الفصل الأول

7K 102 42
                                    


اليوم التالي مساءاً

كأطروحة كئيبة كآبة الموت تسير بين مروج الحياة ، بروح عطر الوفاء تهفو روحها ،تنتظر المقابل في نهاية الطريق الذي لابد أن ينتهي بل قد شارفت على الوصول لنهايتها الخاصة بها.. تقتات خطواتها على الضعف والهوان لتستمر.. قد كان ضعفها هو حافزها للتمسك بالحياة.. فلو لم تكن ضعيفة ما كان مجدي تركها ولا تركته.. لو لم تكن هينة ما كان انتزع منها فلذة قلبها ووحيدها.. شجعت نفسها لتصل لدوار جدها فالطريق طويل لمن في مثل مرضها العضال فهشاشة عظامها لم تكن صفة هزلية بل كانت حقيقة قابعة في داخل نخاعها..

لابدلها من إكمال طريقها مع هؤلاء الفتيات الرائعات..

.قلوبهن صنعت من نقاوة الندي بوجدان عشق صدق النوايا.. ألم تكن مثلهن يوماً..

ألم تكن خطواتها معبدة من ترنيمة ملاك متصوف.. بعث تهويدة عبر فراغ الكون الحزين لينال الخلود عبر تبديل القلوب من الحقد للحب ،ثم يغفى على ضفاف نهر انساب بين بقاع الجنان..

كلهن ستتعثر كلماتهن الرقيقة عندما تصطدم بدناسة الخبث الذي يسكن أرواح الدنيا.. ستولد قصص السخط وستتلو عبارات القسوة فترمي طهارة أرواحهن بحجر مسنن خادش لنسج الاحلام الوردية..

كيف ستجعل ل منهن تكتب تعويذة الخلاص السحرية.. لتخلص ذاتها وتخلصها معها ، فكل فتاة تملك جزء من أحجيتها البعيدة المدفونة بالماضي وبتجميع هذه الأحجية سيكون الخلاص لها ولأخوتها.. لابد من خطوات الظلم أن تكتمل ؟!!ليظهر الحق جلياً بعد حلكة الظلام كضوء كاشف لما تحمله القلوب المنافقة..

كادت تتعثر عندما زلت قدمها بإلتواءة خفيفة ولكن الإصرار المقيم داخلها قد عاد للتهليل ليجبرها على المقاومة.. هذه الاشارة التي طالما طلبتها من الخالق هذا التغيير الذي سيجمعها باحبابها لتموت في احضانهم.. لو تركت فرصتها لن تلقى النعيم ولن تجد غير الضجر من ليال الصمت الذي عانت منه عمرها السابق ولن تسمح لتبقى داخله باقي سنواتها القادمة..

كل منهن وثقت بها وصدقتها وهذه الخطوة الأولى على طريقها.. فكل ما سيحدث من الممكن أن يقربها من احبابها..

"إلى أين وضاء"

نظرت له نظرة مسددة تجاه عيناه التي ربما تراهما بازدواج كما حال كل الاشياء بدون نظارتها الطبية التي تركتها خلفها بلحظة إدعاء أنها تملك القدرة على عودة الزمن للخلف ولكن ذلك من المستحيلات التي صارت تتمنى حدوثها..

تحركت خطوتين حتى حازت كتفها عضد الرجل المتفرس بملامحها بتسلي واضح.. قدرها معها أن تتوازي طرقهما كقضبان القطار لا تلتقي أبداً وإذا حدث تكون كارثة محققة.. ولكنها ملكة آل دحية ولن تقهرها نظراته أو كلماته التي حملت التشفي كله بين طياتها :

جفن تخاصمه دموع الكبرياء[الجزء الثاني من سلسلة حد العشق]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن