في السادسة صباحاً**
واقفاً متجمد النظرات على هذا الشارع الذي لا يهدأ أبداً .. صخب دائم .. كهياج عاصف داخل البشر .. متى ينام هؤلاء.. ومنذ غادرته ازداد هياجاً فأصبح يشعر بالصخب داخل رأسه .. كلما خلد لنفسه يلتقط صوت النشيج الباكي الذي اتصل عليه ليلة مغادرتها .. للآن لا يسمع سواه كانت تحتاج إليك جواد .. وأنت كنت تبحث هنا خلف كل شيء أخر .. كانت تخشى من كل شيء .. حتى وجودها بمكتبها بالشركة لم تعلن عنه أعلنت أشيائها التي تركتها هناك عن وجودها ليعلم من عم أبراهيم بعد الضغط عليه أنها حضرت وذهبت بسرعة ولم يعلمه بأكثر من هذا .. ربما تخشى الخيانة ممن حولها وأنت من ضمنهم .. غضب صار يعصف بأنفاسه الملوثة بضباب الدخان الذي يخرج من بين خياشيم صارت شرهة للسجائر ..لم يعد للآسف مجال للتراجع للخلف فلا يترك أنفاسه نظيفة من أجلها صارت معتمة بسخام السجائر وعبق النيكوتين المزعج.. يجب مساندتها من هنا لتعود يجب جمع أدلة كافية لتكون بريئة كاملة البياض والطهر لتعود مرفوعة الرأس .. هتف قلبه الحارق له بنار الذنب تعود من أين؟!!.. وسخر عقله مكرراً أتعرف حقاً مكانها ..
تحركت قدمان خلفه بخفة لم تنل عناء ملاحظته .. وضعت كفها فوق ظهره :" أما زلت متيقظ ؟!!.. أم تيقظت مبكراً؟!!".
نظر للخلف في دهشة مضطرباً فلم يجل في عقله أنه مازال شارداً واقفاً لهذا الوقت .. لم تنل إجابة سوى نظرة إستنكار واحدة .. وكأن كوثر لا تستحق عنائه لمتى سيظل على هذا الجمود منها؟!! .. تلك النظرة الصامتة ذاتها التي مرت بها من قبل ذاتها التي كان أبيها ينظربها إليها .. تجاوزت جسده بخطوة واحدة لتركن جسدها النحيف على الجدار المجاور للنافذة عاقدة ذراعيها أمام صدرها :" هل مرت فترة الدعم والآن عدنا لتلك الفترة السخيفة التي يكون فيها اللوم فقط ".
نظر إليها في إدعاء عدم الفهم لتكمل ما تريده :" صدقني
نعم كنت أتمنى الزواج من راشد .. كان رجل يشعر معه الجميع بالأمان .. صاحب شهادات والمستقبل أمامه .. حتى نظرة الحزن في عينيه على زوجته الأجنبية وابنه كانت تنال منا جميعاً.. وفاؤه لها كان يجذب أحلامنا .. لكن لم أضع نفسي في وضع يجعلني سهلة .. كنا الساعة السابعة مساء .. نعم ليلاً ولكن ليس متأخراً ببلدة الجميع فيها أهل جلدة واحدة أو ربما عائلتين على الأكثر تربينا هكذا .. من يجد فتاة يتبعها ليحميها وليس كما نسمع الآن .. فلان اغتصب قريبته أو قريبه وقتله .. لا زماننا كان فيه الخائنون أقل .. كانوا واضحين تماماً".
رمقها بنظرة مستخفة ثم هتف بها هامساً:" لو كان كذلك كنتِ علمتي من هو ؟!!".
فكت ذراعيها وأكملت بحسرة تعيد داخلها الأحداث بكل ما تتذكر من تفاصيل لم تعد موجعة من كثرة تكرارها في عقلها :" كان خلفي يده الكبيرة تحيط أنفي وتكمم فمي معه.. أصابع كبيرة ككف الموز مهلكة قاسية .. مصممة على ما تفعل .. أنفاسه كانت تهدر من خلفي تلفح شعري وجبيني .. دفعته لي على الفراش كانت مفاجأة أخرى جعلت رأسي تهبط على حاجز السرير الخشبي فتدك جميع مقاومتي .. غبت عن وعيي وعندما تيقظت كان هناك على باب الغرفة مد كفه ليغلق الباب فقط .. وقتها لم أدرك سوى هذا والحقيقة كانت بعينيه وقتها .. كان راشد يستر ابنة عمه الصغيرة ".
أنت تقرأ
ويحسدونني[الجزء الثالث من سلسلة حد العشق]!
Storie d'amore"صنعتُ رجلاً،، مرتين.... ولَم أجد أيّ الرجلين!" عنّي يتحدثون... وتتناقل الكلمات بأسماعهم، يقولون: تجمع بين الفتنة، وعلو النَفْس؟ مثقفة، ذات حسب ونسب؟ كانت خطيبة رجل مثالي؟ وزوجة رجل أكثر منه مثالية، الآن! وحين يُسَاءِلونَك: ماذا بعد؟ وها هي قد حققت...