البارت التاسع

354 17 1
                                    

أطلقت شمس الصباح خيوطها الذهبية داخل غرفة نور التي لاتزال نائمة بهدوء، فتحت عينيها السوداء ببطء وهي تفرك أصابع يدها بشعرها المنسدل على جسدها الرقيق، ألقت نظرة على جانب سريرها بتعب لتجده فارغ بحلقت في المكان لمدة بعدها استوعبت غياب أختها

_ ميلا....... ميلاااااا.........

رمت الغطاء عنها بالأرض ،لتنهض بسرعة والخوف قد قيد حواسها بحثث في غرفتها ولم تجدها بحثث في جميع أركان البيت ولم تعثر عليها كأن الأرض ابتلعتها ، عادت إلى غرفتها لتقوم بارتداء معطف أسود فوق بجامتها القطنية، سرحت شعرها على شكل كعكة مبعثرة ثم أخدت مفاتح سيارتها


_ أين أنت صغيرتي؟!!!

ردفت بقلق وهي ترتدي حذائها الرياضي، مدت يدها كي تفتح الباب لكن الباب قد فتح قبلها، دخلت ميلا البيت وهي تحمل بعض الخبز و الفطائر التي تبدوا شهية من رائحتها

_ أختي هل ستذهبين إلى العمل الآن ؟ لم نتناول الفطور بعد..... وأيضا ستغادرين هكذا؟!!!!

أردفت ميلا باستغراب وهي تشير إلى ملابس نور وتسريحتها الغريبة تبدوا كأنها هاربة من مستشفى المجانين، أخدتها نور بين أحضانها دون أن تقول شيء وظلت تقبل شعرها وتزيد من حضنها حتى كادت أن تختنق ميلا من ذلك ، لتردف وهي تحاول إبعاد أختها قليلا

_ نووور.... أنا بخير لا تقلقي.... حسنا توقفي لقد انقطعت نفسي من حضنك

_ كنت سأجن لو صار معك شيء....خاصة عندما وجدت مكانك بجانبي فارغا ... كان عليك أن تخبريني بخروجك... ماذا لو تعرض لك ذلك المجرم ثانية؟!!!

ردفت نور بغضب وخوف، تحاول كبح دموعها التي تهددها بالنزول متصنعة بذلك الصرامة

_ لا تقلقي أختي لم يفعل لي شيء أيضا اسمه نامجون لا تناديه بالمجرم

انكمشت ملامح نور من الصدمة عندما نطقت ميلا بإسمه ظلت تبحلق في ظهر أختها المغادرة في اتجاه المطبخ، بدأت دقات قلبها تتسارع أكثر وملامحها اصفرت عندما وجدت نامجون بشحمه ولحمه أمامها واضعا يديه داخل جيوب معطفه وشبه إبتسامة مرسومة على جانب شفتيه، عيونه الرمادية القاتلة وشعره البني الحريري، فك حاد، جسم رياضي فاتن، ظلت تتمعن النظر في كل انش من وجهه انتقالا إلى جسده ،كأنها تقنع نفسها وعيونها بأنه هو وليس بشبحه
استفاقة من غيبوبتها المؤقته على صوته الرجولي الذي جعل جسدها الرقيق يرتجف أكثر

_ انتهيت؟....هل يمكنني الدخول أم أنتظرك بالخارج؟

_ول لكن.... ماالذي... جاء بك هنا؟!!!!

_ أنا من عزمته على الفطور.... تفضل أخي نامجون

ردفت ميلا بابتسامة عريضة وهي تقف وراء نور التي لازالت مصدومة ، دخل نامجون بصحبة ميلا إلى الصالة حيث وضعت وجبة الإفطار، نزعت نور حدائها ومعطفها لتدلف هي الأخرى، جلست على الكرسي المقابل له وميلا بجانبها قد شرعت في الأكل، أما هو اكتفى بشرب فنجان من القهوه وهو ينظر الى نور التي كانت تعض الخبز بين شفتيها بغضب وهي تبادله بنضرات حارقة

منقذتي السيدة كيم ( مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن