إقتباس (٢)

786 32 6
                                    

"أروي" أصبحت معتادة علي خيبة الأمل فلم يعد الأمر يؤثر بها كما كان في السابق ..

وها هو يومٌ جديد من أيام العمل هيئت نفسها من قبل قدومها إليه علي مرآهما سويًا .. يجب أن يتعافي قلبها الأحمق سريعًا لأنها ليست هي من تشعر بالحقد علي صديقتها لأجل أىٍ كان .. الأمر كان خطئًا منذ بدايته وأصبح يتوجب عليها إصلاحه..

كان في الأمس قد طلب منها بعض التعديلات علي التصميم الذي قامت به من قبل فقامت بالذهاب إليها من فورها كما أشار إليها لتحتلها الصدمة..

معاملته معها اختلفت مائة وثمانين درجة عن الأمس..

للأسوأ !!

شعرت بالضيق لأجل تعامله هذا معها الذي تجهل حتي سببه حيث كان يحدثها بصراخ وبتقطيبة جبين لم تراها عليه من قبل وهو للمرة الأولي لا يمدح في عملها بل يخرج فيه مساوئ ليست موجودة من الأساس.. وأتبع كل هذا بجملة آلمتها للغاية :

ـ الواضح أن ثنائي عليك جعلك تغترين بنفسك كثيرًا وتظنين أنكِ الأفضل دومًا .. ما أراه الآن هو أسوأ تصميم رأته عيني علي الإطلاق ومعني أن أخبرك أن تعدلي شئ يعني أن تعدليه بلا تجويد لا أن تخربي التصميم أكثر ..

لقد كنت جيداً معك بما فيه الكفاية ولكن إن لم تعودي كما كنتي لن يكون لكِ مكانٌ هنا بعد الآن ..

حاولت أن تكتم عبراتها ثم أجابته بصوت ضعيف:

ـ ولكنه كان يعجبُكَ بالأمس

اشتعلت عينيه بغضب ثم هدر بها قائلًا:

ـ لستِ أنتِ من ستُعدلُ علي حديثي إن أخبرتك أنه سىء فهو كذلك ..والآن أخرجي من مكتبي فقد أهدرتُ معكِ الكثير من الوقت دون فائدة

جرت أذيال خيبتها ثم خرجت من مكتبه وهي تبكي بسبب الإهانة التي تعرضت لها منه دون سبب وجيه ..

وهو ؟!

سرعان ما شعر بمقدار الجرم الذي أرتكبه ..مهما حدث هي لا تستحق منه هذه المعاملة ..

وبعد ساعة من التفكير حسم أمره علي أن يخرج للإعتذار منها ولكنه تجمد مكانه واشتعلت النيران داخله أكثر عندما رآها تتضاحك بقوة مع زميل لها دون أن تكترث له ولا لما فعل ..

هُنَّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن