لم أكن أعلم بهذا الأمر متى حدث ذلك فأخبرتنى أن هذا الأمر حدث منذ عام ونصف ومن يومها حسام يكره قيادة السيارة وحالته النفسية غير مستقرة وأنه لم يعد كالسابق أبدا
فكرت بعدها وأيقنت اننا أحيانا لا نتشابه إلا فى الوجع أكاد أجزم أنه لا يوجد شخص على سطح هذا الكوكب لا يعانى من فقد شئ ما والدليل على ذلك كل من حولى ها هى سهام حباها الله بكل شئ جمال لا حد له وزوج من أطيب ما يكون وعائلة يتمنى أى شاب مصاهرتها إلا إنها حرمت من نعمة الانجاب تزوجت قبلى أنا ونورة وتقريبا هى أول صديقة لي تم زفافها
أذكر أنها تزوجت فى العام الثانى بالجامعة وكانت محل حسد من الكثيرات نظرا لأن زوجها طبيبا كانت الفتيات تنقمن عليها ويتهامسن فيما بينهن بعدما زارها زوجها فى الجامعة فهو وسيم جدا كما يبدو عليه الثراء الفاحش ولكن كما تقول جدتى رحمها الله النعمة لا تتم على صاحبها حرمت سهام فى المقابل من سماع كلمة ماما تلك الكلمة فى اعتقادى الأجمل والأروع على الإطلاق باءت كل محاولاتهم بالفشل لانجاب طفل وبالرغم أن المشكلة في سهام إلا إنه رفض فى بادئ الأمر وبشدة التخلى عنها وقال هى طفلتى وحبيبتى ثم بعد مرور سبع سنوات على زواجهم أقامت والدته الدنيا عليه فهو الولد الوحيد على ثلاثة فتيات وظلت تندب حظها ليل نهار كانت سهام تقابل تصرفاتها بصمت وبكاء وفى النهاية رضخ هشام لأمر والدته وتزوج بأخرى أما عن سهام فلم تفعل شيء التزمت الصمت حزنت حزنا شديدا وقتها أشعروها بالعجز عن شيء ليس بيديها ولكنه فى النهاية أتخذ طريقا صائبا وكان حقه ثم أنجب هشام من زوجته الجديدة صار عنده الولد الذى تمناه لكن لم يكن مرتاحا أبدا مع زوجته فبعد انجابها طلبت منه أن يطلق سهام فهو لم يعد بحاجة إليها حين علمت سهام بهذا الأمر قررت الانسحاب من حياته حتى لا يتعكر صفوها ويتربى ذلك الطفل بين أبيه وأمه إلا أن هشام عارضها وبقوة وقفت والدته في وجهه حتى لا يدمر الأسرة التى بناها للتو وأمام إصرار سهام على موقفها تم طلاقها لكن للحق هشام لم يترك سهام تخرج من زواجها كما يفعل معظم الرجال خالية الوفاض ربما هذا ما جعلها تسامحه حين عودته لم ينتقص من حقها شيئا كما أنه كتب لها الشقة التى كانت تسكنها والسيارة التى ابتاعها لها وأخبرها أنه ما كان ليفرط بها أبدا ولكن هى لها حرية الاختيار أحالت الثانية حياته إلى جحيم كانت عكس سهام فى كل شيء تعب معها كثيرا وفى النهاية طلبت منه الطلاق ورحلت وأخذت ذلك الطفل الذى تدمرت حياة هشام بسببه دخل فى صدمة نفسية حادة وحين علمت صديقتى كانت أول من وقف بجانبه وعادت فورا إليه لم تعاتبه احتضنت ضعفه وانكساره برغم الشرخ الذى سببه لها عرف قيمتها ولكن متأخرا يبدو أن كل البشر لا يدركون قيمة ما بأيديهم الا بعد فقده ربما حالف الحظ هشام أن سهام فتحت له الأبواب مرة أخرى و وتعلم هو أن مقابل حرمانا واحدا تكمن الكثير من العطايا التى لا نقدرها.أما عن حسام فقصت لى نورة أنه أحب زميلة له فى الجامعة وعاشا قصة حب طويلة انتهت بالزفاف كانت الحياة أكثر من رائعة وتوجت قصة حبهما بطفلة جميلة اسموها لارا كان حسام مهووسا بتلك البنت وحين أتمت العامين أخذهم فى إجازة بالغردقة وفى أثناء عودتهم قامت لارا وقبلت حسام لم يشعر حسام بعدها بالدنيا إلا وهو بالمشفى بين الحياة والموت
دخلت شاحنة كبيرة فى سيارته وماتت ريهام زوجته ولارا وكان وضع حسام خطيرا المصيبة وقتها أن سائق الشاحنة ترك الأسرة على قارعة الطريق و دماءها تنزف و ربما لو لم يهتم أحدهم بسرقة ما كان بحوزة حسام وأسرته فقط كانوا استطاعوا انقاذ تلك الأسرة .
أى بشر صرنا يا الله تلك القصة آلمتنى كثيرا ونورة تقصها علىَّ الأقسى من الموت فى مأساة حسام مافعله هذا الشخص كان فى حضرة الموت ورائحته تحيط به ولم يفكر سوى فى سرقة أشخاص فى حادث لم يأخذ عظة مما رآه أمامه.
أنت تقرأ
يوم اغتالوا قلبى
Romanceلكن الثمن الذي دفعته أنا كان غاليا جدا ،إنه عمرى يا عمر وليتك تفهم معنى أن تدفع امرأة عمرها ثمنا لحماقات رجل!!!!