الفصل الخامس

107 4 5
                                    




مر شهر منذ أن بدأت مريم العمل في مكتب مالك ، كان مالك يتصيد أخطائها على الدوام ولا يتوانى على توبيخها أمام الجميع ، وهي لم تمرر تعليقاته بهدوء بدورها ، كان الخلاف بينهم يشتعل يومياً وكأنه مسلسل لا ينتهي  ، والمشاهدون هم الموظفون الذين اعتادوا على هذا المشهد المشحون بينهم ، طلبات مالك في كثير من الأحيان تكون مُبالغه وفوق مستوى طاقة أي شخص ، هي تعلم أنه  يتعمد ذلك ليثبت فشلها في العمل ، وتمنت أن تعلم سبب هذا الحقد الدفين اتجاه أي إمرأه تعمل معه 

بدأت عملها بنشاط حتى إحتاجت توقيع أستاذ  حسين على أحد الأوراق ...توجهت نحو مكتبه لتجده مُتعب للغايه ، وجهه شاحب ، وجبهته تتصبب عرقاً ....

سألته مريم بقلق:

- مالك يا أستاذ حسين شكلك تعبان

قال بصوت ضعيف : 

- حاسس بهبوط أصل مخدتش نقط الضغط بتاعتي

قالت مريم : طب قول إسمها وأنا هروح أجيبهالك من الصيدليه

أملاها متر حسين اسم الدواء وتوجهت مريم مُسرعه نحو الصيدليه ، وجدتها مغلقه فذهبت إلى صيدليه أُخرى في الشارع المجاور ،  ، أشترت الدواء وعادت مسرعه إلى متر حسين  لتجده يجمع أشياءه ويستعد للرحيل ، ناولته مريم الدواء ، فابتسم لها ممتناً :

- شكراً يا بنتي بس مالك عرف يدبرلي علاج وإداني إذن أروح ، ربنا يخليكم  انتي ومالك قلبكم طيب 

ابتسمت له مريم : ألف سلامه عليك يا متر 

أوصلت مريم حسين إلى الخارج  ... تقدم خالد نحوها: 

- مالك عايزك في المكتب يا مريم

 ثم قال لها مازحاً:

- بُصي هو على آخره ، لو اتهور ياريت متنادينيش أنا ماليش دعوه

ضحكت مريم وهي تبتعد 

...........

دخلت مريم مكتب مالك فوجدته عابس ومقطب جبينه ، إنه يبدو هكذا دائماً عندما يتعامل معها ومع الجميع ، فالابتسامه والضحك لا توجدان في قاموسه ، هناك فقط العصبيه والعبوس ، سألته ببرود

- خير يا أستاذ مالك

قال مالك بنبره صارمه

- آنسه مريم ، بعد كده لما تسيبي المكتب تستأذني مني الأول

قالت مريم:

الوجه الآخر للتحديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن