منزل دينار**
فتحت السيدة منار الباب وهي موقنة أنه طاهر جاء خصيصاً ليهدأمن قلب وحيدتها الملتاعة.. ولكنها ما ان رأت السيدة أمه لم تستطيع فعل أي شيء تجمدت أمام الدفعة القاسية من كفها الغليظ وهذه الأساور الذهبية تندفع برنين كناقوس خطر داهم جعلت دينار تقف مكانها.. تنظر متوسلة الحماية لظهر أمها التي نحتها ذراع أم طاهر بطريقة قاهرة.. اندفعت تصارخ فيها :"قتلتيه هو الآخر !!"ذاب قلب دينار وانهار سد تماسكها فكلمات السيدة تؤكد وصول أخبار جديدة عن طاهر ومن المؤك أتصل بذويه أحد رفقاءه أو رؤساءه .. ما عادت ساقيها تستطيع حملها بالفعل.. جسدها صار بثقل الملح بينما السيدة تندفع بكفيها لتقبض على كتفيها النحيفتان تهزها وصوتها يصرخ مجتازاً ليال عذاب دفنتها داخلها.. مع كل هزة وكل اتهام كانت تخلع جزء من غضبها ليظهر على السطح:"قتلتي ابني الأول وها أنا أفقد الثاني بسببك "
انتفضت دينار كعنقاء تنفض جناحيها حتى تزيل عنها رمادها وصدر صوتها قوياً بلا مهابة لهذه المرأة:"لا طاهر لم يمت ؟!!"
دفعت كفا المرأة المتعلقة بها بحدة :"لا تكذبي من جديد طاهر لن يتركني "
وخمد صوتها وكأنها قد نالت ضربة موجعة :" طاهر لا تتركني.. "
ازدردت لعابها وطفرت دموعها كقطرات مطر غزير تهدد بأن تصبح سيلاً:"أنا لم أحب سواك طاهر "
إعترافها جعل قلب المرأة ينتفض بقوة كانت تعلم أنها ستكون مشكلة بين ولديها اللذان عشقاها معاً ليخطط نادر ليحصل عليها بوقت كانت ضعيفة أمامه كأم لتقهر ولدها الأخر الذي رضي مرغماً وتحرك جانبا ليخرج من الصورة الكلية مفسحاً المجال لأخيه المتواطيء فقط ليحصل على سعادته المنشودة.. لتجد لأول مرة داخلها إشفاق على هذه الصغيرة التي كانت كابنة لها بوقت ما ولكنها بالفعل ما كانت تصدق صدقها وإنما كانت تظنها مخادعة تسعى لمن يقف بجوارها فقط هي واسرتها المرهقة مادياً ولكن الجديد من الأمور الذي أبلغه طاهر لوالده وكانت تعاند من أجل تصديقه.. الآن صدقته.. أن نادر عاش في فقاعة كذبة وأجبر الجميع على الحياة بداخل هذه الفقاعة الهشة مستغلاً فرقة ضربت جوانح الجمع فصار كل منهم بجانب يكره محادثة الجميع.. هتفت بقوة:"ابني الوحيد يموت "
جعلت كلمتها منار تقترب لتتخطى الحاجز النفسي المضروب حول المرأة المكلومة :" هل وصلكم خبر يا أم طاهر "
كانت هذه المساعدة التي تستطيع جعل ابنتها تعود لدنيا الراشدين فلو حدث لحبيبها شيء سوف تكون في دار الجنون نزيلة دائمة:"لا لم نستطيع التواصل معه أو مع احد من قوة القسم "
لتتحرك منار بعد أن ربتت على كتف المرأة في مواساة.. متجهة لأبنتها المذهولة أمامها تناجي طيفه الغائب :"أحبك طاهر لا تتركني "
أنت تقرأ
جفن تخاصمه دموع الكبرياء[الجزء الثاني من سلسلة حد العشق]
Romance"وُلِدتُ بين أحضان المذلّة... فـ أنّى لي بدموع الكبرياء؟!" قدرٌ خُطّ على جبيني، وكان النصيب. نصيبٌ وجب عليّ تقبّله.... الرضا به، ورضيتُ! أبٌ لم يرغب بي يوماً؟ حسنٌ.... ربما ليس حسناً تماماً، لكنه ذنبي... ربما؟ أكان ذنبي؟.... لا لا، إنه بالتأكيد ذنبي...