الفصل الخامس:
ذلك اليوم كان يوم المفاجأت الخاص بها ..بعد حديثه المزدري لها الذي أصاب كرامتها في الصميم وبكت بسببه فترة لا بأس بها من الوقت لم يقبل بأن يتركها لحالها بل أرسل لها رسالة لم تفهم منها كلمة !!
تشعر أنه يقسم ألا يتركها وشأنها ..دون شئ قلبها تألم بسببه كثيرًا حتي وإن كان الخطأ خطئها في أن تعجب به بهذه السهولة وبعد ما فعله اليوم ازداد إصرارها علي أن تنساه أكثر من السابق ..لكن ها هو عاد للظهور علي الساحة مرة أخري ..
"يبدو أنك قد وجدتي من هو مناسب .. أنا فقط احتاج للفهم .. بماذا يتميز هو عني ؟! "
من الذي يتميز عنه ؟! ومن المناسب لماذا ؟! وما علاقته هو بها في الأساس؟!
كل هذه أسئلة دارت في خُلدها لم تجد لها إجابة ..لم يكن أمامها سوي إرسال عبارة مقتضبة له فهي تستنكر تمامًا أن يعاملها بمثل هذه المعاملة السيئة ثم يراسلها وكأن شيئًا لم يكن عن أمر غير مفهوم لها حتي:
ـ أنا لا أفهم شيئًا مما تقول
أثار إنتباهها أنه كالعادة أتاها الرد خلال لحظات علي الرغم من أنها أجابته بعد مرور ساعة من إرساله رسالته ولكن ما أثار إنتباهها بل ودهشتها هو رده نفسه:
ـ حقًا!! بالطبع فالأمر لا يشغل حيزًا من تفكيركِ حتي تفهمي ما أقوله أليس كذلك ؟! في النهاية أنا لستُ المناسب فكيف إذن أشغل حيزًا من تفكيرك ؟! أنا المخطأ لأني تحدثت معك الآن..
طفح كيلها منه.. يحاسبها علي شئ تجهل ماهيته ويمارس دور الجلاد بجدارة دون حتي أن يفهمها عن ماذا يتحدث لذا تحلت بالجرأة وأرسلت له :
ـ هل أنت مجنون ؟! أقسم أني لا أفهم عما تتحدث ..يمكنكَ أن تفهمني الأمر بدلًا من أن تواصل معاتبتي علي أمر أجهله
أتاها رده سريعًا :ـ أتحدث عن عرض زواجي منك الذي رفضتِه قبل حتي أن نتحدث.. أنا لم أكن لأُقبِل علي خطوة كتِلك سوي إن كُنتُ قد شعرت بقبولكِ .. لكني لم أتوقع أن يكون ردكِ مجرد عبارة واهية وهي "أنا لا أراه مناسبًا" دون أي مبررات ..وأُفَاجئ بكِ اليوم تتضاحكين مع "أمجد" في المكتب ؟! كان يمكنك أن تقولي أنه هناك أخر أفضل بكثير من أن تشعريني بمهانة أنه قد تم رفضي دون أسباب..
شعرت بصدمة قوية لم تشعر بمثيلتها من قبل ثم ما لبثت أن سألته بسرعة وهي تحاول تكذيب أفكارها:
ـ ألم تقوم بطلب الزواج من "رغدة" ؟!
صُدم الآخر بشدة وهو تقريبًا قد فهم الفخ الذي وقع فيه كلاهما :
ـ رغدة !!!! هل هي من قالت لك هذا ؟!
لم تتمكن من إجابته بسبب الدموع التي غَشيت عينيها فجأة ..علي الرغم من أن معرفتها بأنه كان يريدها هي من المفترض أن تسعدها ولكن ألمها ممن كانت تظنها صديقتها أكبر بكثير ..
أنت تقرأ
هُنَّ
Romance#كاملة❤ لازلتِ بين الضياع والمواجهة تتخبطين.. أُذيتِ وتألمتِ وتهشم قلبُك لمئات القطع.. فقدت أعز ما تملكين..ثقتُك وإيمانُك بذاتك.. سهيتِ عن مكنون نفسك ورأيتها بأعينهم العمياء.. والنهايةُ دربٌ من خطأ.. اختيار.. وسيلة.. قرار .. يلتقون في ضلالِ مسعاهم...