طغيان قلب
وبقى العشق
الجزء الثانى
_________________الفصل الرابع :
هبطت الطائرة و خرجا كل من "وجد" و "وسام" من المطار
و ما ان خرجوا حتى وجدوا من يقترب منهم و كان رجل كبير بالسن و قد تخطى عُمره الخمسين عامًا
فابتسم لهم واقفًا امامهم قائلًا بابتسامة مزيفة لم تصل لعيناه
-آنسة وجد انا باعتنى مجدى بيه عشان اوصلك مكان ما انتى عايزة و موصينى عليكى
تنهدت "وجد" و نظرت تجاه وسام التى رفعت حاجبيها لها بإعجاب و مطت شفتيها قائلة
-جنتل اوى مجدى بيه ده
لكزتها وجد في ذراعيها و نظرت تجاه السائق و اماءت له متحركة معه هى و "وسام" بعدما حمل حقائبهم بدلًا عنهم
فأنحنت "وسام" قليلًا هامسة لها
-انا عايزة افهم الراجل ده عرف منين اننا راجعين و عايزة افهم ده ميتحبش ازاى يا شيخة حرام عليكى
جزت "وجد" على اسنانها و صاحت بغيظ
-يا شيخة حرام عليكى انتِ ارحمينى يا وسام كلتى دماغى
زمت "وسام" شفتيها بانزعاج و قالت
-اعمل ايه يعنى يا وجد ما انتى عارفة انى مبعرفش اقعد ساكته فسبينى بقى وبعدين بطلي كآبة بقى اما انك بت نكدية صحيح ، ده الرجالة معاهم حق يقولوا علينا نكدين
التفتت "وجد" إليها بحركة مفاجأة ممسكة اياها من مرفقيها قائلة من بين اسنانها
-اسكتى اسكتى والا والله لهديكى بظهر ايدي على وشك
رفعت "وسام" يديها و وضعتها على فمها بخوف مصطنع قائلة بخفوت
-آسفين يا صلاح
لاحت شبح ابتسامة بسيطة على وجه "وجد" و لكن سريعًا ما اخفتها و قالت بجدية مصطنعة وهي تتحرك أمامها
-يلا الراجل مستنى فى العربية
و اما ان تحركت حتى قالت "وسام" بطريقة مسرحية مقلدة إياها بضيق
-اسكتى اسكتى والا والله هديكى بظهر ايدي نننيي بت كئيبة اوي بجد
بالسيارة
كانوا يجلسون بالخلف و عين كل منهم متعلقة بالطريق و بالشوارع المزدحمة فكم اشتاقوا لتلك الازدحام وذلك الجو
اغمضت وجد عينيها وأخذت نفسًا عميقًا و رغم عنها وجدت نفسها تتذكر ذلك الموقف الذى حدث بينها و بين داغر بمنزلهم لاول مرة بمنزله و وقتها رأت سعاد ذلك التقارب و ما حدث ليعاد أمامها مرة أخرى فكم تشتاق إليه رغم ما تظهره من برود و جمود و لكنها بالنهاية عاشقة و تشتاق لمن سلب قلبها و عقلها فهو من تغلغل بداخلها رويدًا رويدًا دون ان تشعر فأصبحت تتنفسه تحتفظ بصورته بمحفظتها و كلما اشتاقت اليه تخرج تلك الصورة و تفيض عينيها بالدموع كلما تذكرت خذلانه لها و تركه لها وحيدة دون سند .....