بعد أسبوع كامل**
سنمار**
حزن لولبي يحتويه بل يدور به أيام ولا يجلس ليله سوى هنا.. يكاد يموت بسببها اعلمته الليلة بطريقتها أن الفرح لم يخلق من أجله..
كان قاصداً غرفته بعد يوم ذو عناء طويل لتصله ضحكة نسائية جذابة بنعومته فصوت الضحكة الرنانة بالأمل اخترق كسهم مصوب قلبه.. كان يظن أن سمر موجدة معها فقد هاتفه خاله مناع اليوم:"أن سمر ستزور زوجتك لتعودها فالكل قد علم أنها مريضة "أدرك أن خاله يتحدث عن جنونها المؤقت فقد جاب البلدة كلها من أقصاها لأدناها فبلدتهم لو سقط فيها زر أحدهم في وسط البلدة سيعرف بمن يقطن الأطراف:"شكراً لك
خال مناع "
أغلق أمام الرجل جميع الطرقات حتى لا يسترسل بالكلمات فاحترم رغبته وأغلق قبل أن يسمعه ما لا يريد سماعه..
تحركت قدماه للداخل وابتسامته مرسومة على شفتيه يريد أن يهتف بها:"لو سمع باسم صوت ضحكتك هذه لن يتركك اليوم إلا وأنت زوجته وليس بنهاية هذا الشهر كما أتفقنا "
جف حلقه ودار بعينيه يبحث عن آثر سمر بالغرفة ولكنه فشل حتى باب الحمام مغلق.. سدد نظرته تجاة الشفتين المكتنزتين التي عادت تضحك متلازمة مع لحظة تسديده نظرته إليها وشفتيه على استعداد للضحك والفرح معها لم تكن سواها هي أسوار القمر تضحك بنعومة وباسم يجلس على أطراف الفراش بعيداً عنها ويأخذ منها صورة كانت فيما بدا هي مصدر ضحكتها رفعت عياها تجاه الواقف متجاوزة الجالس قبالتها.. لتشيح بعينيها فلم يلحق أن يقتنص منها نظرة وشفتيها فقدا كل بهجة عندما زمتهما بقوة.. طريقتها جعلته يبحث داخله عن ابتسامتها السابقة التي كانت بالبعيد وفقدها هناك بعيداً بالمقبرة.. ظنه يوم من قرون وليس من شهر وعدة أيام.. حتى هذه الفرحة فقدها معها أصبح يخاف منها وقلبه يصرخ كل لحظة بشوقه لقربها.. عقله لا ينام كيف يفعل وهو لا يتنفسها.. أشاحت بنظرها عنه كأنه غير متواجد.. وقف باسم الذي نظر حيث نظرت عيناها:"تعال أخي أدخل الغرفة غرفتك ونحن الضيوف "
طريقته البسيطة أغاظته بشكل مؤلم.. أرادت قبضاته أن تهز كتفيه بعد أن تدفعه تجاه الحائط :
"كيف لك أن تتمتع بما هو لي.. ضحكتها لي أنا فقط.. أغمض عينيه على عواصف الغيرة المقيمية داخله.. ألم يسمح له بالتفريج عنها والتسرية عن قلبها المرهق.. نعم يسرى عنها ولكن ليس لدرجة جلوسه بإريحية على فراشه هو.. وليس لدرجة أن تريه ضحكتها وتمنع عيناها أن تسقط عرضاً على وجهه..
لأول مرة يصمت ولا ينهر أخاه.. لأول مرة يفضل سماع ضحكتها من البعد على إشاحتها عينيها في حضرته.."لماذا تقف عندك سنمار.. ماذا هنالك ؟..وكأنك نسيت شيئاً أو ضيعت عنوانك أخي !!"
ابتسم وعيناه تبرق بلمعة الفقد المؤلمة لروحه وهتف معلقاً:"نسيت بالفعل شيئاً لابد أن أنجزه.. سأعود بعد قليل"
أنت تقرأ
جفن تخاصمه دموع الكبرياء[الجزء الثاني من سلسلة حد العشق]
Roman d'amour"وُلِدتُ بين أحضان المذلّة... فـ أنّى لي بدموع الكبرياء؟!" قدرٌ خُطّ على جبيني، وكان النصيب. نصيبٌ وجب عليّ تقبّله.... الرضا به، ورضيتُ! أبٌ لم يرغب بي يوماً؟ حسنٌ.... ربما ليس حسناً تماماً، لكنه ذنبي... ربما؟ أكان ذنبي؟.... لا لا، إنه بالتأكيد ذنبي...