كان هناك زوجين ثريين قررا أن يقضيا السهرة في الخارج , كان لديهم منزل كبير وطفلين جميلين , ولد وبنت , الزوجان قاما بإحضار جليسة أطفال , وهي فتاة مراهقة يعرفانها جيدا ويثقان بها , وقبل أن يتركا المنزل أخبرا الفتاة بأن تعتني بالطفلين جيدا وتعد لهم طعام العشاء ثم ترسلهم إلى الأسرة وبعد أن يناموا يمكنها أن تجلس وتشاهد التلفزيون بانتظار عودتهما . وقد طلب منها الزوج أن تشاهد التلفاز في غرفة نومهما لتكون قريبة من غرفة الطفلين في حال لو استيقظا من النوم أثناء الليل لأنهما يعانيان من الكوابيس في الفترة الأخيرة , فوافقت الفتاة عن طيب خاطر .
وبالفعل غادر الزوجان إلى سهرتهما بينما ظلت الفتاة مع الطفلين حتى ناما , وعندما ناما ذهبت إلى غرفة نوم الزوجين وشغلت التلفاز , لكن لفت نظرها وجود تمثال كبير لمهرج يقف في زاوية الغرفة , شيء ما لم يعجبها بالتمثال , بدت عيناه مخيفة في العتمة , كما لو أنه يراقبها ويرصد حركاتها , الفتاة حاولت تجاهل التمثال والانشغال بمشاهدة التلفاز , لكنها لم تستطع , كانت عيناها لا إراديا تتحرك وتختلس النظر إلى التمثال , وراودها شعور ثقيل بعدم الراحة من وجوده , حتى أنها أخذت تتخيل بأنه يتحرك , بشكل طفيف جدا , كلما أدارت وجهها تغيرت وضعيته قليلا .. أو هكذا توهمت بسبب الخوف .
أخيرا لم تعد الفتاة تتحمل جلوسها هناك فنزلت إلى الطابق الأرضي واتصلت بالزوجين على الهاتف ..
الفتاة : ألو .. أهلا إنها أنا .. لا تقلقا كل شيء على ما يرام والأطفال نائمون بهدوء في أسرتهم .. أنا اتصلت فقط لأسأل إن كان من الممكن أن أشاهد التلفاز في البهو بدلا من غرفة النوم .
الزوجة : بالطبع عزيزتي تستطيعين .. لكن لماذا ؟ ..
الفتاة : أنا أعلم أن ما أقوله قد يبدو سخيفا .. لكني بصراحة أشعر ببعض الخوف من تمثال المهرج ..
الزوجة : تمثال المهرج ؟! ..
الفتاة : نعم تمثال المهرج الموجود في غرفة نومكما .
الزوجة : انتظري لحظة عزيزتي ..
ساد الصمت لبرهة ثم سمعت الفتاة الزوج يتحدث إليها وكانت نبرته يشوبها القلق والكثير من الجدية ..
الزوج : أسمعي جيدا .. الآن وفي الحال أريدك أن تصعدي إلى حجرة نوم الأطفال أحمليهم من أسرتهم وأخرجي بسرعة من المنزل ونحن سنقوم بالاتصال بالشرطة فورا .. هيا أسرعي ..
الفتاة بصوت مرتجف : لكن ما الخطأ ؟ .. ما الذي يحدث أرجوك اخبرني ؟ ..
الزوج : نحن لا نملك تمثال مهرج ! ..للحظة أحست الفتاة بأن شعر جسدها كله ينتصب من الخوف وشيء بارد يسيل من أعلى رأسها إلى أخمص قدمها , لكنها تمالكت نفسها وركضت نحو حجرة الأطفال فاحتضنتهم وأسرعت بهم إلى الخارج , وفيما هي تنزل الدرج التفتت وراءها فشاهدت المهرج يقف أعلى السلم وهو ينظر إليها نظرة كاد أن يتوقف قلبها بسببها , وحين وصلت إلى أسفل السلم نظرت مرة أخرى فرأت المهرج قد اختفى في عتمة الطابق العلوي . الفتاة خرجت بالطفلين إلى الشارع والتجأت إلى بيت الجيران .
بعد دقائق حضرت الشرطة وبتفتيش المنزل عثروا على المهرج مختبئ في علية المنزل فألقوا القبض عليه , وقد عثروا على سكين معه , وتبين بأنه رجل مختل عقليا وسفاح مطلوب للشرطة بعدة جرائم قتل , وأنه مختبئ في منزل الزوجين منذ عدة شهور , في النهار يختبئ في العلية وعندما ينام الزوجان في الليل ينزل إلى الطابق الأرضي ليأكل , وقد رآه الطفلان عدة مرات وهو يسير داخل المنزل في ظلام الليل واخبرا والديهما لكنهما لم يصدقا وظنا بأنها كوابيس .
القصة لا تنتهي هنا , فيقال بأنه بعد عدة سنوات هرب ذلك المهرج مرة أخرى من المصحة العقلية وعثر على الفتاة جليسة الأطفال التي كانت السبب في كشفه وإلقاء القبض عليه فسلخ فروة رأسها ثم قام بتقطيع جسدها إلى أجزاء صغيرة . ويقال , والعهدة على الراوي , بأن ذلك المهرج مازال طليقا إلى يومنا هذا ويقوم بالانتقام من الأولاد والفتيات .. لذا عليك بالحذر عزيزي القارئ .. أركض وأهرب على الفور لو لمحت مهرجا يقف في زاوية غرفتك في عتمة الليل ! .
انتهى..
أنت تقرأ
~يَختَبئُ فِي الضِلاَل~
Korkuبين كُلِ زاوية... في الأزقة ومفترق الطرق... بين الضلال وظلمة الليالي... هناك ضِلال.. وأشياء تتحرك ذهاباً وإياباً.. لا تعرف ما هي أو من أين أتت.. ربما تتقدم ببطئ, بسرعة, ربما تظهر, ربما لا, وربما تكتفي بالمراقبة من بعيد.. قد تظهر بأشكال عدة وأنت لا...