𝟬𝟭.

12.2K 661 74
                                    

Comments,Vote.

إستمَر هاتفهُ بالإتصال مرارًا وتكرارًا مُحطم نومَه الهنيء،تخبطت يداه هُنا وهُناك بكسل وعينان مهما حاول فتحُها لا يستطيع. سحب هاتفه من أسفَل الوسادة الأُخرى على يَمينه.

"أجل؟.."
تمتم بصوتٍ نعس بالكادِ يُفهم.

"لا زلت نائمًا؟يا رجُل لديك جلسة تصوير بعد نصفِ ساعَة من اللآن!!."
صُراخ مدير أعماله في أُذنه وهو في أعماقِ راحتهُ ونومه الذي حُرِمَ منه ليسَ شيئًا مُحببًا إليّه أبدًا.
زمجّر بإنزعاج وهو يلعنهُ بداخله.

"هل يُمكنك تأجيلُها؟..أرجوك؟.."تذمر بكلماتٍ مُتشابكه وصوتٍ ناعس. "أنا مُتعبٌ كثيرًا.."
تنهد مُديرُ أعماله باستسلام والكثير من الشفقه.

"سأحاول إيجادُ عذرٍ ما.."
همهم بيكهيون وظن مُديرُ أعماله أنه سمع شيءٌ كـ 'شكرًا لك'،ولكنهُ ليسَ واثقًا جدًا من ذلك. أنهى المُكالمه لتعود تلك الأُغنيه المتوقفَه بسببِها تملئ أُذنيه.

تنهد مُبتسمًا بسبب ذلك الصُوت،وضع الهاتف بجوار رأسهُ على الوِساده. عائدًا للنوم مُبتسمًا وسعيدًا،يشعُر بالراحه والاطمئنان تملئهُ..تردُدات ذلك الصوت تجعل منهُ غارقًا. غرقًا مُحببًا،غرقًا لا يودُ النجاةُ منه،غرقًا يسحبهُ نحو الراحه والسَكينه.

لم يظُن أن صوتًا يجعل منهُ هكذا،صوتًا لشخصٍ غريب. ظن بيكهيون أن الأرق لن يدعه وشأنه،بدأ بالإنهيارُ كثيرًا رأسه لا يهدأ كما لو أن طواحينًا تطحنهُ ببشاعه،عيناه متوهجةٌ بحُمره وإنتفاخٍ يُشوه بريقها وجمالُها،ظلالُ سوداء بدأت بالظهور أسفل عيناه.

لم يتوقف الأمرُ هُنا،حين بدأت الأمور السلبيّه هي كُل ما يراه. كل شيءٍ حوله بدأ يتمحور حول السواد والسلبيّه حتى وإن كان جيدًا هو مُرهق لفهم الغايات الجيّده المخفيه. حديثُ الكارهين يُكرَر كالشريط بداخل رأسهُ دومًا.

وذلك الصوت كان كـ قاربُ النجاةِ لبيكهيون ولقلبه وعقله. إنتشلهُ من بؤسه الذي يُحاوطه طوال اليوم،جاعلًا منه ينعم بنومٍ هانئ لمُدةِ عشرُون ساعه.

ذلك مُجرد صوت ولكنهُ كان كـ الخيمة بالنسبةِ لبيكهيون،كانَ دِرعًا..بيكهيون قرر نزع جذور ذلكَ الصُوت وزرعها في أعماقُ قلبِه،بيكهيون يشعُر كما لو أن راحتهُ كانت مُرتبطة بذلك الصوت.

نهض بيكهيون يشعر بالراحه في جميعُ أنحاء جسده،كل الآلام التي كانت مُستقره به تبددت كما لو أنها لم تكُن. تمدد مُخرجًا أصواتٌ لطيفه،قبل ان ينهض بنشاط ليتناول الطعام ويُنظف منزله الذي يُهمله كثيرًا،إستحم في النهاية مُلقيًا نفسهُ على الأريكه براحةٍ عارمه. شعر كما لو أنهُ يتنفس أخيرًا.
أمسك بهاتفه يفصله عن شاحنه،قبل أن يعود للجلوس في زاوية أريكتهُ المُريحه.

Therapeutic.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن