عمر

49 3 9
                                    

الفصل الثالث عشر
*************************
(عمر)
*******

غيرت اتجاهى وذهبت إلى خالتى التى كانت بانتظارى قلت خيرا يا خالتى هل حدث شيء قالت لاتدور علىَّ يا عمر أنت تحدثت مع ابنى وبالطبع أخبرنى أنت تعرف لماذا طلبتك
فقلت لها  إذا دعينى أفهم ما يحدث؟
قالت هناك من تقدم وطلب يد رحمة قلت لها وما الجديد في ذلك أعلم أن رحمة تلقت عروضا كثيرة من قبل لماذا حدثت مشكلة ولماذا حزن مازن؟
قالت الجديد أن رحمة ربما ستوافق هذه المرة!!

قلت بانفعال وكيف توافق أخبرينى هى قالت أمام الجميع أنها لن تتزوج أبدا ألم يحدث هذا ؟

قالت بلى حدث لكنها غيرت رأيها الآن وتريد الزواج  وهو حقها يا عمر
قلت حسنا هو حقها وحقى أن آخذ أولادى منها لا يتربى أولادى مع رجل غريب
فنظرت خالتى باستياء وقالت وهل زوجتك ليست غريبة عن الأولاد

أنا تشاجرت مع ابنتى مع إنه حقها لأنى أعرف أنك ستطلب ضمهم ينبغى أن تفكروا بروية وتختاروا أنسب حل يناسب الأولاد كما أن ذلك الشخص غير مناسب لرحمة على الإطلاق
قلت ولم ؟
قالت أصغر من رحمة بخمسة أعوام

ولن أوافق أبدا جئت بك اليوم مع أننى لا اطيق الحديث معك والله يعلم ذلك لكى أعرف ماذا ستفعل؟
بينكما أطفال والأطفال يحتاجوا أمهاتهم فى هذا الوقت بالتحديد ومن حق رحمة الزواج هى مازالت صغيرة بالسن إن لم يكن بهذا الشخص فسيكون بغيره كيف سندبر هذا الأمر يا عمر؟
‏قلت لها بكل غضب لو تزوجت رحمة بأى شخص مناسب أو غير مناسب سأقوم بضم الصغار فورا
‏أولادى مكانهم الطبيعى بيتى
‏قالت خالتى نستطيع ايجاد حل يرضى جميع الأطراف يا عمر
‏قلت ليست هناك أى حلول إما أن تبقى برفقة أولادها تربيهم وهى بمفردها أو تتزوج وتتركهم لى أو تعود إلى
‏نظرت خالتى وقالت أنت تعرف أنها لن تعود إليك أبدا والأولاد حال زواجها قانونا سيصبحوا فى حضانتى أنا لا أريد أن تسير الأمور هكذا قلت بغضب كم ستعيشى لهم فقالت ربما أطول مما ستعيش أنت!
‏ أنا مخطئة لأننى تحدثت معك من الأساس.

‏ تركتها وأنا كلى غيظ رحلت لم أرد عليها
‏نزلت من عندها لا أدرى إلى أى مكان علىَّ أن أتوجه ذهبت إلى مدرسة رحمة وعلمت أنها باجازة فذهبت غاضبا إلى  بيتها صعدت والغضب يتملكنى وطرقت باب الشقة بكل عنف وصرت أصرخ افتحى يا رحمة أعلم أنك بالداخل بعد دقائق قليلة فتحت لى باب الشقة وقالت ما الذى أتى بك إلى هنا ألم يكلمك أهلى فى هذا الموضوع من قبل؟

‏ قلت  لها هل جن عقلك تريدين الزواج لماذا ؟
‏لن تتزوجى ما دمت أنا على قيد الحياة فهمتِ أم لا ثم أمسكت ذراعيها بكل قوتى فصرخت من الألم  وقلت لها إما أن تعودى لى أو أتركك تتعفنين من الوحدة حتى الموت لو تزوجتى سأضم الأطفال لحضانتى لا شأن لى بأى شيء عليك الاختيار !
وهل صرت مراهقة لتتزوجى بمن هو أصغر منك هل أنت بائسة إلى هذا الحد ؟!
جذبت ذراعيها من يدى بصعوبة وهى تبكى وقال
لطالما تعلمت البؤس بين يديك يا عمر إن كنت أنهيت حديثك فارحل لا إجابة لك عندى أنا أفعل ما أراه مناسبا لى ولأولادى كفاك جنونا وارحل
قلت أى جنون أنت لم تر الجنون بعد توسلتك كثيرا أن تسامحينى انتظرتك أربع سنوات قبل أن أقدم على الخطبة وأنت كما أنت أخطأت واعتذرت لكنك أصريت على موقفك ولم أيأس  وبقيت لآخر الوقت قبل زفافى أنتظر على أمل إنك ستسامحى أنت قلت لن أتزوج ثانية ما الذى تغير ؟
قالت بغضب أنا حرة أتزوج أو لا أتزوج شيء لا يخصك ولا يعنيك بالمرة
الأربع سنوات التى انتظرتنى بهم كشفوا لى دناءتك أكثر مما كشفت سنوات عشرتى لك ابتزازى الذى تم بموافقتك ومباركة عائلتك وسرقة حقى لطلب الطلاق الامتناع عن الإنفاق على أولادك انظر حولك يا عمر تلك الشقة أنا من أسسها لكى تناسب أطفالا من حقهم الحياة لا تقل لى انتظرتك ثانية أنت حرمت أولادك كل شيء وأنا وهبتهم كل شيء ويحسب لى بعد كل هذا انى لم أزرع فيهم كرها لك  بعد كل ما عانيته معك سيعرفون حقيقتك فى يوم ما سيردوا اعتبار أمهم التى كسر أباهم كرامتها وأدخلها إلى عشيقته تعتذر منها
قلت بغضب هذه كانت أفضل منك  ولوكنت مرتاحا معك ما كنت نظرت لغيرك
شهقت رحمة بالبكاء وقالت أيها الحقير اخرج الآن أو سأصرخ واطلب لك الشرطة
أردت إزعاجها وإثارة غضبها بكلماتى لكن لم أحسب عاقبة فعلتى هذه ف‏دخولى هكذا وغضبى أثار خوف الأولاد بكى مروان كثيرا وارتعب معاذ من منظرى فانتابته نوبة الصرع خر مغشيا عليه ركضت رحمة عليه كان ولدى يتشنج أمامى أما مازن فظل واقفا يحدق فى ويحدق فى والدته واخوته
‏كانت تبكى وهى تمسك بمعاذ لم أشاهد تلك النوبات منذ وقت طويل ربما لم أشاهدها إلا مرات قليلة تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة ‏من سيهتم بولدى هكذا؟
‏ منظر خوف أولادى منى أفزعنى حين اقتربت لأحتضن مروان جرى منى وذهب يختبئ فى والدته التى ظلت تدعو على وأنا أقف أمامها
‏قلت نأخذه للمشفى بسرعة رفعت عينيها لى وقالت اذهب من هنا لعنك الله لا أريد رؤية وجهك ثانية أنت شيطان يا عمر لا فائدة منك
‏فى تلك اللحظة صعد ابن عمها راكضا وقال ما الأمر يا عمر ما الذى جاء بك إلى هنا قلت وما شأنك انت ؟
‏وماذا تفعل أنت هنا ونظرت بغيظ ناحيتها قال تحدث معى أنا
‏ هاتفنى شريف لأنه بالعمل رحمة اتصلت به قبل أن تفتح الباب لك وطلب منى أن أتى إليك ألم نتحدث من قبل وطلبنا منك أن لا تأت إلى بيت طليقتك ثانية انزل معى يا عمر وحسابى معك فى الأسفل قلت لن أتحرك من هنا حتى اطمئن على ولدى
‏قال سأجعل شريف يطمئنك حين يتحسن الولد لا يصح وجودنا هنا مع رحمة والولد بدأ في التحسن
‏نظرت وأنا نادم لأنى كنت سببا في تعب ابنى فى تلك اللحظة جاء اتصال لابن عمها فرد قائلا كيف ومتى حدث ذلك بدا عليه التوتر وقال لا أعرف بم أخبرك يا رحمة نقل عمى إلى المشفى الآن
‏تساقطت الدموع من عينيها وهى جالسة بجانب معاذ على الأرض ضربت على قدميها وقالت ويلك يا رحمة المصائب تتجمع فوق رأسك
‏قال وليد استغفرى ربك يا أختى سأذهب الآن هيا يا عمر 
‏وأنت يا رحمة اعتنى بولدك جيدا وسأوافيك بالأخبار لا تقلقى
‏نظرت إليها لم يكن بمقدورى فعل شيء تركتها ضعيفة محطمة لا تكف عن النحيب هبطت للأسفل وذهبت إلى المشفى وراء وليد ابن عمها وهناك كانت خالتى تقف تبكى واخوتى مع أمى ثم دخل شريف راكضا قال لأمه ماذا حدث وبم اخبركم الطبيب قالت له لم يخرج بعد من غرفة الكشف  أشعر أن أباك استمع لحوارى مع عمر وربما علم أيضا وأنا أتحدث معك بسبب ذهاب عمر لرحمة لأنه بعدها ظل يبكى بصوت عالى ثم صمت مرة واحدة
‏حين شاهدنى شريف انقض علىَّ وسدد لكمة فى وجهى لم أشعر إلا والدماء تتطاير من أنفى
‏قال أيها النذل ألم أحذرك من قبل أن لا تذهب لشقيقتى بيتها ثانية لو حدث شيئا لأبى سأدفنك يا عمر أمسك خالد وسعد ووليد شريف واحتضنتنى أمى وبكت خرج أمن المشفى وقام بطردنا نحن الرجال خارجا ولأن خالد صيدلى قام بالتحدث مع زملائه بالمشفى وأدخل شريف ووليد وأخى  مرة أخرى وبقى هو بالخارج معى قال لماذا ذهبت إليها ما شأنك بها أنت تزوجت يا عمر اخرِج رحمة من رأسك!!
‏قلت لا شأن لى برحمة أنا أريد أولادى الأستاذة تريد الزواج ثانية
‏اندهش خالد وقال حقا هل ستتزوج رحمة قلت له نعم قال هو حقها لا يستطيع أى شخص أن يمنعه منها قلت شخصا أصغر منها بسنوات قال ليس عيبا أو حراما قلت له أنت تحاول اغاظتى ببرودك هذا لأنى أخذتها منك سابقا وتزوجتها قال أنت لم تأخذها منى يا عمر لم يكن لنا أنا ورحمة نصيبا فى بعض كُتب نصيبها معك أنت
‏ قلت لا أطيق الحديث معك وتركته ورحلت ذهبت إلى شقتى كانت علا ليست موجودة مما جعلنى ازداد غضبا كيف خرجت تلك الغبية دون اذنى حذرتها من قبل ألا تفعلها كنت أتصل بها فتلغى المكالمة أثارت غضبى جلست أنتظرها وأنا أكاد انفجر من الغيظ حتى أتت من الخارج قمت وجذبتها من ذراعها قلت أين كنت قالت ذهبت لوالدتى فقلت بدون إذن اتصلت بوالدتك وقالت إنك رحلت منذ ساعتين أين كنت جذبت يديها وقالت لا تتعامل معى بهذه الطريقة ثانية خرجت مع صديقاتى بعدها نتسوق حاولت الاتصال بك لكن كان هاتفك مغلق
‏قلت هاتفى مغلق تنتظرى لا تتحركى حتى أفتحه وإن ظل مغلقا لا تخرجى أفهمت
‏قالت لم أفهم يا عمر وحذرتك من قبل أنا لست كالحمقاء زوجتك السابقة التى كنت تجعلها خاتما فى اصبعك أنا امرأة مستقلة ولى كيان
‏هل مطلوب منى كلما خطوت خطوة أخبرك بها هل أعد لك أنفاسى بالمرة أنت شخص مريض تريد خادمة تمارس القهر والذل عليها لكن خابت توقعاتك لست أنا تلك الخادمة يا عمر
‏بدلا من التهور عليها رفعت منفضة السجائر وقمت بقذفها فى الحائط وخرجت كنت أشعر أن كل شيء يضيع من يدى رحمة ربما تتزوج وأولادى يهابونى وزوجتى الجديدة متمردة ولا تحترمنى لا أستطيع فرض سيطرتى  عليها وأنا لا أكف عن ارتكاب المعاصي حياتى سيئة للغاية
لماذا يا رحمة ‏لم أطلب منك سوى مسامحتى ولكنك أبيت ذلك ربما لو كنت سامحتينى كنت سأصبح أفضل وربما أنا سأظل هذا الشيطان للنهاية كيف أعود يا الله وطرق عوتى هدمتها بيدى ظللت أجوب الشوارع هائما لا أدرى إلى أين أذهب كل الأماكن تلفظنى وحدها أوكار الشياطين تفتح لى أبوابها ربما كتب على أن أعيش وأموت بها

‏كنت كعادتى عند إحداهن حين ظل هاتفى يرن وكلما انتهت المكالمة رن ثانية نظرت فى الهاتف وجدته خالد لم أجبه ثم جاءتنى رسالة هاتفية لم أشاهدها إلا وأنا في طريقي إلى البيت كتب لى خالد فيها إن والد رحمة قد انتقل إلى رحمة الله………
‏(يتبع)
‏#رواية
‏#يوم_اغتالوا_قلبى
‏#منى_وهبه

يوم اغتالوا قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن