المقدمة:
أوجاع المرأة ناقوس خطر يدق فى مجتمع لم يعط المرأة حقها بشكل حقيقى، النساء ربما انتصرن فى عمل قانون يحفظ لهن حقوقهن، لكن لا ينفذ فى الواقع إلا بشكل أقل من المستحق، أحاول هنا إلقاء الضوء على قضية الخيانة الزوجية وكيفية تعامل المجتمع معها، أرجو أن أكون قد وفقت فى إبراز تلك القضية بشكل أدبى متميز والله المستعان.
منى وهبهكان فى عينيك شيء لا يخون لست أدرى كيف خان
فاروق جويدةلأنني امرأة في مجتمع لا يعرف إلا لغة الذكور، لأنني امرأة وسط أناس أغمضوا أعينهم عن سيئات الرجال، وسلطوا ألسنتهم على خطايا النساء، وكأن النساء تقترف الذنوب مع الهواء، قررت أن أقاوم حتى لو كنت أنا بمفردي أسير عكس التيار، قررت أن أنتفض لكرامتي التى اعتبرها زوجي أرضية هائلة لكى تداس بالأقدام، لأنني امرأة تعرف قيمة نفسها، قلت: لن أكون نسخة مكررة من آلاف الجريحات اللاتى صمتن وأكتفين بالبكاء.
رحمة
(رحمة)
كان منبه هاتفي المحمول يرن وأنا أحاول
الاعتدال، يبدو أننى قد غفوت وأنا أصنع لمعاذ هذا النشاط اللعين.
لا أدري أي تعليم فاشل هذا ؟!
يكلفون الأطفال بأنشطة لا يقدر على تنفيذها سوى أولياء الأمور، حمدا لله أن مادتي لا يُطلب فيها أنشطة صعبة مثل هذا.
قمت وأنا جسدى منهكا من أثر النوم على هذا الوضع الخاطئ منذ أمس ثم أيقظت أولادى لكى نبدأ يومنا المعتاد حين استيقظ معاذ سألني قائلا:
هل أنهيتِ نشاطي يا أمى؟
فأجبته قائلة:
نعم يا حبيبي لا تقلق، ثم إن المعلمة صديقتي ولن تقول لك شيئا إن لم نكن قد أنهيناه اليوم، وهو لم يكن مطلوبا اليوم يا معاذ .(معاذ ابني الأوسط بين إخوته وهو مصاب بالصرع منذ صغره، طفلي الأكبر مازن، والأصغر مروان، وهم ولله الحمد أسوياء صحيا، أما معاذ فقد تعذبت كثيرا منذ ولادته، وبعدها كنت قد عزمت النية على عدم الإنجاب مرة أخرى، إلا إن الله أنعم على بمروان، لا أنكر أنني في البداية كنت حزينة لهذا الخبر خشيت كثيرا أن يكون مريضا مثل معاذ إلا إننى استسلمت فى نهاية الأمر وتركتها لله وخيب الله ظنى وجاء ولدا معافى ربما كنت فى الحقيقة لا أريد الإنجاب من عمر مرة أخرى فالحياة بيننا من سئ إلى أسوأ كنت خائفة جدا أن تربطنا الحياة ببعض اكثر من ذلك إلا وأننى بالرغم من ذلك انفصلت عنه فى نهاية الأمر ذلك الشئ الذى لم أكن أتوقع حدوثه أبدا)
أمى اسرعى سنتأخر ...
أفاقنى نداء مازن لى كى أسرع فى تحضير وجبة الإفطار
حسنا لقد انتهيت سأضع لكم الشطائر فى حقائبكم واذهبوا انتم لتناول وجبة الإفطار على المنضدة فى الخارج .
ثم ارتديت ملابسى وأنهينا فطورنا وذهبنا للمدرسة معا فأنا معلمة رياضيات فى نفس المدرسة .
(اليوم هو أول أبريل وكان مطلوبا من معاذ نشاطا عن الربيع)
حملت ذلك النشاط وذهبت لسهام معلمةمعاذ ما إن رأتنى حتى انفجرت ضاحكة وأنا كلى غضب مما حدث لى ليلة أمس وضعت لها نشاطها على المكتب وقلت لها لماذا أخبرتيهم مبكرا ظل يدور حولى فى الشقة كى أنجزه له،هاتفك مغلق منذ البارحة حاولت الاتصال بك لكى يقتنع أنه ليس مطلوبا اليوم سامحك الله ،قالت سهام :
أعذرينى كنت أقصد أن يبدأ التلاميذ فى تجهيز أنفسهم وتحضير أفكار جديدة نسيت أن معاذا لن يهدأ له بال إلا بعد إنهائه.شفاه الله لك حبيبتى
ابتسمت لها وقلت آمين يارب.
ثم استأذنت منها وذهبت لحصتى فى أثناء الحصة جاءتنى إحدى الطالبات وهى تجرى بذعرقائلة:
بسرعة يا معلمتى وقع معاذ مغشيا عليه وانتابته نوبة الصرع .
تركت ما بيدى وركضت مسرعة ففى المرة السابقة قد أذى نفسه حين وقع وارتطم بالأرض، وأنا اصعد للدور العلوي اصطدمت بشخص كان ينزل
لأسفل صدمة أطاحته بعيدا التفت ورفعت يدى معتذرة وأكملت طريقى.على الأرض وجدت معاذ فى نوبة كاملة ويصدر الأصوات تلك التى صرت معتادة عليها والأطفال بالفصل فى حالة هياج وصياح وبكاء قامت معلمة الفصل بإخراج
التلاميذ والنزول بهم لفناء المدرسة كى لا يخافوا أكثر من ذلك أما أنا فجلست بجانبه ووضعت تلك الوسادة التى أتركها بالفصل دائما تحسبا لأى نوبة مفاجئة حتى مرت تلك النوبة وأنا قلبى كالعادة لا يكف عن الألم على حاله يبدو أن الدواء لم يعد مجديا فالنوبة تكررت مرتين هذا الشهر ،حين تماثل للشفاء من تلك النوبة قمت بأخذه وذهبت إلى بيت
والدتى وتركته عندها حتى أعود للمدرسة وحين هممت بالمغادرة استوقفتنى معاتبة لى وهى تقول إلى متى ؟؟
مرت أربع سنوات كان من الأفضل أن تتخطى كل ما حدث إن لم يكن من أجل شبابك الذى أهدرتيه فليكن من أجل هؤلاء المساكين الذين فى حاجة لأب لن تستطيعى طوال العمر القيام بالدورين مهما اجتهدت قاطعتها وقلت
كفى على الذهاب الآن إلى المدرسة لنكمل هذا الحديث في وقت لاحق
فتحت الباب وحين خطوت إلى الخارج قالت والدتى:
اليوم خطبة عمر قد انتظرك أربع سنوات واليوم هاتفتنى أختى نوال لتخبرنى إنه رجل ومن حقه الزواج ولن يمكث طويلا فى انتظار أن تغيرى رأيك اسمعى منى يا رحمة عفا الله عما سلف سامحيه وابدئى من جديدالتفت إليها وقلت بعد كل ما حدث تطلبين منى تغيير رأيى بعد هدر كرامتى وإهانتى بهذا الشكل مازلتِ متمسكة بموقفك أبدأ من أين
بالضبط؟ و مادامت خطبته اليوم لماذا تطلبى منى إعادة التفكير فى أمر علاقتنا؟ ومن طلب منه الانتظار ؟ قد عرف رأيى منذ انفصلت عنه باركى له بالنيابة عنى ولا تخبرى أحدا أن معاذ تعرض لنوبة جديدة فأسرعتْ تقول:هناك دائما فرصة ثانية لو أردت تنتهى تلك الخطبة قبل أن تبدأ!!
_أه تعنى ضحية جديدة وقلب جديد يكسر اليوم ماذنب المسكينة التى تحضر نفسها
لإتمام خطبتها بعد ساعات من الآن؟"فعلا من اعتاد على كسر القلوب لن يكف أبدا"
فانفعلت فى غضب شديد قالت:هل أنت ستصلحين الدنيا ؟ بيتك وأولادك أهم . ما لك ومال من سيكسر قلبها؟ لا أحد مكسور قلبه سواك افعلى ما شئت يئست من الحديث معك.
تركتها و نزلت إلى أسفل وأنا أشعر بالوجع يقتلع قلبى من مكانه وكأن يوم غدر بى قد تكرر ثانية قلت لنفسى تبا ألم أقل أنى قد نسيته ومحوت من ذاكرتى كل ما حدث صعدت إلى سيارتى وحين حاولت إدارة مفتاح العربة أسندت رأسى إلى المقود وبكيت نعم أنا لم
أنسك يا عمر ولم أنس ما حدث يوما وربما لن أتجاوزه أبدا أدرت عربتى فى اتجاه المدرسة ثانية وهناك وجدت.........(يتبع)
أنت تقرأ
يوم اغتالوا قلبى
Romanceلكن الثمن الذي دفعته أنا كان غاليا جدا ،إنه عمرى يا عمر وليتك تفهم معنى أن تدفع امرأة عمرها ثمنا لحماقات رجل!!!!