هي الآن لم تتصل ولم ترسل اي رساله وانا اليوم اعمل مساءا وانتظر اجلي او ربما ياتي ذلك العسكري بعد قليل ويستنتطقني او يتذكر اني قد سألته عن مكان تواجد الضابط فيربط الاحداث ببعضها ويوجه اصابع الاتهام نحوي انا حقا متوتر جدا..
كانت ليله قاسيه عليي اسمع فيها اصوات سيارات الاسعاف او الشرطه وكاني اول مره اسمعها في حياتي احس بها تاتي نحوي وكأنها اتيه من اجلي. جائني اتصال الساعه الآن هي الثالثه بعد منتصف الليل :
-نعم من المتكلم ؟
=هل بامكانك أن تغلق الكولابا وتاتي فورا الى العنوان الذي سارسله لك ؟
- ما الأمر من انت ؟
=هيا بسرعه لاتكثر الكلام السيده وانت في خطر سارسل الك الموقع انا بانتظارك.
ثم  أغلق الهاتف في وجهي ، لقد صعقني تجمد الدم في عروقي لم اعرف ماذا افعل وكيف اصنع
لكن من المتصل ؟ وكيف علم برقمي وهل هو حقا مع اللذين يعملون مع السيده ام أنه رجل مخابرات يريد الايقاع بي ؟لم أعد استطيع التركيز في اي شيء
اتتني الرساله وفيها الموقع، ولكن كيف اصنع بالاضافه الى انني لا استطيع ان اغلق الكولابا !!
يتقدم نحوي احد العساكر اللذين يرتادون الي بين فتره واخرى
- أهلا كيف حالك - أسأله ولكن على عجله-
=بخير ولكن مالذي اصابك؟  تبدو سيئا؟!
-هل يمكنك المكوث مكاني لبضع من الوقت ؟ احس بوجع في معدتي واريد الذهاب إلى المشفى ؟
= حسنا لاعليك هيا اذهب انا هنا لاتقلق.
- لا أعلم مالذي دفعني لاقوم بمثل هذا العمل تركته هناك واخذت النقود التي كانت في الدرج وخرجت مسرعاا إلى الموقع الذي ارسله الي ذلك المتصل المجهول في طريقي إليه احدث نفسي ماذا لو كانت المخابرات ولكن لاا لو انها المخابرات كانت هي من اتت الي فهم يستطيعون تتبع اشاره الهاتف ولكن من ومالذي جرى؟  لم أكن اعلم.
وصلت أخيرا إلى الموقع كان بيتا عربيا قديم الطراز بعض الشيء طرقت الباب فتح لي احد الرجال وهو يرتدي كمامه بيضاء - هياا ادخل بسرعه هل تبعك أحد؟ 
= لا لم يتعقبني أحد
-جيد هيا إلى الداخل السيده قد اصيبت وهي تريد التكلم معك
- دخلت إلى الغرفه فإذا بي اجدها مستلقيه على التخت عليها آثار دماء جديده وكانه قد اجري لها عمليه حديثا
مالذي حدث مابك؟ 
لم تستطع التكلم كثيرا اعطتني هاتفا صغيرا وطلبت مني انه في حال تم القبض عليها خلال الساعات القادمه ان استعمل هذا الهاتف مره واحده على الرقم الموجود داخله .
ثم استفسرت عم الامر من المرافق الخاص بها فاخبرني انه تمت اصابتها عند هروبها من البيت القريب من ملهى الضباط وان الامور لاتزال تحت السيطره حيث قامو بإحراق المنزل وكل مافيه من دلائل ووثائق وانه لم تستطيع المخابرات التعرف عليهم بعد ذلك لان الفتاه التي وضعت المايك خارج البلاد حاليا وانه أثناء الاشتباك مع العساكر كانو يضعون الاقنعه فلم يتم التعرف على أحد واستطاعو بفضل معرفتهم الجيده بالمكان ومساعده بعض السكان المحليين الافلات منهم إلا أن السيده قد اصيبت وهذا اخطر مافي الامر حيث أنها همزه الوصل بين الداخل والخارج هي من تربط الاطراف مع بعضها بدونها تصبح الامور معقده اكثر ويبدو انها لهذا السبب قد اعطتني ذلك الهاتف حيث في حال تم القبض عليها او في حال فقدت الحياه لا قدر الله ان ننتقل للخطه باء وهي أن تصبح علاقتي مباشره مع الثوار وهو الأمر الذي لا ارغب فيه في الوقت الحالي فموقعي حاليا حساس جدا ويمكن لمخابرات النظام عن طريق الاجهزه المتطوره التلصص على المكالمات الهاتفيه واختراق الانظمه الحاسوبيه وما إلى ذلك.
عدت مسرعا إلى الكولابا وكان قد مضى على غيابي مايزيد عن الساعتين فالساعه الآن تقترب من الخامسه والنصف وها هو أذان صلاه الصبح اسمعه من مآذن دمشق وكم وددت أن يكون ذلك الصوت حرا فهو على الرغم من أن المساجد ودور العباده متاحه للجميع ولكن كان النظام مجرما للغايه فهو يسيطر على الدين ويرسمه على هواه فيبين فيه مايشاء ويخفي مايشاء وذلك ليستر نفسه ويغمض عيني الشعب المسكين ولكن هيهات هيهات فها هو الشعب يعود للانتفاضه كل يوم ويبذل الغالي والرخيص لاسقاطه و التنعم ببلد امن وحريه وامان ولكن في التفكير بعقليه النظام وكيف انه يكبت كل الاراء ليبقى رأيه فقط وكيف أنه يقدس القائد ويعظمه ويمجده فلا يحق لنا إلا ان نهتف له وليس لنا أن ننطق اسمه إلا بعد ان نذكر عشر صفات مقدسه له وان الحديث في السياسه من اخطر الاحاديث وان كلمه قد تودي بحياتك في خبر كان فقد كنا نسمع احاديث وقصص قديما عن اشخاص قبعو تحت التعذيب لسنوات طويله لمجرد كلمه تفوهو بها او لمجرد رايي لم يعجب النظام واعوانه.
انتهى عملي ذلك اليوم وكنت في حاله سيئه جدا لم اشأ الذهاب إلى الجامعه بل ذهبت إلى بيتي الذي لم ازره منذ ١٥ يوما لقد اشتقت لاهلي ولامي ولاخوتي الصغار وابي ولكن كانت الظروف هي الحائل بيني وبينهم ثم اني فكرت بيني وبين نفسي انه لاسمح الله لو تم اعتقالي فعلى الاقل اكون قد رايت امي لاخر مره .
دخلت إلى المنزل كانت امي جالسه بالقرب من النافوره كان بيتنا جميلا جدا بيت عربي قديم في وسطه نافوره وبحره مياه وفيه عريشه عنب تعلو ارض الديار بالاضافه الى مختلف انواع الازهار التي تلونه.
استقبلتني استقبال الامراء وانحنيت لها اقبل يدها كان ابي يخرج مبكرا إلى عمله فهو نشيط للغايه واخوتي كانو قد خرجو لتوهم للمدرسه لم يكن في المنزل سوا امي فجلسنا اكثر من ثلاث ساعات لوحدنا نتناقش ونضحك لقد ضحكنا كثيرا تحدثنا عن الجميع .لقد امضيت وقتا ممتعا معها حقا. 

ساعات الاعتقالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن