الفصل ال1

90 6 2
                                    

...كان والدي رجلاً عادياً كان يعمل في تجارة المحاصيل التي يقوم بالإشراف على زراعتها بنفسه وفي أرضه ؛ إلى أن فتح الله عليه فبنى لنا منزلاً ثم وفر لنا سُبل الراحة وكفل لنا جميع إحتياجاتنا ...؛ علمني انا وإخوتي وإستمر يعمل ويعمل حتى كبرنا , كنت في سنتي الثانية من دراستي الجامعية وكان لي أخ يكبُرني بثماني سنوات يدعى أحمد , وآخر يكبُرني بست سنوات ويدعى محمد ولدي أخ وأخت يصغُراني ؛ فمصطفى وهو لازال يدرس في مرحلته الثانوية وأختي ريم وهي تدرس في سنتها الأخيرة من المرحلة الإبتدائية .. كنا نحيا حياة لن أقول أنها جيدة فقد كانت بكل تأكيد أكثر من ذلك , فنحن لم نحتجْ في حياتنا شيئ أكثر من العادي ؛ وفي يوم من الأيام أراد أبي أن يصبح لنا أملاك أكثر وبالفعل شرع في عمل ذلك , حتى قابلته أرض في منطقة صحراوية كانت بضع فدادين أراد أن تكون ملكنا نحن وأن يستصلحها لتكون مناسبة للزراعة وبالفعل هو و إخوتي مضوا في فعل ذلك حتى واجهتهم بعض العقبات منها "عرب الصحراء "... ؛ _ نحن جميعاً نعلم مدى قوة وبأس هؤلاء القوم ومدى شجاعتهم وعدم إكتفائهم من المال – وكانت هذه أكبر عقبة في طريق أبي ' حيث أنه بعد أن إشترى الأرض من رجل لم نعلم هل هو مجرد مقاول أم أنه صاحب الأرض بالفعل ؛.. بدأ أبى في الإتيان ببعض من العمال لإستصلاح الأرض إلى أن أصبحت جاهزة من كل النواحي , مثل بناء سور كبير يحيط الأرض وتوصيل المياه إليها وأيضاً جعل الأرض صالحة لزراعة المحاصيل من خلال ريّها "ريّة كاذبة " وهذا نوع من المصطلحات التي تستخدم في الزراعة – على كلٍ – وأتى يوم الزراعة وكان العمال متواجدين منذ الفجر حتى يقوموا بزراعة المحاصيل .... وفجأة أتى عليهم أكثر من خمس سيارات ذات دفع رباعي نزل منها أكثر من خمسة عشر رجلاً مسلحين وكانوا يرتدون الملابس الصحراوية من العبائات البيضاء والعمم وما إلى ذلك من تلك الأمور .. بمجرد أن رآهم أبي متجهين نحوه تفاجئ قليلاً وفي نفسه يقول ؛ (من هولاء القوم ؟!. وما الذي أتى بهم إلى هنا ؟!. ربما كانوا ضالين الطريق ! ) .... ولكنه لم يُبدي أي ردة فعل .#نرمين_شعبان

..' أما العمال فإجتمعوا سوياً وعزموا على الهروب بدون أي مقدمات حتى أنهم لم يتفاجئوا وكأن هذه ليست المرة الأولى لهم أن يتعرضوا لموقف كهذا ... ظل أبي صامتاً لبرهه ومن ثم قال لهم بكل هدوء عندما إقترب منهم ....

- أبي : من أنتم ؟! وماذا تريدون ؟!.. وقد كان أبي كعادته دائم التروي في الأمور ودائم الحذر أيضاً.

- فأجاب أحدهم بسؤال : هل أنت المالك الجديد لهذه الأرض ؟!..

فأجابه أبي بنعم , وأكمل قائلاً " إشتريتها منذ ثلاثة أشهر من شخص يدعى " رجب الديب " ' ولكن إعذرني ياسيد من أنت ؟ ولما تسأل ؟!.. "#نرمين_شعبان

أجاب رجلاً ( كان يبدو عليه الوقار وكأنه زعيمهم ) , وكان في الستينيات من عمره : نحن هم المالكون الحقيقيون لهذه الأرض , لقد خُدعت أيُها الرجل المحترم إجمع أشيائك ومعداتك وأذهب من هنا سأعطيك مدة ثلاثة أيام حتى تذهب ..

أحببت عربيا " أحببتك مرغمه "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن