العجز الكلي هو ما يشعر به أمامها.. لقد ساهم في ظهور أنياب للعصفور الرقيق.. حرمانه منها جريمة نكراء يتذوقها بغضاضة.. لأول مرة يشعر بالحرمان منها.. حبيبته أمامه ولكنه عاجز عن التفوة لها بأي كلمة.. ذنبه يكبله حقاً.. قلبه يقطر دماً.. الحنين بدأ في التدفق بين جنباته يلهبه بسوط عذاب جديد.. الذكريات تمر على أطراف أصابعه محتقنة بالتمني أن تعدو إليها مرة جديدة.. هل الممنوع مرغوب لهذا الحد ؟!!.. لم يجرب هذا الشعور من قبل.. كان هو من يرفض ولم يرفضه أحد من ذي قبل كبرياؤه اهينت لكنه سيكون أكثر من سعيد لو نظرت إليه.. مرارة شديدة استحكمت حلقه تغلقه فتفقده القدرة على التنفس.. نظراته تقتات على أهدابها التي ترتعش بالحياة.. ود لحظتها أن تكون روحه بجفونه حتى تنطلق إليها.. جامد يقف أمامها يتوسلها النظرة خانه صوته
مستجدياً كما لم يتخيل يوماً ولكن هذا لا يهمه الآن"
"أسوار.. أسوار القمر ."
همسته تذكرها بما بينهما يعذبها بالذكرى لتكتوي أكثر ،فتتذكر كل شيء كان بينهما.. فستانها الأبيض يشهد على حقده.. وابنها أخر جرائمه.. بل روحها المسلوبة صارت ملوثة بأكبر كبيرة بين البشر سلب روح إنسان ،ومن ابنها الضعيف الواهن الذي أرضعته ثم حقدت عليه لتحاول سلبه حياته.... أختها تقف حائل بينهما.. عيناها ترفضان وجوده بالقرب من قلب أختها ،ويدها تشير للباب من يراها يظنها منظم إشارات المرور بالغرفة المزدحمة.. شعر بأنه يهين ذاته لوهلة ما كان سيهتم لو كانت وحيدة.. لكن بوجود صفوان الأمر عسير عليه بطريقة لا تقبلها رجولته التي أعتاد الركون إليها بقوة وشموخ..
خرج يجر قدميه وكأن هذا هو التصرف الوحيد الذي يملكه حالياً.. أغلق الباب دونه وقف ينظر للباب الخشبي المغلق بتفرس.. كأن عينيه تملك القدرة على إختراق الخشب القوي.. أصابعه تتمسك بإطار الباب برفض كلي ليغادر المحيط.. نظر للخلف فلم يجد غير الجلوس على مقاعد الإنتظار بالرواق جلس على أحدها صامتاً.. لم تسمعه ولن تصدقه.. شعور بالقهر سرى داخل أوردته كيف له أن يتمكن من الإعتراف لها.. وكيف له أن يبتعد عنها بعد أن ادرك حقائق كثيرة لن يفهمها سواها هي.. هي ذنبه.. شقاءه.. ملاكه.. عذابه.. امرأة أجتمع داخلها كل الاشياء.. توبته منها.. وانتقامه حصله داخل عينيها.. لا يعرف كيف سيتعامل معها؟!!.. ولكنه لن يغادرها.. لتحلم بهذا كيفما شاءت ،ولن تنال حلمها وأمنيتها ليس بعد كل ما كان.. فهذه أول مرة يعرف الحب .***************
في الداخل اغمضت عينيها بإرهاق.. مالت عليها جسور تحتضنها ودمعاتها تترقرق داخل عينيها البنيتين :" أنا آسفة.. لم أكن بجانبك ".رفرفت أسوار بأهدابها بتصلب لم تكن تملكه من قبل هناك شيء تغير فيها لم تدركه بعد ولكن جسور شعرت به لوهلة عندما نطقت ببرود كامل وكأنها تلومها:" طبيعي.. عادي ".
قسوتها جعلت قلب جسور ينقبض بقوة فيفقد نبضاته نظرت تجاه دينار التي أشارات لها بعينيها لتتجاوز عن أي ألم.. بحثت جسور عن أبيها تطلب العون لتجتاز هذا الحاجز الجديد.. نظرت حيث الخلف مع عمتها وضاء تميل على أذنه كأنها تقص عليه ما جرى بهمهمات قليلة لم تصل إليها.. امتصت جسور امتعاضتها.. قبلت رأس أختها ثم افسحت المجال لمنار ودينار.. بينما هي تحركت لتحمل هذا الصغير الغافي بإرهاق.. ما أن حملته حتى تيقظ على صرخة واحدة متصلة تخرج من قلب فمه الصغير.. حاولت معه جسور ان تداعبه وتبثه بصوتها إطمئنان.. ولكنه رفض الصمت كلياً..
![](https://img.wattpad.com/cover/224703093-288-k195603.jpg)
أنت تقرأ
ويحسدونني[الجزء الثالث من سلسلة حد العشق]!
Romance"صنعتُ رجلاً،، مرتين.... ولَم أجد أيّ الرجلين!" عنّي يتحدثون... وتتناقل الكلمات بأسماعهم، يقولون: تجمع بين الفتنة، وعلو النَفْس؟ مثقفة، ذات حسب ونسب؟ كانت خطيبة رجل مثالي؟ وزوجة رجل أكثر منه مثالية، الآن! وحين يُسَاءِلونَك: ماذا بعد؟ وها هي قد حققت...