الفصل الثالث

79 4 11
                                    

بعد أن أتممت جلوسى مع أبى فى غرفته فتحت باب الغرفة وناديت الأولاد ودخلوا الحجرة لوالدى وخرجت أنا من الغرفة .
وجدت أمى جالسة فى الصالون ممسكة بقطعة كروشية تقوم بشغلها وهى تنظر لى بامتعاض شديد ثم قالت:
_من الجيد أنك مازلت تذكرين أن لك عائلة
قلت فى غضب :
أمى بالله عليك لا تفتحى هذا الموضوع ثانية كنت عندك منذ يومين وانت تعلمين أن معاذ مريض.
هزت رأسها بالإيجاب وقالت:
_أه أعلم ولولا مرضه ما كنت سأرى وجهك ربما ستنتظرى بضعة أشهر أخرى قبل أن نراك ثانية ماذا حدث لك أين رحمة التى نعرفها ؟
قلت لها: ذهبت يا أمى ولم تعد ذهبت فى تلك الليلة ولن ترجع أبدا لا أعلم كيف لا تشعرى بى وكأننى لست من دمك؟؟
قامت أمى برمى ما كان بيدها على المنضدة فى غضب وقالت لى
_تلك الليلة ..تلك الليلة مابها تلك الليلة أعلم جيدا كم كانت قاسية عليك لكنك لم تستطيعى أن تتعاملى بذكاء فيها وانقلب كل شئ عليك  أنت لست أول امرأة يقوم زوجها بخيانتها ولن تكونى آخر امرأة هل كل نساء الدنيا الذين شعروا بطعنة الغدر فعلوا مثلك هل أغلقوا بابهم على أنفسهم واختبؤوا من عيون الناس؟

قلت فى حيرة وأسى:
_ربما لا كل ما أعرفه إن لا أحد يشعر بتلك الطعنة إلا من ذاقها وهناك من استطاع تجاوزها وهناك من لم يستطع وأنا من أولئك الفئة التى لم تستطع هل ارتاح عقلك الآن؟؟

لن أتجاوز ما حدث لن أتجاوزه أبدا عمر الذى تقفين فى صفه ضدى لن أسامحه ما حييت ولو جاء بكل أعذار الدنيا ولو ركع لى حتى أسامحه
قاطعتنى وقالت بتهكم:

_اطمئنى لن يركع لك لقد اقتنع أنه ولا بد من تجاوزك اخيرا لن يكون هناك خاسرا سواك أنت أما عن عمر أنا  لا أقف فى صفه انت تعلمين أننى كنت غير موافقة على هذه الزيجة من الأساس ولم يوافقك أحد أنا أحزن على الأولاد ما ذنبهم أن يكبروا بدون أب ؟
فأجبتها قائلة:
_بالنسبة لعمر لا أعتقد أنه يقتل نفسه حزنا وكمدا على فراقى بدليل أنه يحيا بكل أريحية يرمى لأولاده الفتات تأديبا لى على طلبى الطلاق منه أما الأولاد فأنا أشعر بالحزن عليهم أكثر من أى شخص
وهم فى انتظار يوم الجمعة بفارغ الصبر لرؤيته لكن ماذا كنتم تنتظروا منى أقبل  بالإهانة وأعيش تحت رحمة رجل لا يخشى الله حتى لا ينزعج الأولاد؟
قالت بكل حدة :
_أنت اخترت هذا الرجل اخترتيه برغم رفضنا له هو ابن اختى لكن لم أوافق أبدا بعد ما فعلتيه بخالد أظنك تتذكرين جيدا شعوره حينها
وضعت يدى على وجهى وقلت:

_سنبدأ ثانية لم أحب عمر وأنا مخطوبة لخالد أقسمت لكم ألف مرة لم أفعل شيئا خاطئا ربما كان غير مقبول فى مجتمعنا لكنه لم يكن حراما

_كسرتم أنت وعمر قلب خالد كم امرأة تعرفيها تزوجت شقيق خطيبها ...لا أحد يا رحمة كنت على علم بأن خالد يحبك ومع ذلك تركتيه وأصريتِ على موقفك تجرعى كأس الخيانة الذى أجبرتى خالد على تجرعه يوما ما
_والله حين تركته لم أكن على علاقة بعمر وكل شئ بدأ بعدها وأنت تعلمين كم كنت احب خالد لكن كل شئ تغير لم أشعر أننا سنكون متفاهمين أبدا .
هززت رأسى فى ألم لأنهى هذا الجدال
حسنا  ربما هو عقاب من الله على كسر قلب خالد . هل ارتحت الآن؟
قطع حديثى خروج الأولاد من غرفة أبى فقال مازن
أمى سنتأخر على أبى
قلت:حسنا بنى سنرحل الآن
مع السلامة جدتى
مع السلامة يا قلب جدتك
جرى مروان وعانق أمى وبعدها معاذ فمالت عليهم وأعطت كل منهما نقودا كما هى عادتها ورفض مازن النقود كالعادة متحججا بأنه قد كبر وأصبح رجلا لا أعرف لماذا هذا السلوك معها هى بالذات لماذا لا يخبر إخوتى بذلك  ولكن صدقا أنا أفرح كثيرا حين يفعل ذلك مع أمى أشعر أنى أصبح لدى رجلا أعتمد عليه .

يوم اغتالوا قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن