تركتها و نزلت إلى أسفل وأنا أشعر بالوجع يقتلع قلبى من مكانه وكأن يوم غدر بى قد تكرر ثانية قلت لنفسى تبا ألم أقل أنى قد نسيته ومحوت من ذاكرتى كل ما حدث صعدت إلى سيارتى وحين حاولت إدارة مفتاح العربة أسندت رأسى إلى المقود وبكيت نعم أنا لم
أنسك يا عمر ولم أنس ما حدث يوما وربما لن أتجاوزه أبدا أدرت عربتى فى اتجاه المدرسة ثانية وحين دخلت أخبرنى الساعى أن المديرة تطلبنى فعلمت أننى سأستمع لنفس الكلام الذى قيل لى فى المرة السابقة دخلت إليها وكانت تتحدث فى الهاتف فجلست فى
الاستراحة البعيدة حدا ما عن مكتبها وجدت هذا الرجل الذى قمت باطاحته وأنا فى طريقى لرؤية معاذ كان جالسا ومعه ملف فى يده ويهزقدميه بطريقة تعبر عن التوتر وهو ينظر لأسفل عرفته برغم أنه يضع عينيه
للأسفل فقد كان مميزا بشعره الأسود الكثيف المرتفع وملابسه السوداء وبشرته الخمرية فحين رأيته على الدرج ونظرت إليه ربما كانت نظرة خاطفة إلا إننى شعرت أنه شخصا مألوفا لى لا أدرى لما جال كل هذا بخاطرى؟
ربما هو ولى أمر طالب هنا فقلت له
أتأسف منك
فرفع رأسه وقال معذرة
قلت أنا من أطاح بك بعيدا اليوم ولم أستطع النزول ثانيه فاعتذرت من بعيد و حين هم بالرد نادتنى أستاذة ليلى وسألتنى كيف حال معاذ اجبتها أنه الحمد لله أفضل فطلبت منى أن أجعله يرتاح فى المنزل وبالطبع أعادت على مسامعى الحديث الذى كنت اتجنبه كثيرا أنه لابد ومراعاة ظروف الأولاد وأنهم يخافون حين يتعرض لنوباته فلا بد من عمل إجازة له حتى تتحسن صحته .
فقلت وأنا ممتعضة من حديثها
-ومن يراعيه وأنا أغيب عن بيتى أكثر من عشرة ساعات بداية من نزولى من المنزل وحتى عودتى للبيت فعلمت حينها أنها ستطلب منى أن أقوم بالأجازة التى اقترحتها علىّ من قبل هززت رأسى بالرفض لن يمضى الأمر هكذا ليس من حق أحد معاملة ابنى بهذا الشكل من حقه أن يحيا بشكل طبيعي انتفضت أستاذة ليلى من مقعدها ووقفت صارخة ومن حق الأطفال أيضا
ألا يخافوا من منظر معاذ خرجت والغضب يملؤنى وتركت مكتبها مسرعة ثم صعدت إلى الأعلى وأخذت مروان ومازن ورحلت لمنزلى وطلبت من شقيقى إحضار معاذ لى أشعر أن الأرض ما عادت صلبة تحت قدمى تعبت كثيرا وكلما تخيلت أننى سأرتاح أجد المشاكل تلاحقنى كيف أقوم باجازة وأنا راتبى لا يكاد يكفينى أناوالأولاد ولا أريد طلب المال من أهلى نظرا لخلافاتى معهم ونفقة والدهم لن تغطى مصاريف دروسهم الخصوصية خاصة إنه من باب تأديبى لا يرسل إلا ما حكمت به المحكمة وأنا لا أعطى دروسا كباقى زميلاتي نظرا لانشغالى بالأولاد وارتباطى بمواعيد الطبيب الذى يشرف على علاج معاذ وأحاول بشتى الطرق أن أحافظ على المكانة الاجتماعية لأولادى حتى لا يشعروا بفارق كبير بعد انفصالى عن والدهم كل الأفكار تتجمع حاليا فى عقلى.
أحضر شريف معاذ إلى باب منزلى فطلبت منه الدخول فأخبرنى أن أمى فى السيارة أسفل المنزل وأنه سيقوم بتوصيلها لبيت
خالتى نوال لأن اليوم خطوبة عمر نظرت إليه بغضب وأدرت له ظهرى وأمسكت بابنى لأدخله حجرته وقلت له اغلق الباب وراءك .
أنت تقرأ
يوم اغتالوا قلبى
Romanceلكن الثمن الذي دفعته أنا كان غاليا جدا ،إنه عمرى يا عمر وليتك تفهم معنى أن تدفع امرأة عمرها ثمنا لحماقات رجل!!!!