بعد ساعة كاملة**
كان كاظم قد أنتهى من وضع اللمسات الأخيرة لأختبار الكاميرا.. عندما أندفعت تماماً مثل أخته الصغيرة التي تكمل دراستها بأمريكا:"هيا كاظم الكل مستعد لاستقبالك بالخارج "
وقف ورفع كفيه لأعلى ثم انحنى برأسه بطريقة مسرحية هاتفاً بحيوية:"ما رأيك نتناول الغذاء معاً"
خزته بنظرتها بعتاب أخرس وكأنها تقول له لست من هؤلاء الفتيات..ليضحك بعد ابتسامة واسعة غمرت قلبه بإطمئنان عليها متبعها بدعوته معدلة :
" لا عزيزتي.. لست أنا أياً من هؤلاء الرجال.. كنت سأدعوكي للغداء مع أمي "
ثم أضاف بحيوية تجلبها هي بوجودها الشقي:"وأطمئني أمي
بالمنزل.. "
معلقة عليه قاطعة لكلماته:"معنى هذا أنك لن تحاول أن تتغرغر بي " دلالها وتغيرها في كلمة تغرر بي مثل أحدى الممثلات جلبت له راحة وشعور بالحرية..
ضحك بلهفة بطريقة جعلته كلما نظر إليها لا يقدر التحكم في ضحكاته وكاد يسقط للخلف من كثرة الضحك الذي بادلته إياه حتى دمعت عيناها فمسدت جفونها تزيل دمعات السعادة :" أنت تعلم أني لن أستطيع وحدي كنت بالمرة الأولى عندما قابلت والدتك بمنزلكم كان الوضع ضرورة مستحكمة "
انتهت بوضع الطريق بينهما هي بعمل صعب وأقل شيء قد يلوث سمعة فتاة مثلها وحيدة تعيش بمفردها ثم علقت:"وحتى لا تظن أمك الطيبة اني مشروع عروس فاشل لك فتجلس تدعو علي حتى يزيحني الله من طريقك.. لست في وضع يسمح لأي دعاء سلبي.. أحتاج الدعوات إيجابية فقط"
إجابته كانت مقتضبة:"هيا بنا لقاعة المؤتمر قبل أن أجدني بالفعل أخطبك "
فتضع هي يديها على قلبها وترفرف بأهدابها بطريقة
طفولية مداعبة.. لتنهال الضحكات من شفتيهما معاً وهما مغادرين الغرفة بإتجاه القاعة.. كل شيء حول هذه الفتاة فيه غموض.. قد يرتاح إليها وإلى الحديث معها ولكنها محقة في موضوع العروس هذا.. فقد ظنتها أمه عروس له بكل بساطتها كل ساعتين تعيد الكرة وتطالبه بالتقدم إليها هو ليس ضد الزواج ولا ضد آمال ذاتها ،ولكنه ذو مسئوليات كثيرة عائلة كاملة تتعلق برقبته ويجب أن يعمل فقط حتى يكفي أحلامهم..
دلفت تتقدمه وقد أعادت ترتيب نفسها لتصبح صاعقة الجمال أرتدت ثوباً من قماش الصوف الناعم يصل لركبتيها يحتضن تفاصيلها بلون سكري يميل للصفرة الخفيفة فوقه سترة رسمية قصيرة باللون الأزرق المائل للأرجواني أجادت تزين وجهها بإحتراف وشعرها الذي قصته حديثاً بحيث تركته حراً يتراقص حول وجهها بدلال جذاب.. تسير وتلك الإبتسامة الفاتنة تنام على شفتيها كما أعتادت في حضور بعض الحفلات الخاصة بالشركات التي عملت بها فعملها يقتضي حسن المظهر.. تعتلى حذاء من اللون الأزرق الداكن عالي الكعبين أظهر رشاقة ساقيها وجسدها بدرجة ملفتة للنظر..جذبت عيون بعض الرجال لتجري داخل عروقهم دماء حارة تمنيهم بليالي ماجنة كشيء تكميلي في هذا العالم الغامض على البعض.. بينما عين مدير التصوير توسعت لتلك الهيئة الرسمية الفاتنة.. التي لم تستطيع إخفاء الفطرية الشقية خلفها.. بدت بنفس الهيئة التي اصطدمت به بل بالأحرى اعتلت جسده منذ ساعتين..
حاول الإنتباة والتركيز في عمله يصدر أوامره لفريق التصوير كاملاً فكل من فرقه المكون من ستة مصورين محترفين يركز على كاميرا خاصة به وهو يعمل خلف عدة شاشات يصدر أوامره عبر مايكروفون صغير معلق في أذنه ويتصل بجزء أمام شفتيه:"هيا كاميرا واحد ركز على كاظم ولا تفلته مع إبراز جانب وجهه الأيمن مميز بعضلة قوية "
أنت تقرأ
جفن تخاصمه دموع الكبرياء[الجزء الثاني من سلسلة حد العشق]
Romance"وُلِدتُ بين أحضان المذلّة... فـ أنّى لي بدموع الكبرياء؟!" قدرٌ خُطّ على جبيني، وكان النصيب. نصيبٌ وجب عليّ تقبّله.... الرضا به، ورضيتُ! أبٌ لم يرغب بي يوماً؟ حسنٌ.... ربما ليس حسناً تماماً، لكنه ذنبي... ربما؟ أكان ذنبي؟.... لا لا، إنه بالتأكيد ذنبي...