بإحدى المستشفيات العمومية كانت رنا تركض بالممر وهي تبحث عن غرفة والدها بعدما تلقت رسالة وجوده بالمشفى بسبب طعن احد السجناء له بالسكين، تعرفت على غرفته عندما رأت شرطيان يقفان أمام الباب لتتقدم نحوهم، أرادت الدخول من أجل رؤيته لكن الشرطي منعها من ذلك لان الطبيبة لازالت تعالجه أمسكت بياقته بقوة لتصرخ في وجهه بغضب وبكاء
_ أين كنتم عندما أرادوا قتله أين؟ .... تكلممم.... إن حدث معه شيء أقسم سأريكم الويل.... اللعننننة عليكم جميعا...اللعنة عل.. يك.. م.....
جتت على الأرض مطلقة شهقاتها التي ملئت المكان ،لتخرج بعد دقائق طبيبة في العشرينات من عمرها ذات شعر أسود طويل وعيون سوداء كبيرة وبشرة بيضاء ناصعة كانت آية في الجمال وبذلتها الطبية زادتها جمالا، أرمقة رنا التي كانت ملقات على الأرض والدموع لازالت تتوسد مقلتيها،لتقترب منها بهدوء والصدمة تعلوا ملامحها
_رناااااا.... أهذه أنتي؟!!!!!! (مسكت دراعها)
_نووورر......اشتقت لك صديقتي......
_أنا أيضا اشتقت لك كثيرا عزيزتي.......
أخدتها نور في عناق طويل لتبادلها الأخرى وهي تتمسك بها بشدة،لقد كانت في حاجة لاحد يقف بجنبها في هذا الظرف الصعب والقدر أرسل لها صديقة طفولتها التي لم تراها منذ سبع سنوات بسبب إكمالها للدراسة في الخارج
_نور اخبريني كيف حال أبي... هل نجى؟.....
_في الحقيقة الجرح كان عميق... لقد نزف منه الكثير من الدم... حالته الآن مستقرة، ناولته مسكن لكي لا يشعر بألم الجرح
_أرجوكي ساعدني.. أريد رؤيته فقط خمس دقائق....
_ حسنا لكن توقفي عن البكاء ... أنا سأتحدث مع الشرطي....
*******************
_تااي توقف.... اسمع انا........
_جيمين من الأفضل أن ترحل الآن... أنا غاضب منك كثيرا....
_آسف انا آسسسففف.. لن أعيدها مرة ثانية وعد
كان كل من تاي و جيمين واقفان أمام القصر، أراد تاي الدخول لكن جيمين منعه من ذلك وهو يطلب منه الاعتذار، فجأة صمتا كلاهما عندما سمعا صوت والد تاي الآتي من الشرفة المقابلة معهم
_جيمين... لماذا تعتذر؟.... ما المصيبة التي تسببت فيها؟..
_في الحقيقة يا عمي أنا البارحة عزمت تاي على حفل عيد ميلاد صديقي وتاي...
_أصمت اياك أن تخبره...... (قالها بخفوث كي لا يثير شك ابيه)
_ماذا... أكمل لما سكت هل تهديد ابني إبتلع لسانك...
_اه لالا فقط أتذكر الأحداث.... لأنني شربت كثيرا وااا(نظر إلى تاي باستفهام باحثا عن كذبة جديدة) تذكرت ههه لقد طلبت منه أن اسوق السياره لكنه رفض ذلك لأنني ثمل... وانا غضبت لانه رفض فقمت بتكسيرها دون وعي...
_هكذا اذا لم يكن حادث.... انت من فعلتها... لن أتدخل في صلحكم سأترك القرار لتاي وداعا....
دلف والد تاي إلى الداخل ليزفر جيمين الهواء بارتياح بعدما اصطنع تلك الكذبة في الدقيقة الأخيرة، عكس تاي الذي ظل على طبيعته
_مرت على خير... ولكن لماذا لم تخبر والدك بالحقيقة؟!!
_ ان أخبرته سأكسر رأسك.... الأمر لا يعنيك.. غادر
_لكن لا تنسى أنني ساعدتك الآن... كما أنني وجدت كذبة افضل من كذبتك تلك... آسف صديقي سامحني..
_ حسنا.. سامحتك... ولكن هذا آخر حفل تعزمني عليه
عانقه جيمين والبسمة تزين تغره، بادله تاي بهدوء رغم المشاكل التي يتسبب فيها الا انه لايستطيع التخلي عنه فهو و جونكوك بمثابة إخوته واصدقاء طفولته، هم الوحدين الذين يثق بهم إضافة إلى والده.
**********************
_هل توصلت بالرسالة؟.....
_نعم سيدي... وهي الآن بالمشفى.......
_عمل جيد..... والآن سنرى يارنا كيف ستطعين أوامري...
أطلق ضحكته الشريرة ليقف عن كرسيه وبيده مسدس فظي اللون، أخرج الرصاص من جيبه ليضعهما فوق الطاولة
_خد هذا المسدس... ستعطيه لتلك اللعينة... وعندما أعطيها الإشارة ستقوم بقتل تايهيونغ
_وان رفضت ذلك... كما تعرف لقد ابتعدت عن هذا المجال منذ سنة....
_أناااا من أعطي الأوامر هنااا..... ستقتله وان رفضت تخلص منها قبله
أومئ له خادمه وأخد المسدس والرصاص ثم غادر ليبلش مهمته تاركا سيده بين سحابة سيجارته وخططه الانتقامية
*******************
بمنزل رنا كانت جاسمين جالسة رفقة شوقا وسوزان في انتظار عودة رنا لتردف جاسمين بقلق
_خالة سوزان... رنا تأخرت يبدوا أن لديها الكثير من العمل... سأذهب إلى البيت وغدا سأعود لرؤيتها
_حسنا ابنتي... شوقا سيصطحبك لقد حل الظلام....
_لابأس.... سأذهب بمفردي لا تقلقي أنا معتادة على السير في مثل هذه الأوقات ......
_كما تردين.... سأوصلك إلى الباب إذا.....
غادرت جاسمين بيت رنا وفي طريقها إلى منزلها قررت شراء بعض المثلجات وحليب الموز المفضل لديها أخدت المثلجات اولا ثم ذهبت لإقتناء حليب الموز الذي بقي منه فقط قطعتين، وعندما أرادت أخدهما فوجئت بيد سبقتها وأخدتهم
_هااي أنت أتركها..... انها لي.......
_لك؟!... انتظري سأرى إذ كان اسمك عليها.... لا لايوجد اذا هي ملك لي.....
_ولكن أنا التي كنت سأخدها بالأول...... توقف انا اتحدث معك انتظر.....
لم يعرها الشاب أي اهتمام، دفع ثمن القطعتين وانصرف تاركا اياها تشتمه بأفضع الكلمات، دفعت ثمن المثلجات وأخدت طريقها إلى المنزل، بعدما إقتربت من منزلها اصطدمت بشابين ثملين وذلك واضح من طريقة كلامهم وتصرفاتهم، أخدت دقات قلبها تتسارع وجسمها أصبح يرتجف من الخوف عندما لمحتهما متجهين نحوها بسرعة جاءت أن تهرب منهم لكن، أمسك بها واحد منهم من حقيبتها
_دع حقيبتي أيها الحقير...... إبتعد....
_ششش.. ولا كلمة (بثمالة) لا تخافي يا جميلة لن نؤديك.... فقط نريد... (مرر يده على خدها)
_ابعد يدك القذرة عني.... اتركوني..... قلت إبتعد....ساعدوني...آآآآآآه......
صفعها الآخر بعدما رفضت الذهاب معهم، ليدفعها على الأرض بقوة مما أدى إلى جرج يديها و ركبتيها، بدأت تبكي بهستيرية وهي تراه يقترب منها
_أرجوووك... لا تفعل ذلك... دعني أذهب.... خد الحقيبة واتركني أرجوووووك....
_أيها اااا الع**ر إبتعد عنها الآن........
تصنمت عندما رأت الشاب نفسه الذي تشاجرت معه عند البقال منذ قليل يدافع عنها الآن، سدد لكل واحد منهم لكمة قوية على الوجه ليطيح بهم فاقدين الوعي ،اقترب منها ليساعدها على الوقوف لان رجلها تأدت، ظلت تنظر إليه بنظرات فرح وخوف وشكر لم تشعر بنفسها إلا وهي تحتضنه بقوة والدموع أخدت طريقها على وجنتيها
_شكرا..... شكرا لك على انقاذي.. لولاك لفعلوا بي......
_لا داعي لذلك... انت بخير الآن فقط جرحك يجب أن يعقم...
_ أنا آسفة بشأن الألفاظ التي شمتك بها منذ قليل... أعدك في المرة القادمة سأشتريه لك بنفسي....
_ حسنا... إذ تعلق الأمر بعصير الموز.. سأسامحك....
إبتسمت له إبتسامة دافئة ليبادلها الآخر بالمثل، ثم أوصلها إلى منزلها رغم رفضها لكنه أصر على ذلك لان الوقت متأخر
_لقد وصلنا... منزلي يوجد هنا شكرا لك على مساعدتي..
_ لابأس... أنا أيضا انتقلت مؤخرا إلى هذا الحي.. يعني لقد اصبحت جاركي الجديد....
_ حقا.. جيد... لكن لم أعرفك بعد بنفسي.. أنا جاسمين وأنت؟
_أنا جونكوك... تشرفت بك جاسمين (صافح يدها) حسنا سأغادر الآن أراك لاحقا....
_ وداعا......
توجه كل واحد منهما نحو بيته والبسمة تزين ثغرهما لقد كان لقائهم مضحك بعدما أسمعته أفضل الشتائم عندها هاهي الآن ابتسمت له وتعرفت عليه من دون الحظن الذي أعطته وهو أيضا دافع على الفتاة التي كان سيكسر فمها لولا اتصال جيمين به انه القدر
* * * * * * * * * * * * *
_أبي... افتح عينيك.... أنا هنا بجانبك أرجوك افتحهما..
_رنا صديقتي.. ستتدهور حالتك أكثر... والدك بخير لا تقلقي..
_لماذا لا يفتح عينيه... أنظري إلى حالته كيف أصبحت قلبي لا يتحمل رؤيته هكذا..... لا أستطيع......
مسكت بيد والدها والدموع لازالت تحرق مقلتيها كما يحترق قلبها بل أكثر، عندما رأته بعد اربع سنوات من الفراق كانت حالته مزرية لقد شاب شعر رأسه كثيرا ولحية وجهه طالت، كما أصبح جسمه نحيف وهذا واضح لقد قضى أربع سنوات بالسجن بتهمت القتل ولم يرى النور من ذلك الوقت حتى أسرته منع من رؤيتهم والآن كادت أن تفقد حنانه وحظنه الدافئ، دخل الشرطي ليخبرهم بالخروج لان وقت الزيارة انتهت قبلت جبينه ويديه وعندما أقبلت على الخروج تجمدت جميع حواسها لما سمعت صوته يناديها، نعم ذلك الصوت الذي إشتاقت إليه و كادت أن تجن إن فقدته
_ ر ر رناا...... اابنتييي................ (اردف بألم وتلعثم)
_ أبي..... أبي إستيقظت أخيرا... اشتقت لك.....
ارتمت على صدره و شهقاتها زادت أكثر من قبل ليحتظنها والدها والدموع تسيل من عينيه التي إشتاقت إلى رؤية ابنته المدللة وحزنه على بكائها الذي يحرق قلبه
_رنا ابنتي... توقفي عن البكاء ... أنا لا أتحمل رؤيت دموعك...
_أبي حبيبي..... اشتقت لك ولحظنك... وصوتك و كل شيء.... لا أستطيع كبح دموعي بعدما رأيتك أخيرا وسمعت صوتك.... آسفة.....
_لا تخافي.... والدك لازال على قيد الحياة... لازالت أتحمل حياة السجن من أجلكم... لو لم أدخل السجن ل...
_ كككيف...... انت لم تكن السبب في موت تلك المرأة..... ولكن من فعل ذلك...ولماذا قاموا بسجنك؟!!!
_ رنا القصة طويلة يا عمري... المهم هو أنني بريء لم أقتل أحد لقد....
لم ينهي حديثه بسبب نور التي أخبرت رنا أن الشرطي سيدخل الآن وعليها ان تغادر
_ أبي سأعود غدا لرؤيتك..... أحبك كثيرا....( قبلت يديه)
_ أنا أيضا ابنتي.... اسمعيني جيدا ابحثي عن القاتل الحقيقي... لم أعد أتحمل فراقكم ابنتي...
_ أعدك... سأجد القاتل حتى ولو كلف ذلك عمري.....
غادرت المشفى وقلبها لا زال يؤلمها بسبب كلامه، والدها بريء ورغم ذلك تم سجنه وحرمانه من أسرته بينما المجرم الحقيقي لا زال يحوم في الخارج بحرية
_ سأخرجك من السجن أبي..... وعد....
_ أنا سأساعدك.... لدي بعض الأصدقاء يشتغلون في مركز الشرطة سنستفيد منهم ....
_ شكرا نور.... لن أنسى مساعدتك لي أبدا... حسنا سأعود للبيت أمي ستقلق كثيرا... حتى بطارية هاتفي انتهت....
_ حسنا.. غدا سنبدأ في البحث عن المجرم معا....
غادرت كل واحدة إلى منزلها، وصلت رنا إلى البيت لتجد أخاها شوقا جالس في غرفتها يلعب بهاتفه، ظلت واقفة مكانها وهي تتمعن النظر في ملامحه الهادئة وحالته التي أصبحت جيدة لقد تغير كثيرا على آخر مرة رأته فيها وذلك بعدما قرر متابعة علاجه في الخارج
_ أ ااخييي........ لقد عدت.......... (ببكاء)
_رناااااا.... صغيرتي المشاغبة...... اشتقت لك كثيرا أين تأخرت كل هذا الوقت؟......
_ اشتقت لك أيضا..... كيف تشعر الآن هل أنت بخير ؟
_ بخير بخير... لا تقلقي... أمسحي هذه الدموع الآن أنا سأجلب عشائك... وسأطعمك بيدي يبدو أنك اشتقت لذلك...
أومئت له بابتسامة وهي تكفف دموعها بيدها، فرحت لرؤية أخاها سعيد وانه قد تفاعل مع العلاج، غادرت الإبتسامة ثغرها فجأة عندما تذكرت والدها وأن عليها البدأ في البحث عن المجرم لكي تجتمع عائلتها من جديد بعد خروجه من السجن، لكن المشكل كيف ستتخلص من قضية السيد كيم ، خطرت بدهنها فكرة لتضع هاتفها بالشاحن، ثم غيرت ملابسها لملابس بيت دافئة وتوجهت إلى المطبخ حيث يوجد شوقا
_ تعالي.... طعامك جاهز... لنتناول معا.....
_ هل أمي تناولت العشاء أيضا؟.....
_ لم تأكل كثيرا لأنها كانت قلقة عليك... أيضا جاسمين عادت إلى منزلها في وقت متأخر... اتصلي بها
_ آسفة... لقد كان هناك الكثير من العمل.... سأتصل بها غدا
_أخبريني منذ متى وأنت تشتغلين... حسب علمي هذه السنة ستتخرجين من الجامعة.... أيضا لقد جاءت رسالة إلى البيت في اسمك انتظري......
اصفر وجهها وأصبحت تسعل دون توقف عندما سمعت بأمر الرسالة أيعقل ان تكون من نفس الشخص الذي بعث لها رسالة تهديد بوالدها، شربت كوبا من الماء ليناولها شوقا الرسالة ،لقد كان عليها نفس الطابع الموجود بالرسالة الاخرى ( رسمة لذئب) ارتجفة يديها وهي تحمل الرسالة بين أيديها ليلاحظ شوقا تغيرها المفاجئ
_ رناا.... مابك... لما اصفر وجهك هكذا.. هل أنت بخير؟
_ أنا بخير... أعذرني سأذهب للنوم أشعر بالتعب وغدا يجب أن أستيقظ باكرا.....
_ حسنا أختي... طابة ليلتك........
دلفت إلى غرفتها بسرعة،أحكمت إغلاق الباب لتفتح الرسالة وبدأت في قرائتها كان مكتوب عليها ( افتحي هاتفك هناك مفاجئة لكي) تسارعت دقات قلبها عند رؤيتها للدماء الموجودة بها لتحمل هاتفها بيدين مرتجفتين وفم شاحب من الرعب شغلته لتفتح علبة الرسائل، انشلت مكانها وهي ترى صور والدها مطعون في السجن والدماء موجودة في كل مكان رمت الهاتف فوق سريرها والصدمة لازالت تعلوا ملامحها ،أعادت حمله عندما لمحت رقما غير معروف يتصل بها لتجيب بعد مدة بتلعثم
_ ممممنن.... من أنت؟...... ماذا تريد ؟........
_هل أحببتي مفاجئتي البسيطة يا آنسة مين رنا......البارت الرابع انتهى 🤗👋
البارت طويل شوي كتعويض على التأخير بتمنى يعجبكم 👍بوراهيي 💜
أنت تقرأ
منقذتي السيدة كيم ( مكتمله)
Romance*طالبة في العشرينات من عمرها فاتنة بجمالها وأصعب النساء في التعامل، لا تهتم للنقوذ و الهدايا و السيارات الفاخرة بقدر ما تهتم بالتعامل الجيد وحسن التقدير والاحترام المتبادل، عزة نفسها وكبريائها أول أولياتها. *شاب في مقتبل العمر جذاب صاحب أملاك ووريث...