الفصل الرابع

716 52 6
                                    

الفصل الرابع:

لولا وجود أمها لما كانت استطاعت أن تبقي علي قيد الحياة حتي الآن ..هذه هي الحقيقة التي تؤمن هي بها وبشدة فعلي الرغم من كل ما تعرضت له من بطش والدها ..علي الرغم من ضعفها وقلة حيلتها ..أمها تدافع عنها حتي أخر رمق ..تبكي لأجل صغيرتها التي حلمت معها دومًا ببمستقبل أفضل تحقق فيه النجاح والمكانة التي عجزت والدتها عن تحقيقها ..

"سعاد" التي لم تري في حياتها مفردًا من مفردات السمو سوي عزة النفس لم ترد أن تكون ابنتها مثلها بل ربتها لتكون الأفضل لتحقق كل ما لم تمكنها ظروفها من تحقيقه فهي تري فيها نفسها التي تدمرت بيد عائلتها .. لم تكن تعلم أن مصير ابنتها سيكون كمصيرها ..مرغمة علي زواج لا تريده ليضيع معه ما تبقي من حياتها ..ولكن لا هي لن ترضخ ..ستتمسك بالأمل الأخير لأجل ابنتها فقط ..

داعبت شعرها بأناملها ثم مسحت أعينها من الدمع وهي تقول مقبلة رأس ابنتها :

ـ هلا توقفتِ عن البكاء يا صغيرتي ..أمسكت وجهها بيديها ثم أكملت:

ـ أنظري لي حبيبتي أعدك أني سأنقذك وسيمضي الأمر وستتمكني من تحقيق كل ما تريدين القيام به وستتحول حياتك إلي أفضل بكثير ثقي في الله ثم في يا وردتي

أجابتها بإختناق من البكاء:

ـ كيف يا أمي ؟! كيف؟! لقد حدث ما حدث وانتهي كل شئ

اشتدت مسكتها لوجهها وهي تقول بقوة مفاجئة :

ـ "دينا" أنتِ لست ضعيفة لكي تستسلمي هكذا ..ترقرقت العبرات في عينيها مرة أخري ثم أكملت:

ـ أمكِ ضعيفة ولكن أنتِ لم تكوني يومًا ضعيفة ..أنا ربيتك لتكوني أفضل مني في كل شئ أرجوك حبيبتي لا تستسلمي لأجلي

أومأت لها برأسها إيجاباً ثم اشتدت وتيرة بكائها أكثر ..

قطع ذلك صوت طرق علي باب الغرفة عقبه دخول "زين" علي استحياء فما أن أبصرته "سعاد" حتي قالت :

ـ "زين" هل يمكن أن نتحدث ؟!

أجابها مسرعًا :
ـ نعم بالطبع

تركت "دينا" ثم خرجت معه للخارج حتي تحدثه قائلة :

ـ "زين" أنا أعتبرك ابن لي ..أنت تعلم أن "محمود" ابني مثل والده ولم يكن أبدًا قريباً مني كنت أنت الأقرب لقلبي منه علي الدوام ..أنا أعمل هنا من قبل ولادتك وربيتكَ في كل مراحل عمرك تقريبًا لذا ها أنا أتوسلك للمرة الأولي يا صغيري أن تنقذ "دينا" ..أنا أعرف والدك حق معرفة وأعرف أن لا أحد يثنيه عن قراراته ولطالما عانت والدتكَ رحمها الله منه لكنك لن تردني خائبة أليس كذلك ؟! بدأت في البكاء ثم استئنفت حديثها :

ـ "دينا" هي حياتي بأكملها أقسم أنه لا شئ يؤلمني في حياتي سوي ألمها وأنا لا أريد لها هذه الحياة ..لا أريد أن تكون مجرد زوجة في الخفاء لا قيمة لها سوي إنجاب أطفال ستحرم منهم أنت لا تدري كيف يكون هذا الألم ..لن تدركه سوي عندما يكون لك أبناء وتعلم أنهم أهم ما في حياة الإنسان ..أرجوك يا صغيري أرجوك إن كان لي عندك معزة ولو صغيرة أنقذ لي ابنتي

هُنَّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن