يوم جمعه آخر اقضيه داخل المعتقل كان من اسوء ايام حياتي انها مجزره حقيقه التي حصلت يومها عشرون شهيدا تم زفهم ... عاد ذلك الغول ليمتص دمائنا كأنه زومبي او مصاص دماء شره وكأنه اراد ان يوصل لنا رساله بكرهه الشديد بيوم الجمعه كان معه اثنان من الرجال المستشرين العطشين للتشنيع بأي شخص قد يقع تحت ايديهم احدهم كان يحمل كابلا رباعيا والأخر لديه عصا كهربائيه وبالطبع كانت العقوبه جماعيه كل من تقع عينه عليه كان له نصيب من العقاب وكان لي النصيب الاكبر يومها فكنت الاقرب الى باب المهجع وكانت نظراته لاتفارقني ويبدو انني اغضبته كثيرا بعدم توسلي له فقد كنت اتلقى الضربه صامتا دون اصدار اي صوت وكان الجلاد يعتبر هذا تحديا له بأنه لم ينجح لي اذلالي فيزيد من قوه الضربه اكثر واكثر وكان يعتمد التركيز على مكان واحد من ظهري لايزال أثره إلى الآن موجودا بالقرب من تلك الندبه وكأن القدر اراد رسم خارطه طريقي الوعر على ظهري لكي لا انسى الألم الذي عانيته ولتكون عبره لغيري وتذكرى .
اذا اردت الإنتصار على جلادك فعليك ان لا تقوم بعد الضربات التي تتلقاها فعدها هو الاصعب عليك ان تتلقاها دون التفكير بالرقم الذي سيصل اليه فلا فرق 40 او 50 او اكثر فأنت لن تشعر بجسدك بعد الضربه العاشره او العشرين فقد يغمى عليك او يتخدر جسدك فلا تشعر بالألم إلا بعد الانتهاء وكان نصيبي الاغماء اخبروني زملائي في المهجع انني كنت هدفه الوحيد لمده ساعتين كاملتين نال مني باقسى مالديه وانني كنت فاقدا للوعي لمده ثلاث ايام!!!! الغيبوبة التي مررت بها كانت بسبب الضرر الذي أصابه لجهازي العصبي مما أدى إلى فقداني للوعي وعدم القدره على اليقظه والتجاوب مع المحفزات الخارجيه مثل الألم او الصوت ولكنني مازلت على قيد الحياه على اقل تقدير.
قام شخص بوضع بعض الكمادات على مكان الجرح الذي اخترقه الكابل وقام باقتصاص جزء من لباسه لتغطيه جرحي منعا من التهابه اكثر، لم يسمحو للطبيب بمعاينتي في تلك الفتره ولكني بعد الاستيقاظ استطعت الحصول على بعض مضادات الالتهاب وذلك بفضل شخص كان الاقدم في المهجع وكان له بعض الخصوصيه فهو يستطيع أن يحصل على مايريد لم أكن اعلم ماهو جرمه بالتحديد ولكن كان يبدو عليه انه ربما مسؤول رفيع او ضابط على اقل تقدير. كان الألم قد سيطر على كافه جسدي لم استطع الحركه لمده اربع ايام اخرى وكان يوم الجمعه من جديد .... قام رجلين برفعي من مكاني قبل مجيء الغول وبدئه بفقره التعذيب من جديد ..دخل إلى المهجع فاغمضت عيناي لعلي اخدعه فلا يقترب نحوي ولكنه كان خبيثا جدا اقترب اكثر وبدأ يلسعني بعصا الكهرباء وكأنه لاوجود لشخص آخر غيري بدأت بالصراخ ليس وجعا وانما لعله يتركني وشأني اليس هذا مايسعى اليه ؟!! هيا ها انا اصرخ هل تشعر بالفخر الآن؟ اليس هذا مسعاك؟ (كنت اسأل نفسي) بينما كان يضرببني ويقول :
- و الله لكرهك يوم الجمعه ياحشره...
= ويحلف ايضا كأنه يعرف الله انا اعتقد انه لم يصلي لله ركعتين في حياته فلا دليل لوجود ذره رحمه في قلبه.. كان كالغول فعلا جائت تلك التسميه لأننا لم نكن نستطيع معرفه اسمائهم الحقيقه فكنا نطلق عليهم اسمائا خاصه بهم وذلك بالاعتماد على احدى الصفات البارزه لديه فهذا الضابط مثلا كان شبيها للغول شعر جسده كثيف وجهه قبيح يداه كانها يدي غول حقيقي... وكان هناك مساعده كنا نطلق عليه اب شحاطه بسبب الشحاطه التي يدخل بها فهو على مايبدو لايفضل الحذاء العسكري.
انتهى مني سريعا ذلك اليوم يبدو أن شيئا ما قد اضطره للخروج مسرعا لم استطع معرفته ولكن كانت تلك رحمه الهيه تدخلت فلولا رحيله لربما لم يكن هناك شخص يكتب هذه الكلمات اليوم...
لكنني على الرغم من كل هذا لم اكره يوم الجمعه لازلت محتفظا بذكراه الجميله واجواء العائله اللطيفه نعم انها لحظات لاتنسى بالطبع وكم كانت رائعه من لحظات اظن ان اغلبنا كمسلمين قد عايشناها فهو يوم مقدس لنا ويوم اجتماع الاسره منذ الصباح الباكر والبدء بالتجهيز للافطار وكان وجود الاب في المنزل يدعو للسعاده فاغلب الاباء كان لديهم اعمالهم الخاصه ولايتواجدون في المنزل إلا في هذا اليوم في الغالب العام .
وبعد الافطار يقترب الوقت لصلاه الجمعه والتجهيز لها بالاستحمام وارتداء لباس جديد مع تعطيره والمشي مع الاخوه والاب نحو المسجد القريب من المنزل اظن ان الجميع يشعر بما اشعر به حاليا هو يوم روحاني فعلا فكيف لي أن اكرهه لمجرد وجود حشره كذلك الضابط اراد ان يرغمني على كرهه فلم ارضخ له اذا هو لم ينتصر عليي هذا ما اعتقده وهذا ما اواسي به نفسي على اقل تقدير.
أنت تقرأ
ساعات الاعتقال
Mystery / Thrillerالقصه تتكلم عن الأفكار التي راودتني أثناء اعتقالي في زنزانه داخل المعتقل وعن الاسباب التي ادت لهذا وعن طريقه هروبي من المعتقل ومحاسبه الخائن الذي وشى بي اتمنى لكم قراءه ممتعه