الحياةُ قرارٌ ..وهناك بعض القراراتِ تقضي علي الأخضر واليابس كذلك كان قرار "مريم" ..قرارٌ هدم حياتها رأسًا علي عقب ..
وقرار "مريم" كان أنها هذه المرة لن ترجوه ليبقي إلي جوارها ..هي لم تعد تلك البائسة المشوهة التي لم يقبل بها سواه ..العيب الذي كان يعيبها انتهي عهده مع عودة ملامحها لما كانت عليه ..أو هكذا تظن..
"أحمد" يعود في وقتٍ متأخر من الليل نعم ولكن أن يعود بعد أن تشرق الشمس هذا ما لم يكن من عادته ولكنها لم تهتم وكان هذا آخر ما يمكن أن تُفكر فيه ..
ما أن أبصرته حتي أقتربت منه وتحدثت قبل أن يتحدث هو ليتماشي الأمر مع قرارها بألا تكون خاضعة بعد الآن:
ـ إن كنت تظن أن هذه المرةَ أيضًا سأترجاكَ لكي لا تتركني فأنت مخطئ.. تُريدُ أن تطلقني فأفعل ..في الأصل أنا من هي التي من المفترض أن تطلب الطلاق لستُ أنا من تشك في شرفها بمثل تلك الطريقة المهينة لستُ أنا ..تذكر قبل أي شئ من أنتَ ومن أنا..ولولا تشوه وجهي الذي زال الآن ماكنتَ لتحلُمَ أن أكون زوجةً لكَ في يومٍ من الأيام..الهوة التي بيننا متسعة للغاية في كل شئ إن لم تكن تُدرك جيدًا وحري بك أن تشكر الله أنه منحك زوجة مثلي في كل يوم.. حتي وإن كنتَ لن تطلقني فأنا من تريد الطلاق .. أنا لا أريد أن أعيش معك بعد الآن ..
لم تعير أي إهتمام للألم والإجهاد اللذان ارتسما علي ملامحه ..بل لم تعيره هو ذاته أي إهتمام .. أفكاره الحمقاء التي عمل علي وأدها أتضحَ له أنها حقيقة وها هي تصفعه لتريه مكانته الوضيعة كما تراها.. الحُلم الذي حلم به انتهي.. ومن ظن أنها ملاذه أتضح أنها كما الجميع.. لا تستحق
ابتسم بمرارة ثم قال بضعف:
ـ صدقيني كنت بالفعل أحمدُ الله أنه رزقني بزوجة مثلكِ لكني اكتشفت خطأى متأخرًا ولكن لا بأس الأخطاء يمكن إصلاحها.. معك حق بالطبع أنا لستُ من قيمتكِ ولا مكانتكِ ولا أستحق لقب زوجك العظيم لذا لكِ ما تريدين ..أنتِ طالقٌ يا "مريم"
تُقسم أن وقع الكلمة علي قلبها كان أشد من ألم النيران التي واجهتها من قبل..الآن استفاقت..الآن أدركت ما قالته وما فعلته ..الآن بعدما دمرت كل شئ بحماقتها ..آلمت نفسها وآلمته ووقعت بيديها صكَ موتها..
آخر ماقاله قبل أن يتركها هو:
ـ المنزل أصبح لكِ أنتِ و"عائشة" علي الرغم من أني أعلم أنه بإمكانك شراء عشرة من أمثاله ولكنه سيظل حقكِ
عن أي منزل يتحدث ؟! أي منزلٍ وأي حياة ستكون بسواه ؟! بدونه هي طفلة ستضلُ طريقها عاجلًا غير آجل .. بدونه لن تتمكن من الحياة لمدة يوم حتي..
بعدما تركها خارت قواها وهبطت علي الأرض باكية .. ماذا دهاها لتفعل ما فعلته ؟! ماذا دهاها ؟!
بكت حتي جفت الدموع من مُقلتيها وأصبحت تتنفس بصعوبة بالغة ..أتصلت به مرة واثنتين وثلاثة ومائة وما من إجابة ..كيف من الأصل تنتظر أن يجيب عليها ؟!
انتظرت عودته وبالطبع ولم يعد.. الألم ازداد حتي غشيها وشعرت أنها ستفقد الوعي ..
كانت تشعر أنها إذا بقيت بمفردها أكثر من ذلك قد تموت من الحسرة والألم..لذا لم تجد نفسها سوي وهي تضغط علي رقم "أروي" ومن لها سواها الآن؟!
أنت تقرأ
هُنَّ
Romance#كاملة❤ لازلتِ بين الضياع والمواجهة تتخبطين.. أُذيتِ وتألمتِ وتهشم قلبُك لمئات القطع.. فقدت أعز ما تملكين..ثقتُك وإيمانُك بذاتك.. سهيتِ عن مكنون نفسك ورأيتها بأعينهم العمياء.. والنهايةُ دربٌ من خطأ.. اختيار.. وسيلة.. قرار .. يلتقون في ضلالِ مسعاهم...