أّلَفِّصٌلَ أّلَخَأّمََّس مَذّأّګرأّتّ

44 3 1
                                    

بَِّسمَ أّلَلَهِ أّلَرحٌمَنِ أّلَرحٌيِّمَ

مذكرات

1 | 2 | ـ196
لقد عشت بالأمس ساعات عصيبة تقاذفتني فيها عوامل القلق ودانت عليّ خلالها سحب اليأس ، انها كلمات لمياء ، حينما البت عليّ بنات الصف وهي تقول .. ما أرى حجاب هدى إلا ضرباً من افكار المراهقة الطائشة انها تحاول بذلك ان تجلب اليها الأنظار ؟ كانت هذه هي كلمات لمياء التي اسلمتني الى حالة نفسية مريرة شككت خلالها الى فترة في حقيقة مشاعري الذي جعلني اعيش تلك الساعات القاسية . بالله ما اقسى ان يشك الإنسان في يقينه او يتردد في واقعه ، نعم انه لشعور مؤلم ، ومؤلم جدا عفا الله عن لمياء ما اقساها وهي تكيل الاتهامات للبنات المؤمنات ، لقد جعلتني كلماتها أعود الى الدار وكل ذرة في كياني تنطق بالحيرة ، والقلق ، والألم ، ثم راجعت نفسي بعد أن تمكنت من تهدئة عواطفي الثائرة ، راجعت نفسي لأرى مدى ما تعنيه بالنسبة لي كلمات لمياء ، وناقشت الموضوع من شتى نواحيه ، فرأيت اولا ، ان دور المراهقة ليس دور الشذوذ في الأفكار كما تدعي

لمياء ، وإنما هو دور النمو نحو الكمال الجسمي والعقلي وان الفكر يتفتح خلال هذه الفترة كما لا يتفتح في فترة سواها . وذلك بعد أن يكون قد تخلص من شوائب الطفولة ولم يتعب بعد من جراء تضارب افكار الحياة ، إذن فإن فكرتي في خصوص الحجاب لا يمكن لها ان تكون فكرة ناجمة عن شذوذ فكري ، ثم رأيت ثانياً ، ان لفت الأنظار لا يتأتى بسبب من هذه الابراد التي أتلفح بها بل العكس تماماً ، فقد سبق ان مارست اساليب لفت الأنظار ، وذلك قبل ان يهديني الله للإيمان ، ورأيت كيف كانت أنظار الرجال تلاحقني بندائها الصارخ أينما اتجهت ، اني كنت المح في وجوههم جوعتهم الشرهة وتلذذهم بالعرض الجاهز السخي ولكن ، الآن ما الذي عساه يلفت اليه انظارهم من هذا الحجاب ؟ ثم حتى لو لفت نظرهم فانه سيعود اليهم خائباً وهو حسير ، سوف تكون كل قطعة من هذه الأبراد رادعا لهم عن انتهاك محراب الطهر وتدنيس الكيان المقدس ثم فكرت ثالثاً ان لمياء لم تكن تعني ما تقول ، ولكنها كانت تحاول بذلك ان تثبت قدمها في الطريق الوعر الذي سارت عليه .
وبعد كل هذا لم أعد اشعر بوقع كلمات لمياء ، ولم يعد لدي أثر منها عدى الأسف على شبابها ان يصبح في مهب الريح ، ودعوت الله ان يساعدني على التمكن من هداية لمياء ، وجرها الى طريق الصواب ، ونمت وأنا افكر في احسن طريقة أمد بها يد العون الى لمياء ، وقد اصبحت اليوم وانا
اشعر براحة نفسية عميقة فقد صممت ان أجاهد من أجل لمياء ، حتى اهديها سواء السبيل ان شاء الله .

5 | 2 | ـ196
لقد كنت بالأمس على موعد مع صديقتي ولاء ، وكان من المفروض ان تزورني عصراً لأجل ان نستذكر دروسنا ونستعد للامتحان ، ولكنها لم تحضر ، وانا جد قلقة من أجلها انتظرتها حتى يئست من قدومها ، حاولت ان اتصل بها تليفونياً فلم اتمكن ، قضيت الليل كله قلقة من أجلها ، ولكنها اتصلت بي قبل ساعة وقالت انها كانت محمومة ولذلك لم تتمكن من الحضور ، فدعوت الله ان يشفيها ويمنّ عليها بأبراد العافية .
أنا احب ولاء جدا وان كانت معرفتي بها لا تتعدى السنة ، ولكنها فتاة مؤمنة ، متدينة ، فاهمة ، انها تشاركني افكاري ، وتعيش معي آمالي واحلامي ، لقد جمعتني واياها الصدفة في بداية العام الدراسي ، فجذبني نحوها ايمانها ، وجذبها نحوي ايماني ، فتعارفنا وكأنا لم نتجانب من قبل ما اصدق قول الشاعر حينما يقول :

المجموعة القصصية (( الكاملة )) الشهيدة بنت الهدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن