الفصل التاسع

4.5K 78 11
                                    

انتهى راشد من قصه على التوأم ما كانا يجهلانه .. التهريب الذي حاولوا دفعه إليه ولكنه قاوم .. وقد تعرضت أختهما لنفس الوضع بنفس الطريقة ولكن الآن الوضع أصعب فالوطن ذبيح بيد ابناءه المنشقين بين من يريد تحقيق عدالة إجتماعية ليكون الكل بأمان وحياة طبيعية وبين ابناء تربوا على فكرة أن الوطن حيث المصلحة فقط حتى لو باعوا موطنهم قطعاً ..
لحظات غريبة مرتبكة مرت عليها وهي تقف تنظر لأخويها اللذان أعلماها للتو أن حقيبة أسرارها ذهبت لعدوة لدودة .. نظرت لوالدها بيأس مطبق تلومه .. لوجود هذه الأفعى هنا في منزلهم .. هتفت بخفوت تحاول أن تخرج من حالة القنوط التي نالتها :" أبي اتصل على هادر ليجلب لك كل ما يملك من أدلة ونستطيع أيضاً مقابلة السيد صبري عبد العزيز ".

لا تعرف لماذا ملئها شعور أن الوقت ليس بصالحها .. هناك

يد خفية تتلاعب بحياتها كاملة .. كانت تفرك جبينها بأصابعها .. بينما عينا أبيها تضيق بحدة ينتظر إجابة من الطرف الأخر على الهاتف .. في لحظات هي بأصل الزمان دقائق ولكن مرت عليهم كأنها أعوام ..

إحساس عارم بأنها تغرق وحدها .. بأنها المطلوبة من خلف كل الأحداث .. هتف أبيها بصوت جاد :" هادر أريد الأدلة الكافية التي تكفل خروج فرسان من أزمتها أريد كل شيء الآن ..ابنة عمتك بخطر داهم ".

كان مالك يحاول الإقتراب منها ولكنها حضنت نفسها بذراعيها .. لا يستطيع أحد الشعور بشعورها في هذه اللحظة .. نظرت إليه وهتفت بكلمة مزقته :" خنت أختك .. خنتني مالك .. لن أسامحك أبداً".

هتف بها واليأس أكل قطعة من عنفوانه :" لا فرسان ..لم أكن أعلم .. أنها ..".. انقطع صوته وكأن الخرس أصابه فماذا سيدافع عن نفسه وعنها وهي أمه خانته قبل أن تخون أخته .. ماذا سيجيب ،وهو يعلم أنها ترافق أحدهم .. شاب صغير .. رآها تقبله بالسيارة أمس أمام منزل جده الطويل باشا.. هناك بمنزل عائلتها..

بصوت خافت أستطرد :" هي من خانتنا خدعتنا .. أنا وآنس

.. كان كل هدفها حقيبتك وهذا التوكيل ".

لحظة جديدة انفرطت من عقد الزمن لتصفعها بقوة .. لا انفرطت حبات العقد وانحشرت في حلقها .. حركت رأسها تبادل أخوتها النظرات .. بينما آنس زم شفتيه فاستحالتا خطين أبيضان من شدة زمه ..

ابتسمت ابتسامة من لا يرى :" نعم هاتا ما لديكما دفعة واحدة .. نعم أي توكيل هذا ؟!!.. ".

اقترب أبيها منها ينبهها لوجوده الصامت بأن وضع كفه فوق كتفها .. مما جعلها تنظر إليه تستنجده وهي تضع كفها على بطنها ثم رفعتها تجاه صدر أبيها تطمئنه وتطمئن نفسها معه بصوت متخاذل يدرك أنها لن تكون بخير :" لا تخشِ شيئاً .. كل شيء سيكون بخير .. نحن لم نخطئ بشيء محال ان يتخلى الله عنا .. صدقني لم أخطئ بشيء .. حتى جميع الصفقات كلها كانت سليمة لدرجة شككتنا في التهديد أصلاً".

ويحسدونني[الجزء الثالث من سلسلة حد العشق]!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن