ساعات الاعتقال

اول عمليه ناجحه

بدأ العمل الجديد ياخد من وقتي وعقلي على حد سواء فقد كانت عادتي قبل بدء العمل مع الثوار ان أراجع بعض المحاضرات ليلا وانا على رأس عملي عندما اكون متفرغا فقد اخبارتكم ان عملي كان ليلا وان حركه الناس تنخفض تدريجيا مع مرور الوقت حتى تكاد تختفي عند ساعات الفجر الأولى اما اليوم فأنا لا أملك هذا الوقت ابدا فكان هناك بعض الأمور التي كان علي متابعتها كتدوين الملاحظات التي استخلصها ممن اشك في أن التعامل معهم قد ينفع مصلحتنا وما إلى ذلك وكان عليي توخي الحذر جدا عند استخدام الهاتف وذلك التطبيق الذي يسمح لي بتدوين الملاحظات دون اي خطوره ثم كان علي البحث عبر شبكه الانترنت عن صفحات الاشخاص ومواقعهم الاجتماعيه لاتحصل على كل معلومه صغيره كانت أم كبيره كان من بين أوائل الاشخاص اللذين استطعت الارتباط معهم بعلاقه مبدئيه بعض العساكر في فرع المخابرات 40 كان قريبا جدا من مكان عملي فهو بالكاد يبعد حوالي ال 300 متر واستطعت ان اكسبهم إلى صفي عن طريق علبه سجائر لا آخذ ثمنها منهم او كوب قهوه !!
هم بالطبع لم يكونو ليدلو باسرار عسكريه كبيره ولكن مشوار الف ميل يبدأ بخطوه وكانت تلك خطواتي الاولى ..
حصلت على اسمائهم بالكامل وأماكن اقاماتهم والقرى التابعين لها وارقام هواتفهم وما إلى ذلك كانت مهمتي تنتهي هون فأنا اقوم بجمع المعلومات وارسالها الى السيده وهي بدورها ترسلها للثوار للتناقش واستبيان الخطوه التي تليها.
كنت اعمل بجد واتقان فلا ارغب بالوقوع باي خطأ ولا اريد ان ألفت الانظار نحوي لهذا فقد كان جل ما اقوم به هو دعوه أحد العساكر لشرب كوب قهوه معي ثم نتناقش قليلا بشكل عام بحجه الملل وقله الماره في الطريق وهم كانو سعداء بهذا ايضا فيأتي احدهم ليشرب مايشاء ثم يأخذ علبه سجائر او اثنتين وبحكم العلاقه التي بيننا لايترك ثمنها قائلا (منتحاسب) هه  نعم سنتحاسب ولكن حسابك سيكون عسيرا،  اذا هو المال مجددا ماتشتري به الأنفس . وكان هناك ايضا بعض العاملين في المشفى الوطني قرب الجامعه ممن تقربت منهم تقريبا بنفس الاسلوب والمنطق وكان الهدف من هذا كله تكوين شبكه علاقات عامه للبدء بالولوج بصلب الموضوع.
كانت السيده تاتي كل ثلاثه ايام للاطلاع على آخر التطورات وتنبيهي لبعض الثغرات او ماشابه ذلك
وكانت توصيني بالتركيز في العلاقه مع شخص دون آخر  ، اي بمعنى آخر لم يكن الأمر عشوائيا فاستنادا على المعلومات التي اجمعها ودراسه حاله الأفراد النفسيه والاجتماعيه  كانت توصيني بالتركيز على شخص دون الشخص الآخر وكنت في كل مره افعل ماتقول لضمان نجاح الخطه بشكل كامل  .
ومع تقدم الايام اصبح بالفعل لدي شبكه قويه من العلاقات من العساكر والممرضين ولكن هذا الأمر لم يكن يكفي فبدئنا بالخطوه التي تليها وهي التعرف على ضباط او اطباء او دكاتره في الجامعه او ممن يملكون قوه على الارض يستفاد بها.
وبالفعل بدأت التحدث مع أحد العساكر بأنني ارغب بالتعرف على الضابط المسؤول عنك بحجه الخدمه الالزاميه وانني ارغب في أن تكون خدمتي الالزاميه هنا في دمشق . فاخبرني ان الضابط المسؤول عنه لايقابل العامه هكذا ولكنني استطيع ان أخبرك بالمكان الذي يسهر فيه كل ليله مقابل ان تعطيني مبلغا من المال فرفضت في البدايه فأنا لا ارغب في القيام بهذا العمل دون الرجوع إلى السيده وسؤالها فلربما في الأمر خطوره.. وبالفعل انتظرت إلى أن اتت السيده واخبرتها بما حصل فوافقتني على الفور واعطتني المبلغ المطلوب ثم اتصلت به واخبرته ان النقود اصبحت جاهزه ولكن عليه أن يأتي لوحده دون معرفه أحد لكي لا يشك بنا احد .
وبالفعل اتاني في نفس الليله متشوق لما ينتظره من نقود مقابل كم كلمه سينطق به ظانا ان لا ضرر في هذا او انه لم يفكر في شيء من هذا القبيل حتى فقد كان كل همه هو النقود ليذهب بها إلى احدى المراقص الليله او ان يشتري بها الكحوليات .
فاخبرني من فوره بالاماكن التي يتواجد فيها الضابط وانه لايكون بمفرده عاده بل يجتمع اغلب الضباط هناك او كبار المسؤولين وكان المكان بعيدا عن كل عين ولم يكن مكشوفا للعامه اي ان هذا الموقع الذي حصلت عليه كان بالفعل يستحق تلك النقود التي اخذها هذا العسكري فدونت هذا كله في هاتفي لليوم الذي يليه لكي اعطيه إلى السيده من فوري . والآن علي أن افكر كيف استطيع التواصل مع أحد الاطباء المناوبيين في المشفى كان ذلك مهما جدا بالنسبه للثوار فكانت تلك المشفى عباره عن بؤره فساد يبيع فيها المسؤولون عنها الاجهزه الحديثه التي تتكفل بها الدوله والتي يتم الحصول عليها من مال الشعب إلى الخارج او ربما إلى المشافي الخاصه وكان الحصول على تلك المعدات امرا في غايه الاهميه .
جائت السيده في اليوم التالي وقمت بتسليمها كل المعلومات التي حصلت عليها وبدأ الآن دورها الحقيقي . فبدأت من فورها بالتردد إلى ذلك ماحول ذلك الموقع للعثور على ثغره ممكنه تمكنهاا من الدخول فقد كان الدخول ممنوعا للعامه . كان الأمر في غايه الصعوبه والخطوره ولكنها تمكنت من الحصول على منزل بالقرب من الموقع لبدء دراسه المكان ومعرفه الداخلين والخارجين اليه وكان من حسن حظها إن الضباط الداخلين دائما مايرغبون بفتيات يزينون لهم سهرتهم القبيحه فخطرت لها الفكره التي استطاعت بها اختراق خطوطهم الدفاعيه فقامت بالبحث حول الفتيات اللاتي يتم ادخالهن إلى الملهى ومن أين ياتون بهن ومعرفه هوياتهن وكيفيه العمل معهن وبالفعل استطاعت التحصل على ارقام المسؤول عن تشغيل تلك الفتيات وادعت بانها تريدها لأحد المسؤولين وان الأمر في غايه السريه وعرضت عليهم مبلغا كبيرا من المال فوافق وارسل لها إحدى الفتيات وعند التقائها مع الفتاه عرضت عليها مبلغا كبيرا من المال مقابل وضع ميكروفون صغير داخل الملهى في مكان لايستطيع أحد العثور عليه واوهمتها ان هذا الامر لغرض صحفي وفي نفس الوقت هددتها بانها ان افصحت عن اي شيء سيكون لها نهايه سيئه فاقتنعت الفتاه بذلك نظرا لضخامه المبلغ الذي ستتحصل عليه وان بامكانها مغادره البلاد بعدها فكانت صفقه رابحه لهاا .
واخيرا نجحنا في اول خطوه وبدأنا بتسجيل كافه المحادثات التي تجري داخل ذلك الملهى بين الضباط ومعرفه التفاصيل الصغيره والكبيره التي يتحدثون عنها وتم تشكيل شبكه صغيره لمتابعه كافه الضباط اللذين يرتادون ذلك النادي ومعرفه نقاط ضعفهم وأماكن تواجدهم والأساليب الممكن اتباعها لاستغلالهم في ما ينفع مصلحتنا والتحقيق الهدف الاسمى لنا من كل هذه العمليه.