الوجه الآخر للتحدي

الفصل الثاني

حَدّقَت سُهيله في طالبها  يحيى وهو يجلس بمفرده صامتاً وعقله يشرد بعيداً....فقد انطفئت روحه واختفى حماسه الطفولي منذ أن توفى والداه بحادث في بداية العام الدراسي ، ولم يعد لمستواه السابق....فقد أصبح يهمل دراسته وواجباته وهو أمر طبيعي بسبب تعرضه لتلك الصدمه الكبيره في صغر سنه ...لكن سُهيله كانت تخاف أن لا ينتقل إلى المرحله الدراسيه القادمه بسبب تأخره الدراسي

اقتربت منه ومسحت على رأسه بحنان وسألته بابتسامه : سرحان في إيه يا يحيى؟

قال ببراءه : ماما وبابا وحشوني

مزقت كلماته قلب سُهيله وأشعرتها بحزن شديد جعل الدموع تتجمع في عينيها : هما لو وحشوك اتكلم معاهم وهما هيسمعوك ، وادعي ربنا إنه يرحمهم ، كلنا لينا دور عشان نروح لربنا بس لازم نسمع الكلام ونبقى شاطرين عشان لما ييجي دورنا يكون ماما وبابا مبسوطين مننا

ثم احتضنت سُهيله الصغير وضمته إليها بشده وقد افلتت دمعه من عينيها

---------------------------------

جلست مريم في غُرفة سهيله وكلاً منهم شارده في أمور حياتها ، فمريم وسُهيله أصدقاء منذ أيام الدراسه ، وكانتا متلازمتان في المدرسه الداخلية ، لكن ، على العكس من مريم اللذان كان أبواها منفصلان ، فعائلة سُهيله مترابطه ولديهم العادات والتقاليد الخاصه بعائلتهم و التي تمسكوا بها على مر الأجيال

قالت مريم لسُهيله : حاسه إني كان لازم اتكلم مع عُمر زيدان ، ولو مره في حياتي ، جاي يحسسني بالذنب وهو بين الحياه والموت

قالت سُهيله مواسيه : هوني على نفسك يا مريم انتي مكنتيش تعرفي مشاعره من ناحيتك ، بعدين هو خد المبادره مره ولما انتي صدتيه محاولش تاني

قالت مريم : أنا لما صديته كُنت صغيره ، وماما ساعتها طلبت مني أعمل كده ، قالتلي انتي لو اتكلمتي مع بابا هياخدك مني  ،انسيه هو قلب صفحتنا من حياته وبأه ليه زوجه وبنت تانيين

قالت سُهيله وهي تربت على كتف صديقتها : متحمليش نفسك فوق طاقتك ، وزي ما نفذتي وصية مامتك نفذي وصية أبوكي ، وادعيله

قالت مريم لسُهيله : بدعيله...معلش يا سوسو متقله عليكي ، بس أنا عملت كذا انترفيو ومتقبلتش انتي عارفه  الوسايط  لما تتدخل ، بس أنا مش هيأس وهنزل بكره أدور على شغل تاني

ضربتها سُهيله بخفه على كتفها : بطلي الكلام ده إحنا إخوات

ابتسمت مريم لصديقتها وقالت : انتي اللي فاضلالي في الدنيا دي يا سوسو