الفصل الثاني

5.7K 85 15
                                    


"لا.. عودي أمي "

رفع كفه يناجيها متوسلاً لتعود بينما هي تتركه خلفها رافضة الرد عليه صرخ بأعلى صوته:" عاليييية "

كان صوته الصارخ يقطع عليها صلاتها فقد ارتجف جسدها بقوة عندما دلف صوته لأذنيها ولكنها أصرت أن تكمل صلاتها فغمغمته لم تكن واضحة في بداية الأمر.. أما الآن فقد صارت صراخاً قاضياً على تركيزها الكلي الذي تحب أن تمنحه لعبادتها مما جعلها تقتصد بأخر ركعة وتتعجل فيها بما لا يفسدها وأطلقت صوتها بالسلام تعلن إختتام عبادتها بنعومة تضاهي نعومة السحب التي تصعد صلاتها إليها..

قطعت المسافة بين فراشه والمكان القصي الذي اتخذته لنفسها مصلى منذ أمس مساء وقد ادركت القبلة من بوصلتها الصغيرة التي لا تفارق حقيبة يدها ترافق سجادتها المخملية الرقيقة التي تطوى في حقيبة صغيرة جداً أقل من حافظة النقود ترقرقت عيناها بدمع الشكر لعمها الذي كانت هذه هديته لها من نعومة أظافرها لأول وهلة تشعر أنه كان يهتم بها بالرغم من كل شيء سابق.. وكم شكرت ربها عندما أكتشفت أن قبلتها تجعل الفراش المقيت في ظهرها خلفها وكأن القدر يدعمها لنسيان هذه الساعات القصيرة الماضية وتركها خلفها .. شعورها أن الله يربت على رأسها ليطيب خاطرها بعد معاناتها مع توحشه أمس..

توقفت أمام فراشه الذي أستأثر به منذ أمس بعد عودته ولم يحاول مجرد محاولة أن يحادثها وكأنه يعلمها أن الحياة ستكون بطعم المهانة فهي لا تشكل له شيئاً..سخرت من حالتها الثائرة.. أولم تكوني بمهانة وذل عمرك كله.. لماذا تنتظرين منه هو بالذات معاملة تغاير ما صرح لك به من قبل.. أولم يكن صريحاً معك عندما قال لي رغبة لن أتركها وأولم يكن قانونه هو الذي يحكمك حتى بمضاجعته لك.. سادية وقوة بدون النظر إليك أو لمتطلباتك حتى لم ينظر لخجلك منه وكأنك دمية من تلك المخصصة لهذا الشأن القذر..

.. سخرية أخرى نامت بقلبها ايتها البلهاء ومحاولته حرقك كيف ترينها أهي اهتمام أم غضب كاد يوسمك بحروق بالغة لو تمكنت النيران منك..

ملئها صراخه رعباً فوضعت كفها على صدرها تهديء من روع نفسها .. قفزت للخلف حتى لا تطالها أصابعه التي طوحها تجاهها.. فعاد يطوح بأصابعه يتجه لأعلى ومقلتيه تدوران خلف جفنيه المغمضين وهو يصرخ بألم جلب سعادة داخلها من حالته البائسة:"أمي.. "

ثم يردف بقوة واضحة :"عالييييية "

..ولكن نفسها الطيبة عادت تلومها"هل تظنين أنك تنتقمين بجعله يكمل كوابيسه.. هل هكذا سيفيق وهو رجل مختلف !!.."

نالت حالته شفقتها لتقترب بخطوات وئيدة مصممة على جعله يفيق لحالته وخاصة بهذا الوقت من الفجر قبيل أختلاط بياض النهار بسواد الليل البهيم فكل الأحلام هي حق وليست من بث الشيطان:" سنمار.. افق "

جفن تخاصمه دموع الكبرياء[الجزء الثاني من سلسلة حد العشق]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن