الفصل الثالث والعشرون

69 14 0
                                    

رجع محمود إلى البيت وهو يحس بالصراع قائماً بين عاملين في روحه ، فقد كان يشعر أن عليه أن يتحرر من سعاد وأنه لن ينجح في حياته الجديدة ، إلا إذا تخلص من سلطانها عليه ، وكان يقف فكره عند كل مرة ، يحدث فيها نفسه عن حياته الجديدة ، ويتساءل في سره : هل حقاً أنه بدأ حياة جديدة لا زيف فيها ولا خداع ... لا فسق فيها ولا مجون ؟ هل حقاً أنه أخذ يستيقظ من سكرته الماضية ؟ وكيف ؟ ... وما هو السبب في هذا ؟ ... ولم يكن في كل مرة يحصل من نفسه إلا على جواب واحد : كنت تكفر بوجود الخير ، ولكنه وجد أمامك فآمنت به ... كنت تنكر أن للقيم حقيقة فتجسدت أمامك ... فلم يسعك إلا أن تقر بها... أنت خضت تجربة كانت فاشلة ، لكنها دلتك على طريق النجاح . وكان أشد ما يعذبه هو موقفه من سعاد ، وكان يود أن يعرف نوعية الحبل الذي يشده إليها ، وهل أن الحب هو الذي يخضعه لها أو شيء آخر فيتردد ... أهو يحبها حقاً ؟ أيحق له أن يستبقيها بذريعة الحب ؟ أيسمي شعوره نحوها

حباً أم مجرد رغبة ورهبة ؟ أيجوز له أن يدعها تنبش ماضيه وهو في طريقه لدفنه في طيات التوبة ؟ أيصح له أن يعيش مع امرأة لا تتقيد بأي قيم انسانية ؟ ... إنه يقر بأنها كانت ضرورة من ضرورات حياته السابقة ، أما الآن فقد أصبحت ضرراً على حياته اللاحقة ... نعم ، إنه كان يهواها فيما مضى ، ولكن الآن هل لا يزال يهواها أو هل يحبها حقاً ؟!.

المجموعة القصصية (( الكاملة )) الشهيدة بنت الهدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن