اليوم الأول

1.6K 48 185
                                    

01/03/2016

«نفترف طوال حياتنا أخطاء كثيرة، منها بقصد وأخرى بغير قصد، مرة بسبب أفكار راودتنا ومرة بسبب تأثير أفكار الناس من حولنا»


«نحن بشر ولسنا معصومين من الخطأ» 

لهذه العبارة تحديدًا أثر كبير في كل خطيئة اقترفتها، لست من كانت تقولها بل أمي، هي من كانت تبرر لي كل خطأ ارتكبته حتى أصبحت عادة، أرتكب أخطاءً تُبرَر من تلقاء نفسها.

سُميت أميرة، وكان الاسم من اختيار أمي، وقد كنت آخر العنقود، ولهذا كنت مدللة والدي وأختي وأخي أيضًا، كان كل واحد منهم يناديني بأميرتي، وحقًّا كنت كالأميرة الصغيرة التي لا يُرفض لها طلب، اسم على مسمى كان عنوان حياتي.

بدأت بارتكاب أخطاء صغيرة ربما لم تكن تحتسب في تلك السن، حيث كنت أرتدي ملابس سباحة غير ساترة إطلاقًا، لا يجدر بوالدي أو أخي أن يرياني بها، فما بالكم إن كنت ألبسها أمام الملأ؟ أتذكر جيدًا الشجارات التي كانت تدور بين أمي ووالدي بسبب ذلك، كان دلال والدتي المبالغ فيه سببًا في الحالة التي وصلت إليها.

نعم، فالآن قد بلغت من العمر خمسة عشر عامًا، أعيش الحياة بطولها وعرضها، ما زلت أرتدي ملابس غير ساترة، بل أصبحت أكثر سوءًا من السابق، فأرتدي سراويل مقطعة تبدأ فتحاتها من بداية الفخذ إلى أسفل الركبة، وفساتين تكشف أكثر مما تستر، كما وأدخن خفيةً عن أهلي، ومن اقتراف أخطاء بسيطة أصبحت أقترف أخطاء لا تغفر.

ففي هذه السنة كان حفل زفاف أختي الكبرى أمينة، انشغلت عني بسبب تجهيزات العرس وكذلك فعلت والدتي، وهذا جعلني حرة أكثر كي أخرج وأذهب إلى أماكن مختلفة برفقة صديقاتي.

أتذكر ذاك اليوم جيدًا، اتصلت صديقة لي اسمها منال، لم تكن مقربة لكنها كانت تفي بالغرض لقتل الملل، أخبرتني أن أحضّر نفسي وستمر بمنزلنا كي نذهب إلى مكان جميل، سألتها إن كنا سنذهب بمفردنا أو أن هناك من سيرافقنا، فقالت أن حبيبها ورفيقه سيكونان برفقتنا لذا سنذهب بالسيارة، وافقت مباشرة، فليس غريبًا أو جديدًا علي أن أخرج برفقة الشباب، وأكثر شيء جعلني أوافق هو الفضول لرؤية عصام الذي لا تكل ولا تمل من مدحه والكلام عنه. 

«ويا لذاك الفضول الذي أخذني إلى الهاوية»

تجهزت بشكل مبالغ فيه، فهذه عادتي وطبيعتي؛ المبالغة، وبالطبع لا يخلو وجهي من مساحيق التجميل. بعد ساعة تقريبًا وصلت وذهبت برفقتهم، لم تعرني والدتي اهتمامًا كبيرًا عندما أخبرتها أنني سأخرج، كان جوابها السريع والجاهز كالعادة: «افعلي ما شئت أميرتي»

 أما أمينة فكانت ترغب في المعارضة، لكن أمي لم تدع لها فرصة، بل بدأت الحديث عن بعض التجهيزات اللازمة، فخرجت وأنا أتنهد من تصرفها، مع أن هذا الشيء جيد، أقصد أنها لا تعارضني في أي شيء أفعله، لكنني أريد الاهتمام والنصح إن قمت بشيء خطأ، صرت لا أفرق بين الخطأ والصواب لأن كليهما سواء  في نظري، حتى والدي أقسم في آخر شجار بينه وبين أمي أنه لن يتدخل في أي شيء يخصني ولن يهتم إن قمت بأسوأ الأشياء.

«ويا ليتك لم تقسم يا أبتاه»

في ذلك الوقت كنت أتساءل عن سبب كره والدي، هذا ما كنت أراه وأشعر به، كان يكرهني ويفضل أمينة علي، ولكن الآن فهمت شعوره وما كان يفكر فيه، فهمت سبب تصرفه، ولكنه أخطأ، نعم، أخطأ في القرار الذي اتخذه لأنه قادني إلى الهاوية.

خرجت مع منال وحبيبها عصام، عرّفتني به وبصديقه المدعو إياد، نقطة بداية لأكبر خطأ تقترفه الفتاة.

قضينا وقتًا ممتعًا وأعجبتني النزهة كثيرًا، لأنها أول مرة أذهب إلى ملهى ليلي، وكانت رفقة إياد وعصام ممتعةً حقًّا.

¶---------------------------¶

516 كلمة

كتبت في: 07/05/2020

نشرت في: 09/05/2020

سجينة الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن