الفصل التاسع

757 60 20
                                    

الفصل التاسع:

ما أن دلفا إلي المنزل الذي من المفترض أن يكون محل سكنهما الحالي بعد تركهما منزل والده حتي تحدث بصرامة قائلًا:

ـ ألن تتحدثي وتشرحي سبب فعلتك الحمقاء تلك ؟!

تصنعت الشجاعة قائلة:

ـ لا ..

صرخ بها بقوة جمدتها قائلاً:

ـ إن كان الأمر متعلقًا بإخفاءك حملك عني ومحاولة هروبك بكل تهور كيف لا تكونين مضطرة للتبرير ؟! "دينا" حقًا طفح الكيل لن أستطيع تحمل المزيد من حماقاتك .. هل يمكنك أن تخبريني كيف كنتِ ستتدبرين أمرك وأنت حامل بمفردك دون وجود مكان تذهبين إليه أو مال يكفيكِ ؟!

أجابته بعناد:

ـ كنتُ سأقترض بعض المال من صديقتي وسأجد عملًا ومنزلًا لنفسي ..كنت سأتدبر أمري كما كنت دومًا معتادة

هدر بها بقوة قائلًا:

ـ هذا لأننا نعيش في بلد أجنبي فستحققين أحلام اليقظة خاصتك أليس كذلك ؟! هل تعلمين يا سيدة يا واعية كم المخاطر التي كنتِ ستتعرضين لها بسبب غبائك هذا ؟! وكل هذا لماذا ؟! لأني أحبك وأود أن أظل معك باقي عمري

أجابته بإرتباك قائلة:

ـ لماذا تحاسبني علي هذا الأمر ؟! لم أفعل إن كنت مدركًا لم أفعل ورضخت لك ولن أحاول الهروب مرة أخري هل أرتحت الآن ؟!

أجابها بعصبية:

ـ لا لم أرتاح .. لأن أفكاركِ الحمقاء ستظل كما هي في رأسك والله أعلم ماذا ستقدمين علي فعله قريبًا

أنهارت مقاومتها المصطنعة .. في لحظة أصبحت تتحدث باكية بألم :

ـ نعم ستظل في رأسي لأنها حقيقة .. ستتركني عاجلًا أم آجلًا يا "زين" وستُدرك فداحة ما فعلت .. أنا لست سوي ابنة الخادمة التي لا تساوي بضعة قروش .. لعبة جيدة تثير بها إستفزاز والدك وزوجتك التي تكرهها ثم تتركها وحيدة بعد أن أحبتك وجعلتك محور حياتها .. هذه هي النهاية المنطقية أما خيالات الحب والحياة السعيدة الأبدية هي محض وهم لا أكثر ..

نظر لها بصدمة مجيبًا :

ـ ما هذه التراهات التي في عقلك ؟! "دينا" أقسم أني لم أراك يومًا هكذا .. أنا حقًا أحبك

صرخت بقهر :

ـ لكن الجميع يراني هكذا وعما قريب ستراني مثلهم .. مهما فعلتُ ومهما حققتُ من نجاح لا يروني سوي ابنة الخادمة الوضيعة بل أصبحوا يتضاحكون أن ابنة الخادمة أصبحت مهندسة .. يرونه أمرًا مضحكًا لا أمرًا يستحق التقدير حيث بذلتُ كل ما أطيق ولا أطيق لأجله .. عملتُ في سن صغير، تحملتُ ضرب والدي وإهانته فقط كي أغير قدري وفي النهاية ظل قدري كما هو بل أصبح أسوأ .. ستتركني يا "زين" ولن أتحمل ذلك .. ستكون القاضية .. لذا كنتُ أود الهروب .. كنت أجنبُ نفسي الألم القادم والذي كان سيقصمُ ظهري .. لم أكن لأتمكن من إكمال حياتي بعدها

هُنَّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن