03||الـلِـقَـاء

86 6 4
                                    

بعد أن تأكد السيد جيون من إيصالها إلى مكتب المدير الذي احاط بمعرفته مسبقا.
فبطبع هو دائم الزيارة هناك، نظرا لتصرفات إبنه
' الطائشة ' .
اخذت رقم قسمها ، لتستأذن متوجهة للحصص فهي متأخرة بالفعل .
تمشي هنا و هناك بخطوات حائرة .
فالمدرسة كبيرة بحق و أروقتها عبارة عن متاهة عجيبة .
لمحت أحد الطلاب مستندا بظهره على الخزانة الحديدية يعبث بهاتفه ،وكان واضحا أنه يتهرب من الحصص .
إقتربت منه بتردد مسترسلة:
"عذرا ، أين القسم A2؟ "
رفع الآخر بصره نحوها رامقا إياها بنظرات ثاقبة و مسودة مكتفيا بتجاهلها ،معيدا نظره نحو الهاتف،
جاعلا الآخرى تتوتر و تكمل سيرها مرددة:
" ما خطب هذا الأحمق!؟"
كل ما في الأمر أنني سألته عن مكان القسم
" آه لا يهم "
'لحظة..هل هذه الكافيتيريا!؟؟'
'بما أنني متأخرة بالفعل سأنتظر جونغكوك فهو حلي الوحيد'.
أريد أن أتناول شيئا ما فأنا لم أحظ بفطور جيد .
كما انني أكل كثيرا عندما أنزعج أو احزن .
آه وما دخل معدتي المسكينة في كل ما يحدث لي !'.
~~~~~~~~~~~~~
صوت رنين الجرس المدوي ،ليصحبها خطوات الطلاب،إنه وقت الإستراحة بالفعل.
تجلس مقابل الباب ،بعد أن اختارت كرسي عشوائيا، تتفحص كل الوجوه عسى ان تجده
' أين هذا الأحمق ؟'
لمحت طيفه لحظة دخوله لتقف و تناديه ،
لكن تفاجئت من عدد الفتيات المتجمع حوله،
و الصراخ الذي دوى المكان .
' مالذي يحدث هنا !؟ '
' انظروا إلى المغفل يلعب دور بارد المشاعر !؟'
' هل أضربه أو أفقع رأسه با ترى؟'
عدت إلى مكاني مكملة طعامي ،سوف اسئله لاحقا ،
لا أريد أن أدخل في شجار مع أحد مهوساته ،فالبنظر إلى ملامحه هو وسيم ، بالطبع لن استغرب سر وسامته فهو نسخة طبق الأصل لأبيه.
قاطع شرودي صوت عميق و بارد من ورائي قائلا:
"انهضي "
ماذا!؟
لما أنهض!!
إستدرت لأرى صاحب الصوت.
مهلا أليس الأحمق الذي قابلته منذ قليل !؟
أردت أن اتجاهله و بالفعل قد قمت بذلك،
لكنه ضرب الطاولة بيده بقوة مصحوبا بصمت غزى كل القاعة و أعين مبحلقة نحونا،و أقسم لو كانت يدي من قامت بذلك لكسرت و قسمت إلى عدة اشلاء
،لكنني لم أهتم ،لذا قلبت عيناي بملل،
رفعت رأسي و نظرت في عينيه بثبات دون ذرة خوف منبسة بسخرية:
" إذهب و أجلس في مكان أخر ،لا أرى إسمك مطبوعا على الكرسي"
حينها قد أخذ إنتباهي وشوشات الطلاب المسموعة بوضوح و كأنهم يحذرونني من الخطر القادم :
' ياالهي لقد جلست في مكان تايهيونغ '
لابد أنها تلميذة جديدة
هل علينا إقامة جنازتها مسبقا!؟ انها ميتة لا محال.
أعدت بصري ناحيته، ليسقط قلبي بعدها.
لقد كان يتفحصني من الأسفل إلى الأعلى و كأنه سيقدم على قتلي ،
'هل هو مختل؟'
كما لم ألاحظ يده ال أحكمت التمسك بذراعي، ليسحبني أنذاك بكل قوة من الكرسي .
كدت ان أقع لكن جونغكوك أمسكني بعد أن إصتدمت بصدره، ليتركني بعدها قائلا :
" ما الذي يحدث هنا ؟"
فأجابه تايهيونغ بعد ان جلس على كرسيه و كأنه لم يحدث شيئ مشيرا بسبابته نحوي دون أن يرفع نظره عن طبقه:
" أبعد فتاتك تلك و إلا سأفتعل بها جريمة شنيعة"
حيث بدا و كأنه خمن ذلك من عدم إنزعاجي من قرب الآخر والذي رد عليه ببعض من الغضب:
" إهدأ يا صاح إنه مجرد كرسي "
رمقه الأخر بنظرات ثاقبة
ليتجاهله و يمسك يدي ساحبا إياي نحو أحد الطاولات الفارغة قائلا:
" لا بد أنه غاضب الأن ,تعالى لنجلس هنا "
مبررا سبب تصرف صديقه الوقح ,
لكنه سبق أن نال المركز الأول و بجدارة لقائمتي السوداء ,
حيث يقبع كل شخص أمقته بشدة.
ليتمم الأخر حديثه:
"إذن, فأي فصل أنتي؟ "
ناظرا إلي بغرابة، فكيف لا وأنا اغرس الشوكة بكل قوة و عنف في طعامي متخيلة إياها وجه ذلك المتعفن .
مستخدمة شتى أنواع التعذيب عليه
فكيف إستطاع ذلك الأحمق أن يهينني و أنا لم اشتمه بالمقابل أو ألقنه درسا قاسيا حتى , مجيبةالأخر بكل سخط :
"A2"
ليجيب مبتسما بفرح :
" هذا جيد،نحن في القسم نفسه"
لأرفع بصري نحوه بصدمة ، فبطبع هناك سر وراء تلك الإبتسامة الخبيثة ،لقد عثر بالفعل على سبيل لنجاحه بإمتياز و هو" درجاتي العالية " ،
كنت على وشك شتمه و هدم أهدافه البالية، لكن وقع إنتباهي على معشر الفتيات الحاقدة علي بسبب جلوسي مع رأس الجزرة
' ماذا فعلت بحق !؟'
' هل كتب اليوم أن أكون اكثر شخص مكروه؟'
أخفضت رأسي نحو صحني متجاهلة إياهم محدثة جونغكوك دون أن أكبد عناء النظر إليه:
" لنحاول عدم الجلوس مع بعضنا مجددا"
نظر الأخر نحوي مستغربا :
" لماذا ؟"
لأبرر سبب فعلتي :
" أنظر كيف تحدق بي مهوساتك ،هن على وشك قتلي!
ليجيبها الأخر:
"لماذا هل جيون إيميلي تخاف مقاتلة مجموعة فتيات ضعيفات ؟! "
أكمل حديثه بإستهزاء ،لكن نظرات الأخرى المضطربة منعته من الإكمال ،ليتذكر ملامحها بالأمس،
لقد كانت نفس المشاعر التي لاحظها في عينيها:
خوف ، قلق ،توتر ،رهبة ، خضوع ذاتي .
لذا هو امسك بيدها لا شعوريا مردفا بنبرة حنونة :
" لا تقلقي ،أنا هنا لأحميك دائما ،لن تتجرأ حشرة منهن على ان تلمسك حسنا!؟"
مبتسما في أخر كلامه عسى أن يطمئنها ،
محتارا كيف أقدمت نفسه على خطوة مثلها ,فهو في الغالب لا يهتم لأمرها ،
لذا هو خمن بأنه يرد جميلها من أيام الطفولة فقط.
حيث إكتفت الأخرى بالإماءة بإرتباك له متمنية أن يبقى عند كلماته ويحافظ عليها
~~~~~~~~
رن الجرس مرة أخرى دليل على إنتهاء وقت الإستراحة
لذا هي توجهت رفقة إبن عمها إلى قسمها بعد أن مرت برواق المدرسة الأشبه بساحة الحرب متفادية كل النظرات الخارقة
فمن الفتيات من تكهن بالفعل أنها حبيبته
ومنهن من يحسدنها و يحقدن عليها
أما بالنسبة للفتيان فهم يحملون نظرات خيبة لضياع فرصتهم مع فتاة جميلة مثلها
~~~~~~
بعد أن أدلف الجميع إلى أقسامهم ,غيرها التي تنتظر قدوم الأستاذ لتسليم ملفاتها له ،وهاهي قد لمحته يهرول فالرواق من بعيد تفاديا لتأخره.
دخلت من وراءه تسير بخطوات بطيئة لتقف بجانبه ليعطيها الإذن بالتكلم و التعريف عن نفسها :
" مرحبا،أنا جيون أيميلي "

لتنهي بإنحناءة خفيفة دون أن تغيير ملامح و جهها الجامدة ،مما جعل الطلاب يتفاجؤون من تعريفها القصير ,
لينطق احدهم:" فقط!؟"
لتتجاهله معيدة نضرها للأستاذ قصد معرفة مكان جلوسها ليشير لها بإصبعه خلف جونغكوك النائم أو يدعي ذلك للتفادي ملل الحصة ,تاركا المجال لثرثرة الصبيان الباقين تحت نظرات الفتيات الحسودة :

' إنها باردة المشاعر، واه نوعي المفضل '
' آه لقد وقعت في حبها بالفعل'
' يا مثيرة هلا واعدتني!؟'
لكنها إكتفت بنفس الفعل وهو تجاهلهم مجددا
فهو أفضل حل للفرارمن مواجهتهم :
' أن تدعي البرود '
لتجلس في مكانها منحنية قصد إخراج كتبها ،
وفي تلك اللحظة دخل أحدهم الحصة متأخرا ليجعل الأستاذ يشتعل غضبا صارخا :
"كيم تايهيونغ كم مرة حذرتك بشأن الولوج إلى حصتي متأخرا "
جذب سمعها إسم الطالب،لتتجمد في مكانها و ترفع رأسها ببطئ.
متمنية من أعماق قلبها أنه ليس نفس الشخص،
لكن خابت توقعاتها حين إقترب جاذبا الكرسي الذي بجانبها للجلوس
" سحقا "
~~~~~~~
نهاية البارت
أتمني يزيد التفاعل و تكثر من التعليقات
و باتمن وكل واحد يحط رأيو في الشخصيات
إلى البارت القادم💕😚💕

لَـمَـسـاتٌ نَـاعِـمَـة || كـيـم تـايـهـيـونـغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن