١٢

271 10 0
                                    

حسن حسن حسن ياحسن قوووم اصحي سريع
قمت مخلوع وكانت بتبكي وهي بتصحي فيني
: في شنو مالك قولي بسم الله اهدئ
: تعال بس ابوي تعب شديد وقال كلنا نجي
ولسة بتبكي كانت ودموعها جاريت مطر مطر
قمت مخلوع من سريري وجريت غرفة ابوي قبل اخش قلبي اتقبض حسيت انو خلاص دي النهاية
كان راقد في سريرو وجمبو اعمامي وعماتي قاعدين اول ما دخلت وجات وراي فاطمة أختي
وفاطمة البكا شقاها شق وكانت منهارة
عمتي علوية مسكتها وقلدتها عليها وبقت تهدي فيها
قربت علي ابوي بي خطوات ثابتة بس جواي متزعزع وخايف
أبوي شافني إبتسم وأشر بي يدو في السرير كأنو بقول لي تعال جمبي
عمي الريح أكبر واحد في أعمامي قام من جمبو وقال لي تعال ياحسن م تخاف أقعد جمب أبوك
قعد جمبو وبقيت ماسك ايدو وبمسح ليهو عليها وقربت من راسو وتحديداً اضانو وسألتوا :
أبوي انت كويس !! حاسي بشنو
الإسعاف جاي اسي وحنوديك المستشفي وحتبقي كويس ..
قال لي بي صوت مبحوح وضعيف الا قربت منو شديد عشان اسمعو ..
: ماف داعي خلاص ياحسن خلاص أبوك مافضل ليهو شئ
انا هنا إنهرت صراحة ودموعي نزلو سيل دافق في وادي
عصر علي يدي واخد ليهو شهقة كدا وقال لي :
حسن داير اوصيك ياولدي ووصيتي ما تنساها
خلي بالك من فاطمة أختك
فاطمة ياحسن فااطمة ياها الباقية ليك وما عندها غيرك ابقي عليها عشرة وابقي علي نفسك عشرة
أعمامك وعماتك بوصيك بيهم
وانا كنت ببكي بس وبمسح ليهو في جبينو وكان عرقان وشكلو متغير وحرارة جسمو مرتفعة ونفسو ضعيف
اللحظة كانت مهيبة بالنسبة لي ، صوت القرأن وشيخ الزين بقرا ايات من سورة البقرة ، عماتي البيبكن وصوت نحيبهم ، أعمامي والحزن المرسوم في وشوشهم وأهم شي فاطمة أختي وهي منهارة وما قادرة تستوعب البحصل قدامها، إحساس انك خلاص حتفارق إنسان عزيز عليك جداً وشايفو قدامك في الرمق الأخير وما قادر تقدم حاجة تساعدو بيها
بس نقول شنو حال الدنيا والموت حق
قلت ليهو :
وصيتك في قلبي يابا حأبقي عليها عشرة
وبقيت بس قاعد جمب أبوي وبمسح علي ايدو وجبينو وخاتي يدي في راسو وبدعي وبقرا ليهو قرأن
يالله تقوموا بالسلامة يالله تقومو بالسلامة
بس واضح انو دي فعلا النهاية وابوي كان مودع خلاص ....
أعمامي كانو جمبو وكانو بقولو لا الله الا الله
وكانوا بشهدو فيهو وانا ببكي لسة
عمي الريح جا وقف جمبي وخت يدو في كتفي وقال لي
حسن قوم سوق اختك واطلعوا برااا
انا رفضت وقلت ليهو لالا عاوز افضل جمب ابوي ابوي حيبقي كويس وكنت ببكي
قال لي :
عاين اختك منهارة سوقها واقعدوا براا وهديها قوم الله يرضي عليك
قمت ورجلي ما شايلاني وحاسس اني في حلم وفي صدمة كبيرة
قربت من فاطمة وكانت عمتي بتهدي فيها
: فاطمة تعالي نقعد برااا
رفعت راسها وقالت لي ابوي يا حسن ابووي وكانت بتبكي بحرقة
رديت ليها :
ارح نقعد براا لحدي ما الاسعاف يجي ومسكتها وقومتها ويا الله قامت جسمها كان تقيل وغالبها المشي
مرقنا من غرفة ابوي وكانو برا في البرندة اولاد اعمامي وعماتي وجزء من الجيران قاعدين برااا والحزن مرسوم في وشوشهم
سقت فاطمة وقعدنا في كنبة كانت قريبة من الغرفة
كانوا قاعدين فيها بنات عمتي علوية اتنين رؤي وصفاء ومعاهم ود عمي الريح اسمو محمد
قامو من الكنبة وقعدت انا وقعدت جمبي فاطمة وقلتها علي وبقيت اهدي فيها
: م تخافي ابوي حيبقي كويس م تخافي ادعي ليهو
قالت لي :
ابوي م كويس يا حسن ابوي تعبان شديد انا ما عاوزة افقدو عاوزة أبوي ياحسن عاوزة ابوي
وبقيت بواسي فيها
انا جمبك ومعاك م تبكي ادعي ليهو
وانا كنت من جواي عاوز انفجر من الحزن علي ابوي
بعد شوية بدينا نسمع صوت كواريك جوة ، عماتي يصرخن ويكوركن بي اعلي صوت
الليلة يا بشير ياحليلك وااااي يابشير الليلة رحت
والكواريك زادت
اعمامي كنت سامعهم بقولوا لا الله الا الله
انا لله وانا اليه راجعون
في اللحظة ديك اتخيلت الحاصل دا ما صاح وحاولت اقنع نفسي انو دا ما حاصل كلوو
بس كان خلاص امر الله نفذ
وإنتقل والدي بشير حسن الغالي الي رحمة الله
فاطمة سمعت الكواريك وقامت علي حيلها وصرخت ابوووووووي لا ابوووووي لاا
وجرت علي الغرفة وانا بقيت لاحقها لحدي ما وصلت الباب وعماتي مسكوها وفاطمة في اللحظة دي
جات واقعة واغمي عليهو ثبتها مع ضلفة الباب عشان م تقع عديل وتعوق راسها
جن جاريات بنات عمتي ومسكوها وشالوها غرفة تانية ...
انا كنت واقف في باب غرفة ابوي ، وشايف هنداك سريرو
ابوي راقد ومغطين وشو بي شال .. وبقي جسمو برضو
دخلت وكانت كل خطوة تجاه ابوي اتقل من القبلها
اعمامي اتلمو حوليني وبقو يأآزرو فيني ويثبتوني
عمي الريح قال لي تعال ودع ابوك ياحسن
قربت من من جثمان ابوي ، وقعدت تاني جمبو
نزلت الشال براحة براحة ويدي كانت بترجف
شفت ابوي .. خلاص فارق الدنيا الفانية دي وفارق اي شي
كان احساس بالرهبة اني اشوف قدامي ابوي جنازة وميت بس تقدروا تقولو اني خلاص شبه إتيقنت
سلمت علي ابوي في جبهتو وقلت ليهو :
ربنا يرحمك يا أبوي ربنا يرحمك
وصيتك في قلبي جوااا
وقمت رجعت الشال وغطيت وشو
اتمنيت الارض تتشق وتبلعني وما اشوف اليوم داا
الأرض ضاقت بي شديد وما شالتني
حتة جواي اتكسرت للمرة التانية ، الفراق حصل
الفراق اللي ما بتقدر تمنعوا
وبكداا تكون عائلة بشير حسن بشير فقدت تاني فرد فيها من أصل أربعة أفراد
أمي اللي اصلا متوفية قبل 9 سنين وهسي
بشير أبوي 💔
فضلنا أنا وفاطمة أختي بس ...

درويش ود عجبناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن