قصر راشد دحية**
"ليس لك الحق بهذا يانادرة "عضت على شفتيها بقوة تتحكم في نوبة الغضب التي اجتاحتها منذ علمت بأن نادرة تتصرف برعونة ،ولا يهمها سوى ذاتها فقط لتردف لها بهدوء يكبح دمعها من الإنحدار على وجنتها.. فكل مجهودكم يضيع بسبب غباء نفاذ الصبر واللهفة للوصول لما تريد بغض النظر عن ما يصلح للمجموعة..
" هكذا تغرقين الشركة.. من يبيع أسهمه بهذا الوقت يصدر صورة سيئة عن الشركة تعني ان الشركة تخسر"
فيما يجلس جواد بجواره وكفه كل لحظة تربت على مرفقها لتهدأ فلا طائل من الغضب.. كان قلبه يتمزق فتاتاً عليها عندما.. أصر عليها أن تتناول معه كوباً من العصير او أي مشروب قبل التوجة لمنزل والدها رغم كراهتها لذلك ولكنها أذعنت له فبكل تأكيد كان هناك ما يريد أن يبوح لها به.. وقد كان أخبرها بأفعال نادرة وغصباً عنها كانت دمعاتها تهبط بلا توقف مما جعله يطبع قبلة طويلة على جبينها لم يمنعه تواجدهما في مطعم هذا الفندق الكبير القريب من منزل والدها.. كانت لحظة فارقة له معها ومسح بكل لطف ملكه إنسان أنسياب قطرات دموعها وشدها لصدره يهديء من احباطها مؤكداً لها وجوده الكافي ومذكراً أنه قدرها لتحمل مسئوليتها كاملة بالرغم من وجود أشخاص منتفعي يزمعون أخذ ما غلا ثمنه وما خف حمله قبل التعرض لمحن أكثر .بدت لها انتهازية للغاية ،ولكن هناك أخويها لن تستطيع مواجهتها بما داخل قلبها..
"خاصة وأكبر مساهمين بالمجموعة هناك قضية مالية بشأنهما أحدهما والذي تصادف أنه زوجك.. "
غصت بتلك العقدة في حلقها وكأن كل شيء يضيع بغيابه عن محيطهم ثم قوت نفسها وهي ترنو لأخويها الذين جلسا متقاربين بل كادا يلتصقا ببعضهما وكأن حدوث خلاف بينهما يشتتهما.. لتردف بهدوء أكثر :"القضية وغياب أبي وعمي أضعفا المجموعة كاملة وهناك لنا
منافسين سقوطنا سعادة ونجاح لهم "
كان صوتها طبيعيا في حوارها لزوجة أبيها التي تعمدت خلال غيابها أن تطرح بعض الأسهم للتداول بالبورصة حتى تحصل على مال يسد إلتزاماتها التي فاقت جميع تطلعاتها.. وجدت كبرياءها يزداد ليمنعها التوسل لهذه الإنتهازية ولكنها قررت بلمحة تجمد التخلي عنه من أجل الغائبين والحاضرين أمامها.. فجأة كل غزلها بالكون لإنتاج شبكة قوية كان يتشابك ويلتف حول قدميها ليسقطها أرضاً..
عادت تهمس بترجي:"رجاء نادرة أسحبي عرض الأسهم من البورصة طالما لم تحقق السعر المرجو قبل ان تقع في يد من لا يهتم للمجموعة.. فهذا خراب بحد ذاته.. لو كان منافس فسوف يفلسنا من أجل شركته الاصلية "
كان كل ما تقوله لها حقيقي وسليم جداً وبما انها ليست مؤهلة لفهم هذه المعضلات الإقتصادية لم تفكر كثيراً ولكن أخيها يعلم كيف حرضها على هذا التصرف ؟!!..ربما أراد حماية مالها وممتلكات أولادها.. وخاصة أن فرسان هي قائد المجموعة بعد أبيها بموجب محاضر مجلسالجمعية العمومية للشركة.. ربما خاف أن تفرغ خزائن الشركة وحسابتها بما أن لها حق التوقيع على كل ما يخص الشركة مالياً وإدارياً..كانت صامتة لبرهة طالت قليلاً تقلب كل الأحداث في عقلها العاقر عن الفهم الجيد..
بدا لها أن الصمت ليس بأمر جيد محمود الآن ستخسر أولادها ،فلابد لها من الخروج منتصرة من هذه المعركة أمام غريمة شديدة البأس والتأثير على أولادها كفرسان.. لم تجد غير صوتها يعلو بوقاحة تملك لها الدافع حتماً ولو كان وهمياً:"ليس من حقك أنت التفوة بأي شيء وخاصة بعد هذا "
أنت تقرأ
جفن تخاصمه دموع الكبرياء[الجزء الثاني من سلسلة حد العشق]
Romance"وُلِدتُ بين أحضان المذلّة... فـ أنّى لي بدموع الكبرياء؟!" قدرٌ خُطّ على جبيني، وكان النصيب. نصيبٌ وجب عليّ تقبّله.... الرضا به، ورضيتُ! أبٌ لم يرغب بي يوماً؟ حسنٌ.... ربما ليس حسناً تماماً، لكنه ذنبي... ربما؟ أكان ذنبي؟.... لا لا، إنه بالتأكيد ذنبي...