كم صدمتنى تلك الكلمة التى ألقاها مازن على مسامعى قلت له ماذا تقول يا بنى؟
قال أنا لم أعد صغيرا يا أمى أعرف أن أبى سيأخذنى حين أتم الخامسة عشر من عمرى فليكن من الآن حتى أبدأ فى الاعتياد على الحياة معه
جثوت على ركبتىَّ وقلت بحزن أتتركنى يا مازن ؟
قال أتركك قبل أن تتركينا فى كل الأحوال سيأتى يوما وسنذهب للعيش معه
لم أتمالك نفسى وقلت بعد كل ما فعلته معكم تقول لى الآن هذا
نهرتنى أمى وقالت رحمة هو مازال طفلا لا يفهم ما تقوليه لم يطلب منك أحد أن تضحى من أجلهم أنت فعلت ذلك بملء إرادتك .-نعم فعلت هذا بارادتى لكن هل كان أمامى خيارا آخر ولم أتخذه هل كنت أرميهم لأبيهم كما أقترح معظمهم ؟
=هذه هى الحقيقة يا رحمة التى يجب أن تدركيها سيأتى عليك يوما وستصبحين وحيدة ربما يتأخر هذا اليوم قليلا لكنه حتما سيأتى لو لم يأخذهم عمر ستأخذهم الحياة منك سيسلك كل منهم طريقه وسينتهى بك الأمر بمفردك
عليك أن تختارى الآن متى ستبدأ وحدتك بعيدا عنهم لكن لا تتزوجى من شخص غير مناسب لأنك ربما تعودين وحيدة وتكونى قد خسرت أولادك أيضا .نظر مازن لأمى بحزن ثم قال لى لا تتزوجى يا أمى وأنا أعدك أننى لن أتركك أبدا أنا أحبك كثيرا ولا أستطيع الاستغناء عنك كان معاذ ومروان قد انضموا لهذا الحوار وحينما سمعوا كلمة زواج هللوا وصفقوا بأيديهم لأننى سأصبح عروسا فبكى مازن وذهب يركض إلى داخل غرفتى فى شقة أبى .
جلست مكانى لا أستطيع التفكير يا ربى ماذا أفعل أنا أدرك أن كل شيء ينهار من حولى أطفالى لا أستطيع الابتعاد عنهم لكن هل سيستطيعوا هم الابتعاد عنى هل سأضيق الخناق عليهم بحبى وخوفى عليهم هل ما أفعله أنانية منى أم ستكون أنانية منهم لم يكن ذنبهم كل ما حدث ذنبى أنا اختيار واحد خاطئ كلفنى وسيكلفنى المزيد من الألم
بداخلى صراع بين ما يريده قلبى وما يراه عقلى الوحدة وحش قاتل يكشر عن أنيابه لى كل ليلة تمر على وأنا بالفعل مازلت صغيرة في السن هل سيأتى يوما وأندم أنى لم أكرر تجربة الزواج أم أضحى بأولادى وأكررها لكنى سأكون حرمت نفسى من ممارسة الأمومة ورؤية أولادى يكبرون أمام عينى
لم أحب حسام ولكن أحتاج لشخص يحبنى مثل حسام وما فعله اليوم يدل على صدقه كنت أحدث نفسى بكل تلك الأشياء وأخبرها فى نفس الوقت لا تكونى أنانية يا رحمة أولادك بحاجتك أكثر من حاجتك لشخص يداوى جراح قلبك .
قمت وراء مازن وطرقت باب الغرفة ففتح لى قلت له هيا إلى بيتنا الآن وسنتحدث بهدوء هناك أعدك بذلك
ومضيت أنا وأولادى إلى شقتنا أدخلت معاذ ومروان لغرفتهم حتى يناموا وجلست أتحدث مع مازن قلت له أحزنتنى كثيرا بكلمة أنك تود الرحيل والعيش مع أبيك كيف أخرجها لسانك يا مازن؟
طأطأ رأسه لأسفل وقال أنا لم أعد صغيرا والدى تزوج وأنت الآن تريدين الزواج أين نذهب نحن هل ستعطينا إلى جدتى مثل صديقى إياد والدته تزوجت وسافرت ووالده هنا لكن زوجته سيئة مع صديقى وهو يعيش عند جدته هل ستفعلين بنا هكذا احتضنت ولدى وبكيت وقلت لا أفعل بكم هذا أبدا يا حبيبى كان مجرد نقاش مع جدتك وانتهى قال لى ومع ذلك أنا أود تجربة المبيت ولو ليوم أو يومين عند والدى
قلت له بانفعال ولماذا ألم نتفق الآن؟
قال لا شأن لهذا الموضوع يا أمى بطلبى كنت سأطلبه منك على أى حال
قمت من مكانى وقلت لمازن انتهت تلك المناقشة وسأعتبر نفسى لم استمع لكلمة واحدة منها فهمت !
وطلبت منه الذهاب لغرفته على الفور
أنت تقرأ
يوم اغتالوا قلبى
Romantizmلكن الثمن الذي دفعته أنا كان غاليا جدا ،إنه عمرى يا عمر وليتك تفهم معنى أن تدفع امرأة عمرها ثمنا لحماقات رجل!!!!