الفصل الثالث

5.8K 97 21
                                    

صعدت الدرجات تفر من العودة لسذاجتها القديمة.. فتجعله يستغل طيبة قلبها.. كم نسيت من أشياء.. جميع أفعاله الشنيعة تساقطت بالتقادم.. بالتسامح.. كثرة اللطمات جعلتها لا تحصيها فلم تعد تسجلها بقائمة صندوق ذاكرتها الأسود.. لدرجة جعلته يظن أنها تسامحت وغفرت.. هل جاء حقاً ليمنحها كذبات جديدة في محاولة منه أن ينال تعاطفها وشفقتها.. تباً له.. ما كانت بالنسبة له سوى شيء استخدمه فقط ليعيد رجولته المخزية معها.. لا تصدق ما سمعته.. بالرغم أنه لم يكن من النوع الكذوب لديها.. كادت تصدقه حتى تذكرت أنه جعل طفلها لامرأة أخرى.. ملك القدرة على الكذب.. خدعها لدرجة قاسية كادت معها تلقى ربها كافرة.. دلفت للغرفة التي خصصها لها عمها الذي رفض وجودها بمزرعة صفوان للخيول وصمم على تواجدها هنا معه عندما قرر بعد نقاش بدا بعيداً جداً رغم أنه اليوم نهاراً:" أسوار ابنتي ستبقى معي كما كانت طوال عمرها.. من أراد البقاء معها فليمكث معنا.. الدوار كبير به أكثر من خمسة عشر غرفة فارغة ".

وقتئذ ظل أبيها وعائلتها كاملة رغم غضاضة هذا على نفوسهن.. فذكريات هذا المكان غير سعيدة معهن جميعاً.. ربما بوجود راشد كل شيء يتغير.. فالرجل دائماً عنوان عائلته.. فحامل الدف.. غير حامل العلم.. وغيرهما كل له نكهته.. طريقه لذا جميع عائلته تسير مع اختياره..
وضعت ابنها جوارها ومالت جواره تحتضن قلبها الحي بين ذراعيها كانت دموعها تسيل.. لم تدرك متى ؟ّّ!!.. ،أو حتى

لماذا تتساقط دموعها؟!!..

ظلت هكذا فترة ليست بقصيرة

امتدت أصابع رقيقة تمحو لها تلك الدمعات الخائنة بصوت يستفسر مرهقاً خافتاً:" لماذا الدموع؟!!.. يجب أن نقيم الأفراح من أجل الخلاص من هذا الجلف ".

صدمتها الآن كنيته التي كانت دائماً تنعته بها جسور.. ألم تفعلها من قبل !!.. فلم صدمتها الآن لدرجة الألم بقلبها ؟!!.. وجدت إجابتها على رأس لسانها تنطلق بحدة لا توازي الموقف :"إياك جسور من إطلاق لسانك السليط عليه.. لا تنسي تحذيري هذا مهما حدث ".

لأول مرة تملك القدرة على الاعتراض بهذا الشكل.. تشعر أنها تتغير.. بل تغيرت بقوة.. بينما دينار تلاحظ كل الموقف تدخلت تربت على كتف جسور التي صدمتها شدة وحزم صوت أسوار فتلعثمت ولم تستطيع الاستمرار في المجادلة سوى بإعتذار ضعيف :" آسفة لم أقصد ولكنه غير ما عهدنا من الرجال.. وأنت أرق من التعامل معه.. تريدين رجل طبيعي ".

سددت لها أسوار نظرات مصدومة.. كأنها تعيد ما حدث بالغرفة بينهما..فتجد التساؤل يصعد لعقلها هل سمعهما أحد.. مازالت تريد المحافظة على أسراره..

حتى أهداها صوت دينار بعض السكينة والتبرير المقنع حتى ولو كان مؤقت :" أي امرأة تحزن عند سماعها هذه الكلمة حتى لو كانت تريدها وتسعى إليها.. كلمة الطلاق كلمة صعبة.. مقيتة.. تجعل أي امرأة تفكر حتى تكيف حياتها الجديدة.. ما يحدث شيء طبيعي جداً".

ويحسدونني[الجزء الثالث من سلسلة حد العشق]!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن