ألم الموت

98 10 9
                                    

مر عليي الوقت هناك كأنه الحنظل اذا شربته لقد كان مرا بما يكفي ليسقيني عذاب الابتعاد عن الاحبه وما زاد الامر سوءا هو عدم معرفتي بالوقت ولا بالمكان فلم اكن اعلم اين كانت وجهتنا وهل علم اهلي بامري ام ليس بعد كنت جالسا هناك وحيدا كقط مصاب ينتظر اجله على استعجال ليخلص من العذاب الذي كان فيه فقد كانت آثار الضربات التي تلقيتها لاتزال مطبوعه على جسدي اين ما نظرت ولكن ماخفي كان اعظم ، فلم يكن يعلم رجال الأمن بعد بتلك الطلقه الناريه المخترقه ظهري فهي لم تكن واضحه بعد بسبب الثياب التي كنت ارتديها وهذا اكثر ماكان يخيفني فتلك كانت لوحدها جريمه سوف احاكم عليها لسنوات ان علمو بامرها. ومالبث خوفي وهجسي إلا أن اصبح حقيقه مؤلمه بعد ما سمعت صوتا اجهش قادم من بعيد يصيح:
- معتقل ٧٨ هياا إلى الفحص الطبي ؟!!
= لما الضرب والتعذيب اذا!!!  ثم تقومون بفحصنا يالسذاجه الموقف ، ام هو مجرد فحص للتأكد من حاله المريض العامه ام ماذا؟ 
لم أكن أعلم بالتحديد ماهو الهدف من هذا الفحص وهم قد وضعونا في كل تلك الظروف المشينه والأمراض الدكينه. أعطاني ورقه خضراء مكتوب عليها رقمي الذي اصبح يرافقني أين ما ذهبت ثم طلب مني التحرك بسرعه إلى غرفه الطبيب.
عندما دخلت الغرفه كان الطبيب مشغولا بالحديث مع ممرضته هما يتفقان على سهره اليوم أين سيقضيانها ههه !! يالتفاهته اذا ، اهذا هو القسم الذي أدلى به أن يعمل تابعا لنظام فاشي وأن لايرى الناس على انهم بشر مثله وان عليه الاهتمام بهم نفسيا قبل جسديا ولكن لا فلم يكن يبالي لوقوفي هناك اصلا. ولم أكن انا على عجله من أمري فبعد قليل سوف ينكشف أمري وسيكون وضعي اصعب لو رأى تلك الندبه التي خلفتها الرصاصه في ظهري وستكون بدايه نهايتي.
ثم قال لي دون أن يلتفت :
- اخلع ثيابك وتقدم إلي!!
= عفوا؟ !
- هل انت اطرش يابني؟  هيا افعل ما اقوله لك ..
= حسن كما تشاء ، ثم نزعت عن جسدي ثيابي وبقيت واقفا في الملابس الداخليه وجهي متجه نحوه وظهري للخلف وكان هو وممرضته من امامي ثم طلب من ممرضته ان تفحص كامل جسدي.
- هيا أيها الشقي اخبرني هل عندك امراض مزمنه؟ 
=لا ايتها الممرضه الجميله!!!!
- يالوقاحتك،  اتجرأ على هذا وانت في هذا المكان
= الجمال لا يمكن اخفاءه آنستي...
- ومالذي ادراك اني انسه !؟؟
=  نضارة بشرتك ، وذوقك الرفيع في الارتداء،  ثم إنني لم ألاحظ وجود اي خاتم يدل على خطوبتك رغم انني أنكر هذا الأمر بشده.
- ومالذي تنكره عليي
=أنكر بقاء انسه جميله مثلك عذباء حتى هذه اللحظه؟
التفت إلى الطبيب وقالت :
_ هل سمعت؟ 
# الطبيب بغضب شديد كفاك ثرثره أيها الاحمق،  هيا اخرج من هنا
= حاضر سيدي .
ثم خرجت من هناك حاملا ثيابي بيدي مبتسما ابتسامه صفراء اجبر بها قلبي لانتصاري عليه في اول معركه أنقذ بها راسي من تحقيق قد يدوم لساعات عن تلك الندبه.
ثم بمسك بي ذلك الجندي المقيت
- هيا إلى الزنزانه الجماعيه!
ولكن لما الآن؟  - سالت نفسي- فقد جرت العاده ان يتم وضع المعتقلين كافه اول وصولهم في زنزانه جماعيه ثم يتم فرزهم حسب الحاجه الى زنزانات مفرده اما في حالتي فلم اكن ادرك السبب بعد .
لم تكن تلك الزنزانه الضيقه بالمكان الآمن او الذي يشعرك بالراحه ولكن عند دخولي إلى ذلك المهجع الكبير نسبيا على رغم امتلائه بالمعتقلين اشعرني بخوف شديد ذلك لان الجميع كانو ينظرون إلي بلؤم واستطيع القول بأن رائحه الموت كان تفوح من المكان فذلك المنظر لم يكن ليغيب عن مخيلتي كيف أن الجميع يجلسون على مساحه لاتزيد عن ٤٠ سم !!! هل تتخيلون الموقف اي انك لن تستطيع حتى الجلوس بكامل حريتك فكانو يقومون بنوبات للجلوس والنوم حيث يقف احدهم على قدميه ليتمكن الاخر من الجلوس بشكل افضل أو ربما لسرقه بعض الدقائق لأخذ غفوه قصيره!!
كان النوم حراما على اعين الجميع ويزداد الوضع سوءا مع مرور الوقت ، فور دخولي افسح لي المجال احدهم للجلوس قليلا قائلا :
- هيا اجلس قليلا يبدو عليك التعب
تشكرته وجلست ثم بدأت اسأل بعض الاسئله
= منذ متى وأنت هنا؟
-قرابه ال ٢٠ يوم
=إذن كيف هو الوضع هنا؟
- هو أفضل مماترى واسوء مما تظن.
=وكيف يكون هذا ؟
- في هذا المكان الذي تراه عينك تتجدد الوجوه كل قرابه الاسبوعين فمنهم من يلقى حتفه إثر التعذيب او ماشابه ومنهم من ينتقل لمكان آخر ليتستمر في رحله العذاب الدموي .
= إذن لما انت هنا منذ أكثر من ٢٠ يوم ؟
- لم أخضع لهم
= كيف ؟
- هم يجبرون الناس على الامضاء على أوراق اعتراف وهميه تحت التعذيب للسماح لهم بانتقالهم إلى السجن المركزي أو المحكمه ليتم البت في أمرهم.
اما انا فلن اعترف بأمر لم أقم به .
= لقد فهمت . اذا اما ان تعذب حتى الموت او ان تعترف بأمور لم لتقم بها.
كانت تلك هي المعادله اذا ولكن ماذا عن الذين قامو فعلا باعمال ضد الدوله فما جزائهم؟
لم استطع سؤاله ذلك السؤال خوفا منه او ربما خوفا من الاجابه. لكنني بدأت التأقلم على الوضع الجديد رويدا رويدا .
لم نكن نعلم بدايه نهار جديد إلا عندما يأتي الحارس الصباحي ليسأل عن وجود جثه جديده!!!!
اجل لاتتعجبوا فالأمر أصعب مماتخيلون كان السجناء يموتون اما من كثره العذاب او قله الاكل والماء او حتى من المرض تعددت الاسباب والنتيجه كانت واحده ، جثه جديده كل يوم نقدمها له وكأنه ذئب قد استلط على ماشيه خرفان يأتي كل يوم لنقدم له اضحيه جديده يالفظاعه التشبيه.
كان يوم الجمعه هو اليوم الاسود بالنسبه لنا فقد كان يأتي ذلك الضابط المنفصم الشخصيه ليبدأ نهاره بقوله هيا احتاج اليوم إلى الكثير من الدماء ، اريد اليوم ٥ (فطايس) تحت قدمي ، لقد تأكدت عندها شده كرههم ليوم الجمعه فهو يوم المسلمين وفرحهم وعيدهم اما عندهم فقد كان اليوم الدموي العالمي لم استطيع معرفه من اعظم جرما هم ام الشياطين ام كانو على حد سواء او لا ربما هم قد تخطو ذلك الأمر بمراحل عده .
كادت قله الطعام والماء لتودي بحياتي إلى الموت المحقق فقد بدأ جسدي يهزل وقواي قد خارت فلم اما عن شده تحملي للالم فلربما هي الوحيده التي ازدات او ان جلدي قد مات فلم اعد اشعر بشي.



ساعات الاعتقالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن