(الفصل السابع)
بدت الأمور مشوشة جدا بالنسبة لي خرج خالد مع شريف ليتقصوا ما الأمر وحين هممت بالخروج من الغرفة أوقفنى شريف وجعلنى أرجع للداخل ثانية كانت الشرطة بالباب تطلبنى أبلغوهم أننى لست موجودة فطلب منهم من كان بالباب أن أذهب للقسم ضروريا هناك شكوى ضدى سألته أمى عن فحوى الشكوى ومن قدمها فلم يجب
قام شريف بعمل اتصالاته مع بعض زملائه واستطاع أن يعرف من قدم الشكوى كانت تلك الحقيرة سمر حين سمعت اسمها بكل تلقائية قلت عمر يحل الأمر لن يتركنى فريسة لامرأة كهذه نظر شريف وقال تعبت معك يا رحمة تقسمين أنه على علاقة بها وأنك رأيتهما بعينيك فى شقتك وتقولين الآن عمر يحل الأمر
قلت لم اكذب فيما قلته لكن مهما كان الأمر أنا بالأخير زوجته وأم أولاده لن يتركنى أدخل قسم الشرطة
قررت الذهاب لعمر كنت مجهدة جدا ولم يدخل جوفى أى شيء لكننى تحاملت ونزلت لألحق بعمر ذهب خالد وشريف معى إلى شقتى طلبت منهم أن ينتظرونى بالأسفل وصعدت بمفردى قلت لهم لو كان بالأعلى سأتحدث معه على انفراد وإن احتجت إليكم سأعلمكم بذلك وصعدت كنت أرتب ماذا سأخبره أعلم أننى لن أهون على عمر حتى لو سيطلقنى فلن يسمح بأن أدخل قسما للشرطة كان باب شقتى مفتوحا وعمر يجلس فى مواجهته على الأريكة ينفث فى السجائر بغضب ثم رآنى أمامه قال لماذا أتيتِ؟؟
قلت حُرر محضر بالقسم ضدى يا عمر !!
فقال أعرف
قلت أتعرف أيضا من حرره
فرجع إلى الخلف وأسند رأسه إلى الأريكة وقال نعم أعرف وليكن درسا لك لكى تتعلمى أن تحترمينى جيدا
لم أتمالك نفسى من الصدمة مسكت طرف الكرسى وجلست
قلت هل أفهم أنك وراء ذلك المحضر
قال لم أقل هذا هل بدأتِ فى اختلاق أحداثا جديدة
فى تلك اللحظة دخل شريف وخالد إلى الشقة لم يستطيعا الانتظار أكثر من ذلك
فقال خالد ماذا ستفعل يا عمر ؟
قال عمر بل قل ماذا ستفعلوا أنتم ؟
كانت الصدمة قد عقدت لسانى نظرت إليه في دهشة تملؤها الوجع وقلت هل تآمرت ضدى مع ساقطة؟
أنا زوجتك وأم أولادك هل ترضى أن ادخل القسم انتفض من مكانه وقال زوجتى التى أثارت فضيحة لى
قلت صارخة جن جنونى يا عمر ماذا أردت منى أن أفعل بعدما رأيتكما؟
قال لا تقولى رأيتكما ثانية أنت لم ترِ شيئا
فى تلك اللحظة دخل جارنا زوج مها وقال اتأسف أنى صعدت ودخلت عليكم هكذا فقال عمر وماذا تريد
رد الرجل قائلا صوتكما عاليا وسمعت أن هناك محضرا حرر ضد الأستاذة رحمة فقام عمر غاضبا وقال وما دخلك أنت بهذا؟
فقال الرجل اتق الله يا عمر سيرتك أنت والمرأة كانت على ألسنة النساء والرجال في العمارة ورأيتك أنا وزوجتى معها بالخارج تدخلون أحد البنايات لم أتفوه بكلمة حتى لا يتدمر البيت فقام عمر على الفور واشتبك مع الرجل قائلا: حسنا علمت الآن زوجتك هى من ملأت رأس زوجتى بهذه الترهات قام خالد وشريف بالفصل بين عمر والرجل فاندفع الرجل غاضبا ناحية عمر وقال سأقف مع زوجتك أيها النذل ما علمنا منها إلا خيرا صرخ عمر فيه قائلا :
ولماذا تقف معها هل أنت مختل هى زوجتى أنا وليست زوجتك ثم نظر لى عمر وقال بغضب:
انتظرى هنا حتى أحل تلك المشكلة قال شريف لن تنتظر هنا سترحل معنا وإن لم تحل تلك المشكلة سيكون حسابى معك عسيرا بعد ما قاله الرجل نزلت من عند عمر والدنيا تلف بى لا أفهم أى شيء أهذا عمر الذى حاربت الدنيا من اجله أهذا زوجى الذى أنجبت منه أولادى أنا بالتأكيد نائمة وانتابنى كابوس مريع سأصحو منه هذا ليس حقيقيا.
لا أعرف كيف وصلت إلى البيت جلست على الأريكة كانت خالتى قد رحلت ولحق خالد بها على اتفاق مع شريف أنه إن حدث أى شيء يهاتفه فورا مرت دقائق وكأنها ساعات ثم بدأت العائلة فى التوافد على منزلى أخوالى وأعمامى جاؤوا ليفهموا ما حدث انتشر الخبر بسرعة الهشيم فى النار
ثم اتصل أحدهم بشريف ينقل له الوضع من داخل القسم تلك المرأة قامت بتحرير محضرا لى بالسب والقذف كما انها اتهمتنى بأنن تعرضت لها بالضرب وأذيتها الغريب أن كل ذلك مرفق بأوراق من المشفى أنها تعرضت لضرب وكسر فى ذراعها والشهود كانوا جاهزين لم أكن أعرف حينها أن الذمم قابلة للبيع والشراء لم تكن تلك هى المأساة التى ألمت بى كانت المأساة الحقيقية أن الشياطين الذى تربى عمر فى كنفهم هم من جهزوا كل شيء لكسر انفى واهانتى بمساعدة زوجى تآمروا ضدى لتبرئة ساحة عمر كان اللعب على المكشوف كما يقال فقد حضر والده مع عمر إلى شقة أبى دخل وقام بالصراخ فى وجهى قائلا ما الذى فعلتيه هل أنت مجنونة تريدين وضع ابنى فى مصيبة كهذه هل اختل عقلك يا رحمة اشتبك أخى مع والد عمر وفصل بينهما أعمامى وأخوالى قلت ماذا تريد منى قال تذهبى لسمر وتعتذرى منها أمام سكان البناية كلهم وتقولى أنك كذبتِ وتوهمتى أشياء لا وجود لها قلت لن يحدث هذا أبدا على جثتى أن أفعل شيئا كهذا قال إذا تعفنى فى السجن يا رحمة لأنك لن تخرجى منها وأنا مخطئ أنى استمعت لولدى وجئت إليك قلت له :
أنت لم تنجب إناثا ولكن إخوتك عندهم أترضاها لبنات أختك
قال بنات أختى عاقلات لا يفعلن مثل ما فعلتِ ثم الأهم من ذلك أين دليلك يا رحمة أريد أربعة شهود على ذلك قلت لا شهود عندى سوى نفسى
قال دعى نفسك تنفعك فكرى فى عرضى وأنت حرة تقبليه أو ترفضيه الأمر يرجع لك سأحاول باتصالاتى تأخير عرض ذلك المحضر على النيابة
أمامك يومان فقط قررى أنت.
كل هذا وعمر لم يفتح فمه بكلمه واحدة فنظر إليه والده وقال هيا يا عمر فقام الآخر ورحل وقفت عند باب الشقة أنظر لذلك النذل الذى كان زوجى ثم نظر ناحيتى وطأطأ رأسه ورحل
أى شيطان يسكن روحك يا عمر حتى أحقر الرجال لن يفعلوا ما فعلت أنت بى مطلوب منى أن أعتذر لساقطة كانت فى علاقة آثمة مع زوجى وليس هذا فقط بل أقول أننى لفقت لهم تلك التهمة كل ما حولى يدور البيت يعج بالأهل والأصوات عالية وأنا لست معهم في الدنيا دخلت حجرة والدى الذى ربما استمع إلى ما حدث وربما لا كنت أعلم أنه يشعر بى ارتميت فى أحضانه أبكى
أه لغبائك يا رحمة فى أى مصيبة أوقعتِ نفسك بكيت وقررت أنى لن أتنازل عن كرامتى مهما كلفنى الأمر أرسلت إلى عمر وقلت لن أعتذر لأحد
وذهبت فى اليوم التالى لعملى وقررت أن أقوم بتوكيل محام ليباشر العمل في أمر هذا المحضر إلا إننى تم الضغط علىَّ بأبشع الوسائل لإنقاذ سمعة عمر
كنت معتادة على شراء طلباتى من مكان قريب جدا من المدرسةالتى كانت قريبة جدا من شقتى دخلت لأشترى بعض الأشياء فقامت امرأة بالوقوف جانبى التصقت بى ثم قامت بالصراخ عاليا واتهمتنى أننى سرقت منها نقودا كنت أحسبها امرأة سُرقت نقودها فعلا والتبس عليها الأمر لكنها كانت مدبرة لعمل فضيحة كبيرة لى بالقرب من مكان عملى اشتبكت معى كانت زميلاتى بالجوار حين شاهدونى جاؤوا مسرعين لنجدتى أما المرأة فكانت لا تكف عن الصراخ وأنها رأتنى أمد يدى فى حقيبتها وأقوم بسرقتها كنت أبكى وأقول لها أنت مخطئة أنا معلمة محترمة وزميلاتى يؤكدن ذلك والمرأة تقسم إنها رأتنى وأننى لا بد والذهاب معها إلى القسم لأخذ حقها التف الناس يشاهدون تلك الفضيحة وكنت أنا فى انهيار تام ثم فى وسط كل هذا والناس تسألنى ما الأمر وأنا أدور حولى من وجه شخص لآخر تسللت المرأة ورحلت تركت الناس وركضت أبحث عنها حتى كنت خلفها مباشرة كانت تتحدث فى الهاتف وتقول لأحدهم اطمئن قمت بعمل فضيحة لها لن ينساها الناس أبدا اشتبكت أنا هذه المرأة نسيت انى معلمة أضاعوا عقلى بأفعالهم قلت لمن تتحدثين وإذا كنت قد سرقت فلماذا رحلت هيا بنا على القسم حاولت المرأة التملص منى لكن لم تستطع تدخل الجيران وزميلاتى وقاموا بتخليصها كنت كالمجنونة ألف رقبتها بحجابها ربما لو لم يخلصها أحد كانت ستموت فى يدى ثم ركضت فى الشارع اختبئ من أعين الناس دخلت سيارتى أبكى ثم هاتفنى عمر وقال أمامك يوم واحد يا رحمة الوضع مازال تحت السيطرة حتى الآن قلت له إحداهن اتهمتنى بسرقتها وقامت بعمل فضيحة لى بالشارع وصلت بكم الدناءة لهذا الحد ترسلون لى امرأة كهذه قال لست أنا إنها سمر واحدة بواحدة أنت قمت بفضحها وهى ردتها لك قلت له أى وغد أنت يا عمر ثم بصقت عليه فى الهاتف ورميت هاتفى بجانبى رحلت إلى بيت أمى ولازمت البكاء أغلقت باب حجرتى والتفكير يقتلنى ثم هاتفت سهام أقص عليها كل ما حدث وأطلب مشورتها غضبت هى جدا وأخبرتنى أن أتمسك بموقفى ولا أعتذر ثم اخبرتنى أن هناك زميلة لها زوجها وكيل نيابة ستسألها عن موقفى وطلبت منى صورة المحضر ثم جاءت لى وهى حزينة قالت: أحمل أخبارا ليست جيدة بالمرة موقفك ضعيف جدا يا رحمة خاصة أن هناك تقرير طبى وشهود على الواقعة لقد ذهبت بنفسى لبيت زميلتى وتحدثت مع زوجها وأبلغنى أن لو هناك طريقة لانهاء الأمر بشكل ودى فهذا سيكون أفضل لأنك حتى الآن لم تذهبى للقسم وغالبا من الممكن أن تُحتجزى هناك حتى تعرضى على النيابة أضافوا الضرب للمحضر لكى يتحول إلى محضر جنائى ستواجهين عقوبة كبيرة يا رحمة حين أخبرتنى بذلك وقعت على الأرض أبكى وألعن الحظة التى جمعتنى به والسنوات التى ضاعت من عمرى معه المهلة قد انقضت وعلىَّ الآن الاختيار إما أن أعتذر أو سأواجه عقوبة السجن جاء عمر إلى المنزل وقف كأنه شخصا لم أعرفه طوال حياتى عمر الآن بدون أقنعة أظهر ذلك الحيوان بداخله قال أمامك خيارين إما الاعتذار أو السجن وسأتولى أنا رعاية الأولاد اختارى يا رحمة قلت سأسجن يا عمر وعندما يسأل أولادى عنى قل سُجنت والدتكم لأننى شخص حقير تآمرت مع ساقطة على زوجتى.
غضب وقال تكبرين الأمر يا رحمة هى تحتاج اعتذار بسيط لحفظ ماء وجهها أمام زوجها وأنا أحتاج أن أرد اعتبارى
قلت وهل للعاهرة ماء وجه يا عمر ومن يرد اعتبارى أنا هل تظن نفسك رجلا بعد فعلتك هذه وهل تظن أننى سأسامحك يا عمر السجن أحب إلى من وقوفى وإذلالى أمامها .
قال فكرى بأولادك ستكون فضيحة لهم لآخر العمر فى كل الحالات إلا لو استمعتى لى أنا أخطأت واعترف بهذا زوج المرأة عاد من سفره بعد ما حدث وطلب اعتذار فقط منكِ لو اتهمنى وزوجته بالزنا سأسجن
قلت يا وضيع تنقذ نفسك على حسابى قال أولادى سيعيروا باقى عمرهم بسجن أبيهم لكن لن يعيرهم أحد إن والدتهم أخطأت فى حق امرأة واعتذرت
لن تعتذر رحمة لأى أحد يا عمر
كان شريف يصيح بغضب فى عمر هل جننت تقف أختى أمام امرأة كهذه وتعتذر وخاصة إن الموضوع حقيقيا هل أنت معتوه سأقتلك يا عمر تدخلت والدتى حينها عندما وصل الاشتباك بالأيدي بينهما وصرخت فى عمر وشريف طردت عمر خارج المنزل وهدأت من شريف وقالت دع أختك تقرر الأمر هى أدرى بمصلحتها
غضب شريف وظل يصيح عاليا في المنزل كيف تقرر هل نحن لسنا رجال سأتصل بشقيقى وسأخبره وسنحل هذا الأمر مع الحقير عمر صرخت فيهما وقلت كفى عقلى لا يستوعب كل ما حدث انقسمت العائلة بالرأى جزء يرى أن أعتذر منها ثم سنقوم بتأديب عمر والجزء الآخر يرفض وبشدة أن أفعلها كان أولادى يقفون ويشاهدوا تلك المهزلة ربما لم يفهموا ما يحدث لكن بالطبع تبعات كل شيء ستقع عليهم هاتفت عمر وقلت موافقة لكن بشرط الاعتذار مقابل الطلاق وانهاء تلك الزيجة قال رحمة أنت الآن تحت وقع الصدمة صدقينى أنا أصنع ما فيه مصلحة لك
قلت عرضت شرطى وعليك الاختيار أما عن مصلحتى فلا شأن لك بها قال موافق لكن ليس الآن نتفق على هذا فيما بعد قلت حسنا لكن لن اقف أمام الجيران كما طلب والدك قال لا بأس سأقنعها أن يحدث الاعتذار أمامها هى وزوجها فقط
قلت تستطيع اقناعها بذلك ولا تستطيع اقناعها بأن تتنازل عن المحضر
بالطبع فأنتم دبرتموه سويا قال لا داعى لهذا الحديث الآن حتى وإن دبرناه فأنا أصنع الصواب
أنت تقرأ
يوم اغتالوا قلبى
Romanceلكن الثمن الذي دفعته أنا كان غاليا جدا ،إنه عمرى يا عمر وليتك تفهم معنى أن تدفع امرأة عمرها ثمنا لحماقات رجل!!!!