قد كنت صغيرة جدا عندما اكتشفت أن لي ابن خالة غير خالد وسعد وسلوى إنه كان عمر قدمته لنا خالتي فى إحدى زياراتها لأمى قبلته أمى وعانقته بفرحة غريبة وأخبرتنى أنه ابن خالتي فسألت وقتها فى دهشة إن كان عمر ابن خالتى فأين كان ولماذا لم أره أبدا؟؟
ردت خالتي:
لأنه يعيش مع والده منذ الصغر.
بعد أن كبرت فهمت أن خالتى كانت متزوجة من والد عمر ولكنه كان صعب المعشر وكان سئ الاخلاق تعبت كثيرا معه إلا أنها تحملت بسبب انجابها لعمر وظلت تتعذب ما بين ضرب وإهانة منه حتى تركته ورحلت وللأسف لم تستطع أخذ عمر فقد رفض جدى استقبالها بطفلها وقال إنها خرجت من المنزل بمفردها وتعود إليه بمفردها وخاصة إنها لا زالت صغيرة بالسن ولن تبقى بدون زواج وتم الطلاق وبعد شهور قليلة تم زفاف خالتى لعمى راشد كان أرملا ولم ينجب من زوجته الأولى وكان يكبر خالتى بعشر سنوات فانجبت منه أبناءها الثلاثة وكانت طوال تلك الفترة لا تعرف شيئا عن عمر وحين ألح هو على والده لرؤية أمه وافق أباه كانت أول مرة أراه وقتها ولم تكن بالطبع المرة الأخيرة.(جلد الذات مؤلم جدا وأنا ممن يعشقون جلد ذواتهم بسبب أخطائى من الممكن أن تكون المشكلة بسيطة لكن عقلى لا يتوقف عن التفكير فيها وتعقيدها وتضخيمها حتى أشعر بالاختناق وهذا ما حدث لى حين كنت مخطوبة لخالد .
عندما تقدم لخطبتى كنت فى السنة الأولى من الجامعة وبالنسبة لي كان خيارا مناسبا جدا لا أنكر أننى فرحت به كان يكبرنى بأربع سنوات وهو وسيم وكان بأخر سنة بكلية الصيدلة فوافقت فورا دون تفكير ولكن بدأ الملل يتسرب إلى قلبى أعرف جيدا أنه كان يحبنى ولكن ما فائدة الحب إن لم ترعه وتوليه كل الاهتمام وهذا ما كان ينقص خالد التفاصيل وأنا امرأة تعشق التفاصيل.
بعد الخطبة توطدت علاقتى بعمر كيف لا أعرف ؟
فقد اقتحم حياتى عنوة لم ألحظ هذا فى بادئ الأمر كان عمر قد تخرج فى كلية الهندسة منذ أربع سنوات وعمل مع والده فى مجال المقاولات زادت زيارته لنا كثيرا بعد خطبتى لخالد كان دقيق الملاحظة تلك الصفة التى يفتقدها خالد وللأسف لو رأى عمر أى تغيير ولو بسيط يبدى رأيه فورا أشياء لم يفعلها خالد أبدا لو اشتريت خاتما جديدا كان يلحظه عمر ويخبرنى إن لى ذوقا رائعا أشترى شيئا جديدا يبارك لى يحفظ كل شيء عنى أذكر أنني فى يوم كنا فى نزهة مع بعضنا أنا وأولاد خالتى وانضم إلينا عمر كنت أرتدى يومها الحجاب بشكل لم أشعر براحة معه فاستأذنت منهم ودخلت غيرت تلك اللفة وخرجت وجدت عمر وخالد ينتظروننى كنت أتوقع أن يسألنى خالد عن سبب تغييرى للفة حجابى لكنه لم يلحظ الأمر من الأساس العجيب أن عمر هو من عقب على هذا الأمر وقال:
تلك الطريقة فى الحجاب أفضل كنت أشعر أنك غير مرتاحة مع الطريقة الأولى تجذبين حجابك كثيرا لكى لا تظهر خصلات شعرك فانطلق خالد ضاحكا وقال لى عذرا هل غيرتى لفة الحجاب فعلا ؟؟
نظرت إليه وكلى يأس وقلت نعم ألم تشعر بشيء تغير أبدا قال لا فبادرنى عمر قائلا بل زادتك تلك الطريقة جمالا غمزه خالد وقال على مهل ستصدق نفسها يومها قارنت ولأول مرة بين عمر وخالد وتمنيت لو أن خالد كان مثل عمر فالفرق شاسع بينهما وللأسف كم كانت نظرتى سطحية جدا وقتها.
أنت تقرأ
يوم اغتالوا قلبى
Romanceلكن الثمن الذي دفعته أنا كان غاليا جدا ،إنه عمرى يا عمر وليتك تفهم معنى أن تدفع امرأة عمرها ثمنا لحماقات رجل!!!!