الموعد الغريب

64 6 4
                                    

بدأت القصه كامله منذ تلك اللحظه التي قابلت فيها تلك السيده فبعد ذلك اللقاء القصير المرعب اصبحت تلك السيده تمر على مكان عملي بشكل شبه يومي كل ليله تأخذ بعض حاجياتها وتترك مبلغا من المال ثم تنصرف ، في حقيقه الأمر لقد احببت ذلك فأنا اكسب في كل مره تترك فيها نقودا لي مبلغا يقارب المبلغ الذي اعمل له ولكن على الرغم من هذا فقد كان الأمر مرعبا أيضا فهي لم تكن تتكلم كثيرا بل وتطرح العديد من الاسئله ثم تنصرف دون أن تترك لي المجال لاتكلم واسالها عن عملها او اسمها على اقل تقدير !!
لقد كانت صارمه على رغم جمال وجهها ، فهي لم تكن قبيحه او لئيمه وانما ثابته قويه تعلم ماتريد وماتقوم به كأنها كانت مدربه على القيام بهذا في المخابرات الاميركيه او على يد خبراء اجانب، لقد كانت اسئلتها من النوع السهل الممتنع فهي لم تكون عشوائيه وليست بالاسئله التي تراود الشكوك فقد كانت تسألني عن الوضع بشكل عام او مكان اقامتي ودراستي او إلا اي احياء دمشق أنتمي كانت تسأل عني اسئله شخصيه وكأنها تدرس حالتي و تستبين تفكيري و كأنها ارادت ان تعرف انتمائي الحقيقي او طريقه تفكيري او ما شابه ذلك،  لكن على الرغم من هذا فقد كانت تخيفني في كل مره واتردد في الاجابه فهي وانا نعلم انا توزع المعارضه كان مناطقيا  في اغلبه وكان الحي الدمشقي الذي ولدت فيه وترعرعت به من أوائل الاحياء المناهضه للنظام وكان هذا اكثر مايخيفني فقد كانت المنطقه التي اعمل فيها لها حساسيتها الخاصه فهي تقع وسط المدينه على الجسر الرئيس فيه قريبا من الجامعه والابنيه الحساسه للدوله وبعض الافرع اي بصريح العباره كانت تلك المنطقه ممرا حصريا لكل فئات الشعب بمن فيهم سياسيو البلد وكبار رجال الدوله والضباط، فكان لابد للافرع الامنيه التأكد من سلامه تلك البقعه والاطلاع على العاملين فيها على طول ذلك الشارع وعن خلفياتهم السياسيه وتوجوهاتهم وما إلى ذلك
فكان ذلك هاجسا يراودني طيل فتره عملي هناك فإن اي شكوك حولي او حتى تقرير كاذب كفيلا لاعتقالي او مسائلتي من اي جهة امنيه وكان هذا سبب ترددي في الحديث مع تلك السيده فافضل اختصار الحديث معها والاجابه القصيره على اي سؤال تطرحه علي.
إلى أن جائتني ذات ليله وطلبت مني رقم هاتفي ثم اردفت قائله
- اين تكون غدا عند الثانيه ظهرا؟
= تفاجأت واجبتها لا اعلم ليس لدي عمل اقوم به في تلك الساعه،  لم تسألين؟
- لا شيء أرغب بالحديث معك في مطعم قرب منطقه الربوه عن عمل افضل من هذا الذي تقوم به
- فاجبتها بالموافقة على الرغم من قلقي بشأن الأمر فما العمل الذي يكون لديها ولما لتعرضه عليي في المطعم ولا تخبرني عنه هنا ثم إنها لم لتختارني لي ، كانت الكثير من الاسئله تراودني طيله تلك الليله .
وفي الصباح خرجت مبكرا إلى الجامعه وقابلت يوون وكانت على عادتها مبتسمه متفائله دوما،  فاخبرتها عن ماحصل الليله الماضيه وعن طلب تلك السيده فلم اكن لاخفي عنها مثل هذه الأمور وقلت لها ممازحا
-(اذا خطفتني شو لح تساوي؟ )
فضحكت وقالت = سوف اقتلها
فضحكت معها واخبرتها ان لاتقلقي وانها تبدو سيده محترمه ولا وجود لاحتمال كهذا
ثم ذهبنا سويا للمحاضره لقد كانت ممله كعادتها تلك البروفيسوره فهي لاتجيد إلا الثرثره ولا تلبث أن تخرج عن محتوى الدرس لتبدأ بإلقاء الخطب السياسيه والكلمات الرنانة التي حفظناها ومللنا منها فغفوت خلال المحاضره لتيقظني يوون عند انتائها قائله هيا استيقظ عزيزي لقد انتهى وقت النوم هيا الى المقهى لنحتسي بعض القهوه .
جلسنا في المقهى وطلبنا قهوتنا ثم بدأنا نتبادل أطراف الحديث وانا أنظر إلى هاتفي لاراقب الساعه او اتصال تلك السيده بي فلاحظت يون هذا وامسكت بيدي للمره الأولى قائله
-لاتقلق سيكون كل شيء على مايرام كفاك تفكيرا وهي حدثني هل هي جميله ؟
= من ؟ اجبتها باستغراب
- من ستكون أيها الاحمق، تلك السيده ، فأنت لم ترفع عينك عن الهاتف منتظرا اتصالها.
= لاتهذي وهل هذا مايشغلني؟
- لا أعلم ربما
= كفاكي حمقا هي بنا لنمشي قليلا
خرجنا من المقهى وبدأنا السير رويدا رويدا باتجاه مدخل الجامعه ليرن هاتفي وكأنها المره الاولى التي يرن بها فنظرت اليه واذا برقم غريب فقلت ليون انها هي
= هيا اجبها إذن
- حسنا اجبت على الهاتف واذا بها تسألني عن مكاني فاجبتها ثم قالت لي:
- هيا انا بانتظارك عند الباب داخل عربه حمراء اللون عند الاشاره 
خرجت مع يون ثم ودعتهاواخبرتني ان اتصل عليها عند الانتهاء فاومئت لها برأسي بنعم ثم اتجهت نحو العربه لم تكن هناك عربه أخرى بنفس اللون فتاكدت منها ثم فتحت الباب وجلست إلى جانبها لتبادرني السؤال :
كيف كانت المحاضره ؟
انها ممله ، ماذا عنك كيف حالك ؟
انا بخير.
-هذا جيد إلى اي مطعم نحن متجهين ؟
سوف تعلم قريبا
ثم بدأنا نتكلم عن بعض امور التعليم وعن ايجابياته وسلبياتيه وانه هناك اخطاء كثيره يجب تلافيها، فوافقتها الرأي وانه يجب أن يتم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وعدم ترك الامور هذه الى (الواسطه) فهي امور تمس بمستوى تعليم اجيال كامله ووعي شعب كامل فوافقتني الرأي ولكن ما أثار حيرتي هو الطريق اللذي سلكته فهو يبتعد عن مركز المدينه متوجها إلى بلده بالقرب من دمشق فسالتها مستغربا هل انتهت مطاعم المدينه لناتي إلى هنا؟
فقالت لاتكون قليل الصبر ، ام هل انت خائف ؟
-ولم اخاف؟ اجبتها والقلق بدأ يرتابني.
= اذا لاتسالني حتى نصل شيء آخر.
حسنا

الباقي لبكرا🤣


ساعات الاعتقالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن