في تلك اللحظه بدأت يداي ترتجفان كورقه شجر تحركها الرياح على عجل، بدا وجهي شاحبا قريبا إلى الاصفرار ، نعم لقد كنت اعلم لما انا دون سواي من دعاه إلى مكتبه... لكن المفاجئه الأكبر كانت تنتظرني في ذلك المكتب الفخم الذي كان مزدحما بآلات الموت ... صحيح إنهم هم ذوو الرؤوس الحجريه كانو في انتظاري كما ينتظر الصياد فريسته.
كانت صفعه قويه تلك التي تلقيتها على وجهي قبل أن القي التحيه حتى ... لم يكن هذا المصير واردا في مخيلتي لقد توقعت كل شيء إلا أن اكون الضحيه الاولى ، لماا اناا !! سألت نفسي متعجبا لتردني الاجابه على اسئلتي بعد أن وقعت عيني بعين يوجا نعم انه هو .. هو بالتأكيد من وشى بي ولكن لما؟ ماذا فعلت له؟!!
كانت هناك عشرات الاسئله في مخيلتي عن مادفعه لفعل شيء كهذا فهو الأخ الصديق بئر اسراري.
حتى اننا بالأمس قد تشاركنا الطعام بمعنى آخر بيننا مايسمى(خبز وملح ) بلغه العامه .
لم تعد كل هذه الذكريات مجديه نفعا ،فقد فات الأوان وجاء الوقت لدفع الحساب .. ولكن اي حساب أهو لمجرد مطالبتي ببعض حقوقي وحقوق زملائي.
لقد كان ثمنها غاليا بدأت بدفعه منذ لحظه دخولي لمكتب العميد . لم يكن عميدا في الجيش او المخابرات ولكن كان أسوء من ذلك بكثير لقد دمرني ودمر مستقبلي .
في تلك اللحظه لم أعد اشعر بشيء ، رغم هول تلك الصفعات والركلات التي تلقيتها وانا افترش ارضيه المكتب ، لكن هل اطلعكم على سر ؟ لم تكن تلك الضربات هي سبب ذهولي انما تلك العيون التي كنت أنظر اليها بالامس على أنها املي ودرعي المتين.الطريق الى جهنم :
عندما استعدت وعيي كانت عيناي معصوبتان ويداي مربوطتان إلى الخلف داخل عربه اشبه بعربه نقل الموتى فهي كانت مدويه مسرعه في طرقات وعره لم اكن قد مررت منها من قبل او هذا ما اعتقده فقد كانت حارات دمشق باكملها وكأنها مرسومه في مخيلتي فأنا أعرفها تمام المعرفه ورائحة الياسمين فيها لم تكن غريبه عن انفي ولكن لا لم تكن تلك تشبهها البته.
كم من الوقت بقيت دون وعي ياترى ؟ فلحساب المسافه المقطوعه كان عليي معرفه الزمن الذي استغرقته للاستيقاظ.... حتى في تلك اللحظات كنت أقوم بما افضله في الحياه .
كان الوقت طويلا وكنت اسمع الشتائم التي تنهال على من في العربه فلم اكن وحدي هناك . ولكن لم أكن لاعلم بهم وانا مغمض العينين ، في تلك الاثناء شعرت بوخزه في قلبي لم أكن اعلم سببها الحقيقي أهي من الم الركلات ام ان تفكيري بتلك المسكينه التي كانت تنتظرني على العشاء في ذلك اليوم .
إنها امي لم أكن اراها كل يوم بسبب الاوضاع فقد كنت قد اقيم داخل منزل بمفردي قرب الجامعه لسهوله حركتي داخل المدينه وتوفيرا للوقت الذي كنت في امس الحاجه له تلك الأيام.
نعم فقد كان عملي ودراستي خطين متوازيين لا يمكن الاستغناء عن احدهما لاستمرار قطار الحياه في تلك المدينه الحزينه.
لم أكن الوحيد حينها في كامل تركيزي فقد كان خلفي رجل يبدو انه في الربع الاخير من العمر فذلك الانين الذي يصدره لم يكن ليخرج من عقلي بسهوله وهو يطلب من احد العساكر تأمين قاروره ماء ليبل بها ظمأ حلقه فعلى الاغلب ان اصابته كانت بليغه فهو لم يلبث أن فارق الحياه قبل الوصول الى مبتغى تلك العربه. أجل لقد كان ملك الموت يحوم من حولي ولكن لم يأتي من أجلي ذلك اليوم.
ولبرهة من الزمن تذكرت يوون نعم لقد كانت في انتظاري لدخول القاعه، ماالذي حل بها ياترى لم يكن لدي ادنى فكره عما تفعله وهل هي ايضا متورطه في الأمر ام لا !! نعم فلم يكن سوا هي وانا و يوجا في ذلك المطعم البائس ليله امس.
هل كان لها يد في ماحدث لي ياترى ام أن يوجا فقط من وشى بي.
لم أعد أتحمل تلك الافكار التي راودتني وذلك الطريق الوعر الذي لايعرف الانتهاء.
بدأت اشعر بالغثيان ولم اعد اشعر بأطراف قدماي كأن دمي لم يعد يصل لتلك المنطقه من جسمي فهي قسمان رأسي الذي يغلي من كثره الدماء وقدماي التي لا استطيع الشعور بها.
لكن الغريب في الأمر كله تلك المده الطويله التي استغرقت فيها رحلتنا المشؤومه، ما جعلني استرجع بمخيلتي كل الأفرع الامنيه في المنطقه المحيطه للجامعه حتى انني بدأت احتسب البعيد عنها ولكن كان ابعدها لايستغرق اكثر من ساعتين من الجامعه!!!!
إلى أين الوجهة ياترى؟ لم أكن اعلم ولكن الامر لم يكن كأي اعتقال حكومي يعامل فيه السجين تحت حكم القانون.
كان الطريق يوحي للمجهول إلى أن بدأت العربه بالابطاء وكأننا قد بلغنا رحلتنا المرجوه.
توقف محرك العربه وبدأ العساكر بالصراخ هيا إلى الاسفل تحركوو بسرعه مع بعض الشتائم التي لم اكن اصغي لها بالا فقد كان همي الوحيد معرفه المكان الذي وصلنا اليه فللمكان اهميه كبيره لمعرفه مدى خطورة الموضوع وجديته وتهمة المعتقل.#يتبع
أنت تقرأ
ساعات الاعتقال
Mystery / Thrillerالقصه تتكلم عن الأفكار التي راودتني أثناء اعتقالي في زنزانه داخل المعتقل وعن الاسباب التي ادت لهذا وعن طريقه هروبي من المعتقل ومحاسبه الخائن الذي وشى بي اتمنى لكم قراءه ممتعه