الفقد مر المذاق..
كان سنمار يحتضن جسد القبطان مختار يشدد عليه خائف لدرجة الموت.. فالموت يحوم داخل عباءته السوداء.. يدرك أنه هو المقصود من رصاصات الغدر ولكن الرجل الذي يعد الرائحة الباقية من الغالي يموت بسببه هو.. كان يعلم أن هذه هي النهاية ولكن الآن ضاع بسببه أحد الغالين عليه..
كانت نظرة القبطان إليه مرتاحة ذات ابتسامة وكأنه وفى جميع واجباته .
تحرك سنمار يسحب جسده من تحت جسد الرجل الطيب.. جلس ليفحصه وجد هناك دماء تغطي ظهر الرجل وكأنه مصاب بأكثر من رصاصة.. صرخ سنمار بعدما تيقن أنهما أصابتان:" قبطااااااااان ". ثم أردف يطالب الرجال الذين تجمعوا هيا أحملوه معي لنقله للمشفى.. لو انتظرنا الإسعاف
سيضيع منا ".
حاول الرجل التحدث معه ولكنه كان رافض مجرد الإنصات.. همس القبطان بخفوت شديد بشيء جعل سنمار يهبط برأسه ليسمع ما يقال كان طلب واجب النفاذ:" أدخلني المسجد ".
يعلم أنه سيذهب اليوم ولابد أن يوفي دينه كاملاً تجاه الغالي..
حمل الناس مع سنمار الرجل الكبير بنفس وضعه حتى لا ينزف أكثر لو قلبوه على ظهره فهناك رصاصتان مكانهما صار واضح للجميع..
داخل المسجد.. هتف سنمار بالناس ليجلبو سجادة كبيرة من داخل الغرفة الداخلية.. فإجراءات ما زال في طور اعداد علب طلاء.. رمال وحصى وغيرها من عناصر البناء.. أحضر الرجال سجادة كبيرة تبدو فاخرة من طيتها وحجمها فردوها بالزاوية بقرب المنبر.. أجلسوه حيث طلب وبالوضعية التي تريحه أكثر أن يضع ظهره للجدار الخشن الغير مجهز.. يستند عليه همس بشيء أخر جعل سنمار يميل لينصت وينفذ بسرعة فهو يدرك قيمة اللحظات الأخيرة ووصاياها الواجبة الملزمة لمن يسمعها.. عاد يرفع رأسه يصرخ بالناس :"أتركونا بمفردنا حتى تحضر الشرطة ".
ثم عادت رأسه تسقط جوار أذن القبطان يهمس به :" لاتدعني وحدي ، فأنت أخر فرد لي بالحياة ".
رفع الرجل كفه لأعلى بوهن كادت تسقط مرات لولا إرادته على أن يبوح بأخر ما لديه لهذا الابن الذي لميجد سواه بكهولته.. تمسك سنمار بكف الرجل الذي أتكأ عليها ليعتدل أكثر مع كل التعب.. الدقائق تمر بسرعة الضوء وسنمار يعود فيصرخ بلوعة :" أنه ينزف بقوة.. أنه سيموت ".
الخوف على الرجل الكبير يأكله والذنب يكاد ينهيه مدركاً أنه فقد الرجل كبديل حتمي له فهو المقصود من هذه الهجمة..
مد كفيه لعمه وهو يحتضنه بقوة محركاً إياه ليكون صدره متكأ الرجل الواهن الذي يهمهم بترجي :" اسمعني.. قد.. يكون هذا.. أخر كلام ".صدح صوت سنمار الرافض هذا الإستسلام المتعثر بأحرف شديدة البأس :" لا.. لا.. ستعيش.. ستكون بخير ".
رفع الرجل كفه ليصمته.. محركاً رأسه بالنفي الحاد :" لا
لن أعود.. أتركني أرحل.. حيث هم من قتلتهم بذنوبي.. أولهم أبوك الغالي ينتظرني هناك ".

أنت تقرأ
ويحسدونني[الجزء الثالث من سلسلة حد العشق]!
Romance"صنعتُ رجلاً،، مرتين.... ولَم أجد أيّ الرجلين!" عنّي يتحدثون... وتتناقل الكلمات بأسماعهم، يقولون: تجمع بين الفتنة، وعلو النَفْس؟ مثقفة، ذات حسب ونسب؟ كانت خطيبة رجل مثالي؟ وزوجة رجل أكثر منه مثالية، الآن! وحين يُسَاءِلونَك: ماذا بعد؟ وها هي قد حققت...