النهاية (1)

189 10 1
                                    



ظلام قاتم حوله ، وأنفاس لاهثة تخرج بين شفتيه الشاحبتين وهو يعيش ذلك الحلم كأنه حقيقة....
يركض كالمجنون وسط ذلك الظلام وصوتها الرقيق يلاحقه في كل مكان... ركع بألم كابحا صوتها عن مسامعه وهو يصرخ ليتوقف...

_ كفى.... توقفي... توقفي

استيقظ بفزع عن الأريكة بأنفاس متقطعة والعرق يصب على جبينه... قابله وجه نور الذي لاحظ به البعض من التعب فيما طغى عليه الخوف..

_ نامجون هل أنت بخير ؟ ( مسحت على جبينه)

حاول التقاط أنفاسه وهو ينظر إلى خوفها عليه واهتمامها به... لم يشعر من قبل بهذا الشعور.. كونه عاش طفولته بين ايدي رجل لا يعرف الرحمة... كونه حرم من دفئ الامومة وحنانها..

في الوقت الذي كان فيه الأطفال يلهون ويلعبون بألعابهم رفقة ابائهم... كان هو يتعلم كيفية استخدام السلاح وسفك دماء الأبرياء....
بسبب والدته التي لا يعرف عنها أي شيء للآن ووالده الذي جعله يعيش طفولة قاسية ومرعبة.. اغتصبت حريته وطفولته وماتت معها مشاعره ليتولد الحقد والبرود بداخله...

_ الماء  اقتربت نور حاملة الكأس لتضعه بين شفتيه ليرتوي

شرب الماء و بؤبؤتيه الداكنة لا تفارق خاصتها... كان يبحث داخلها عن نور المفترسة التي لا تخاف أحد ليجد أخرى خائفة وربما عليه، ضائعة بين سوداويتيه تحاول كبح مشاعرها التي اضحت واضحة كالشمس له...

شعر بارتجاف يديها وهي تحمل الكأس ليضع كفه السليمة فوق خاصتها التي تمسك الكأس لتسري قشعريرة داخل جسدها ونظراتهم لازالت متعلقة ببعض

_ لماذا؟ خرج سؤاله هامسا بنبرة ملئها العتاب

أجابته بنظرات مستغربة من سؤاله المبهم ليأخد الكأس منها واضعا اياه فوق المائدة الزجاجية وهي ظلت تتابعه في صمت

_ لما تهتمين لأمري؟ لما هذه النظرات التي تربكني وتشتت دهني؟ لما هذه المشاعر التي أصبحت تخترق قلبي المتحجر؟.... ماذا فعلت بي دكتوره؟

همس في آخر كلامه و يده السليمة تخللت داخل شعره تشده بغضب من نفسه لكونه لم يسمح لهذه المشاعر ان تلعب معه من قبل ولكنها هي فعلت وجعلت برودة مشاعره تذيب بقربها واهتمامها به

_ ا انا.. لم أفهم جيدا ما تحاول الوصول إليه بأسئلتك أظن أن المهدئ قد أثر عل...

وجدت دراعه تسحبها بقوة ليلتصق وجهها بصدره العاري ودقات قلبها اخدت تتسابق بدون إنذار.. تكاد تخترق قفصها الصدري وهي تشعر بدقاته ضد بشرتها...
رفعت سوداويتيها التي لمعت بضوء القمر تنظر له عن قرب وانفاسهما اختلطت مع بعض لتنسج جوا مكهربا بمشاعرهما المختلطة

تسللت يدها الدافئة تتحسس جهة قلبه.. تشعر بدقاته المتسارعة ضد كفها ونظراتها أطلقت سراح مشاعرها لتعترف بحبها له.. حبها لغيرته التي انتبهت لها مؤخرا حبها لقلبه الذي فقد مساره بعد لمستها له...

منقذتي السيدة كيم ( مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن