الفصل السادس

736 57 47
                                    

الفصل السادس:

... بعد مرور ثلاثة أشهر ...
                             
في لحظة لم تدرك متي كانت بالتحديد أصبحت لا تعي كلمة مما يقوله ..لم يكن ببالها سوي شئ واحد ..إلي هنا وكفى

كان مستمرًا في حديثه المؤلم لها قائلًا:

ـ أنا لا أري معني لعيصانك ما أقول ولخروجك دون إذني سوي أنك لا تعيرين كلامي أي إهتمام وكأني قطعة أثاث في حياتك لا  من سيكون زوجك بعد شهر ..أنا مللت من كل هذا ..نحن التفاهم بيننا أصبح شبه مستحيل ..أشعر وكأنك تحاولين جاهدة إغضابي ..صمت قليلًا ثم قال مهددًا :

ـ إذا ظل الأمر علي هذا الحال فأنا آسف يا "أروى" لن استطيع الإكمال في مثل هذه الزيجة ..

علي الرغم من الصدمة والألم اللذان شعرت بهما حينما قال جملته الأخيرة إلا أنها استجمعت نفسها وقالت له بهدوء ظاهري:

ـ "سيف" أنا آسفة علي أن أجلب شيئًا من الداخل ثم سأعود لنكمل حديثنا

مسحت بيديها دمعة فرت من عينيها تماسكت كي لا تظهرها أمامه ثم دخلت إلي الداخل وفي يدها عُلبة المجوهرات التي اشتراها لها قامت بإعطائها له قائلة بحسم:

ـ أنتَ معك حق في كل ما تقوله ..الأمر بيننا مستحيل ..

قامت بخلع محبسها من يديها ثم وضعته في يد ذلك الذي كان يراقب المشهد مبهوتًا وأكملت حديثها قائلة :

ـ إلي هنا وانتهي الأمر يا "سيف" ..أنت تحتاج من تشبهك وأنا احتاج من يشبهني  ..اتمني لك السعادة مع من ستكون زوجتك أيًا كانت

هربت الدماء من عروقه ثم حاول إستجماع رابطة جأشه بكل طاقته وهو يجيبها بكلمات متقطعة :

ـ ما...ما الذي تقولينه ؟!

ابتسمت بثقة لم تكن يومًا حليفتها الآن أصبحت ثم أجابت:

ـ أنا أعفيك من هذا الحرج يا "سيف" أعلم أنك كنت تريد أن تقول هذا ولكنك كنت تخاف من أن تضايقني  ..نحن لسنا لبعضنا البعض انت علي حق .. وتأكد أن علاقتنا في العمل ستظل كما هي إلا وإن كان لك رأي آخر.. أنا ليس لدي أي مانع في أن اترك العمل

اومأ برأسه بالنفي في حركة مُبهمة استمر بعدها واجمًا دون أن ينبث ببنت شفة إلي أن تحرك بأرجل مثقلة حتي خرج من منزلها ليعطيها الفرصة أخيرًا لتخرج ما بداخلها

أحبته ؟! بل عشقته .. الشهر الأول من خطبتهما كان أجمل فترات حياتها بلا مبالغة ..علي الرغم من ما علمته عن صديقتها إلا أنها نست أو تناست أمرها بالرغم من مدي سوء ما قالته لها عندما واجهتها بالحقيقة وأخرجت كم الحقد الذي تُكنه إليها من كونها لا تستحق أن تتزوج رجل مثل "سيف" بل ولا تستحق أن تعمل في الوكالة ومجموعة من الكلمات الأخري التي اعتاد باقي زملائها أن يقولوها في وجهها أو في ظهرها ..تتوقع ذلك منهم نعم أما منها هي فلا ..وبعد أن أخبرها "سيف" بأن عرضه جدي ولازال قائمًا بالطبع لم تفكر ..كيف تفكر وهو مالك قلبها الأول والأوحد؟!

هُنَّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن