النقد اللغوي

141 14 22
                                    

النقد اللغوي:

سلامٌ عليك من فرسان اللغة عزيزتنا الكاتبة.

نشكرك لاهتمامك للغتك وحرصك على طلب نقد لغوي لقصتك كي تعرفي مواطن ضعفك وتسعي إلى تقويتها، وإنه لشيء يسعدنا أن يكثر محبو اللغة أمثالك، ويشرفنا أن ننقد قصتك.

سنتحدث عن العنوان أولًا. كان عنوانك جميلًا ومناسبًا محتوى القصة، وبليغًا لا تكلُّف فيه ولا ركاكة، كما يبدو عنوانًا جاذبًا؛ وُفّقتِ في اختياره.

سننتقل إلى الجانب الإملائي. أحسنت في التفرقة بين همزة الوصل وهمزة القطع في معظم الأحيان، ولم تخطئي إلا في كلمات معدودة منها: إنقباض، إقشعر، إنسي.

الأفعال الخماسية ومصادرها همزتها همزة وصل دائمًا، لذا فالصحيح: انقباض، اقشعر.

الأمر نفسه بالنسبة إلى أفعال الأمر الثلاثية، والصحيح: انسي.

ولمعرفة المزيد يمكنك الاستعانة بفصل (همزة القطع وهمزة الوصل) في كتابنا وصايا الفرسان.

خلطت بين الألف الممدودة وهمزة القطع في: آذان الفجر.

والصحيح: أذان الفجر.

فالآذان جمع أُذُن، أما الأذان فهو نداء الصلاة.

لاحظنا أيضًا إلصاقك الكلمات ببعضها، مثل: لايرفض، لازلت، لايخلو، ماكان.

والصحيح أن تفصلي بينها: لا يرفض، لا زلت، لا يخلو، ما كان.

سنتناول الآن علامات الترقيم.

يجب على الكاتب أن يكون عالمًا بالمواضع التي تستدعي استخدام علامات الترقيم، وأي العلامات تستخدم في هذه المواضع، حتى لا يقع لبس في الفهم أثناء القراءة نتيجة استخدامها استخدامًا خطأ، أو تجاهلها تمامًا.

ومن المواضع التي يجب وضع الفاصلة فيها، بعد الكلمات التالية: نعم، بلى، أجل، لا، كلا.

فلا تصِحُّ كتابة: «نعم أختي التي لم أهتم لها»، «نعم لقد استغلني»، «أجل ماذا كنت أظن؟»

بل نضع فاصلة كما أسلفنا.

ولاحظنا إهمالك الفاصلة في بعض المواضع، مثل: أما أمي فلقد بكت كثيرًا قامت بصفع نفسها أكثر من مرة، توقفت عن الدراسة باختياري لم أكن أحب الالتزام.

والصحيح: «أما أمي فلقد بكت كثيرًا، وقامت بصفع نفسها أكثر من مرة»، «توقفت عن الدراسة باختياري، لم أكن أحب الالتزام».

يمكنك معرفة المزيد عن علامات الترقيم ومواضعها في فصل (علامات الترقيم) في كتاب (وصايا الفرسان).

سننتقل تاليًا إلى الجانب النحوي. كانت أخطاؤك النحوية قليلة، وما كثر هو استخدام حروف الجر الخطأ مع الأفعال المتعدية بحروف الجر، مثل: يَمَلُّ عن، ترغب بالمعارضة.

والصحيح: يمل من، ترغب في المعارضة.

وقد وُجدت بضعة أخطاء نحوية أخرى، مثل: لأنَّ كلاهما، لم يتبقى، كان متوقعٌ وسليم.

والصحيح: لأن كليهما، لم يتبقَّ، كان متوقعًا وسليمًا.

كلمة (كلاهما) اسم للحرف الناسخ (أنَّ)، واسم أن منصوب دائمًا، والمُثنى يُنصب بالياء.

(لَمْ) من أدوات الجزم التي تجزم الفعل المضارع، وإذا كان الفعل معتلَّ الآخر يُجزم بحذف حرف العلة.

كلمة (متوقعٌ) يجب أن تُنصب حسب موقعها، فهي خبر (كان)، وتتبعها في الإعراب (سليم) فتُنصب أيضًا لأنها معطوفة عليها.

والآن سنتحدث عن الصرف. يُفضل ألا تضعي حركات عشوائية فوق الحروف ما لم تكن كلمات قد يحدث لبس أثناء قراءتها، لتجنُّب الوقوع في الخطأ.

ولاحظنا عدم تفرقتك بين مواضع التذكير والتأنيث أو التثنية والجمع في بعض الجمل، مثل: ذلك السن، طيبة قلبها وحسن خلقها شهدت عليها، عنادي وتكبري كان أكبر.

والصحيح: تلك السن، طيبة قلبها وحسن خلقها شهدا عليها، عنادي وتكبري كانا أكبر.

فكلمة (السن) مؤنثة، وفي الجملتين الأخريين كان الحديث عن شيئين -أي مُثنَّى- ولهذا يُسند الفعل إلى ألف الاثنين.

يُفضَّل أن يُكتب التنوين على الحرف قبل الألف لأن الألف حرف ساكن، لذا بدلًا من كتابة: إطلاقاً، أهلاً، دائماً.

فلتكتبي: إطلاقًا، أهلًا، دائمًا.

وأخيرًا سنمر على البلاغة والصياغة. قد تميَّزت قصتكِ في هذا الجانب، فكان أسلوبك جميلًا وتعبيراتك جذابة، ولم نجد من الأخطاء إلا قليلًا، ومنها إسناد أسماء الأشخاص إلى أل التعريف، مثل: هذا العصام، ذلك الإياد.

والصحيح أن تذكري أسماءهم بلا تعريف: عصام، إياد.

قصتك جميلة وأخطاؤك قليلة، ننصحك بكثرة القراءة لكي تُحفظ قواعد اللغة في عقلك، فيخطّ قلمك الكلمات والجمل صحيحةً دون أن تشعري.

بوركت جهودك، ونتمنى لك التوفيق في كتاباتك.

دمت بخير.❤️

سجينة الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن