قبل ساعات في إحدى المشافي الخاصة**
"أمي "كان يقبع تحت أقدامها التي ماتت فيها الحركة ككل شيء حولها.. منذ فقدت ابنتها وهي على هذا التجمد كما فهم..
في محاولة يائسة منه أن يجذب انتباهها :" أمي هذه صورة ابن مهرة "
لم تشعر به كعادتها منذ عاد وتحت الحاح وضغط كان ابوه يرفض ان يراه معللاً سوف تتعب نفسياً من رؤيتها وقد جنت.. كانت كفاه ترفع هاتفه أمامها فقط لتنظر إليه ولكنها ما عادت ترى شيئاً ولا شيء يحرك أهدابها بغير الحركة الطبيعية للجفن رفة عادية جداً كما لو أن داخل عقلها مات ولم تعد تشعر بشيء..
دلفت الطبيبة برداءها الأبيض:" هل اطمئن قلبك سيد
هادر "
وقف برشاقته المعتادة:" لا يا شيماء لم اطمئن.. لم تبدي أي ردة فعل بعد "
دلفت أكثر لتقترب من المرآة المتوسدة فراشها تقيس لها فحوصاتها اليومية:
"أنت تعلم أنها قد تعرضت لطريقة علاجية قذرة في هذا المشفى الذي كانت فيه ولولا توصلك لمكانها في الوقت المناسب ما كانت تتنفس الآن "
دفع أصابعه داخل شعره يزيحه للخلف كرد فعل دائمة كلما توتر.. نظراته المتبادلة بينها جسد أمه الذي بالكاد تتنفس وبين شيماء زميلته وزوجة صديقه المقرب وكأنه يستمد منها قوة جديدة فكان له ما أراد:"هي الآن أفضل حالاً بعد فترة تقدر بعدة أسابيع سنتعرف على أمك الحقيقية متى ما بدأت هذه الادوية تنسحب كلياً من جسدها.. نحن نبذل قصارى جهدنا هادر "
مال على أمه يقبل يديها ورأسها.. ثم ألتفت لشيماء مطالباً:"افتحي بلوتوث هاتفك شيماء "
ففعلت ما أراد من فورها ليصلها صوت صافرة صغيرة نظرت داخل هاتفها بعد ان فتحت استوديو الصور حيث وصلت صورة جديدة بينما صوته ينساب:"هذا سامر ابن مهرة أختي المرحومة ربما تعمل على تنشيط ذاكرتها لو أفاقت وأنا غائب عنها "
ثم اتبعها بإرسال عدة صور.. واصل أزيز هاتفها في التلاحق ثم هتفت ما أن شاهدت المحتوى الجديد:"هل هذه جسور.. يالله هل تزوجت "
هتف صوت رجولي حاد بالخلف من مدخل الباب:" متى تزوجت إيها الخائن؟!! ونحن لم نعرف ولم تدعونا حتى ؟!!"
ترك هادر مكانه بليونة رياضي متمرس وألقى جسده الضخم على الرجل الذي يماثله ضخامة:"مؤمن يارجل افتقدك كثيراً"
كان صوت هادر ينساب أمام وجه صديقه الذي ابتسم له بينما ينظر للمرأة العاقدة ذراعيها خلف هادر:"يا فتى جعلتني انسى حبيبة قلبي فلم أرحب بها "
كان تعليقها ضاحك:"لولا هذه النظرة ما كنت سامحتك أبداً.."
مستطردة بنعومة معتذرة له:"هل تعبت حتى تعثر علي مثل كل مرة"
أنت تقرأ
جفن تخاصمه دموع الكبرياء[الجزء الثاني من سلسلة حد العشق]
Romance"وُلِدتُ بين أحضان المذلّة... فـ أنّى لي بدموع الكبرياء؟!" قدرٌ خُطّ على جبيني، وكان النصيب. نصيبٌ وجب عليّ تقبّله.... الرضا به، ورضيتُ! أبٌ لم يرغب بي يوماً؟ حسنٌ.... ربما ليس حسناً تماماً، لكنه ذنبي... ربما؟ أكان ذنبي؟.... لا لا، إنه بالتأكيد ذنبي...