الفصل الثانى

506 30 41
                                    

للحظات غرق كل منهم داخل عين الأخر و كأن نظراتها تكبله ليظل راكعا امامها .

حازم وقد تاه فى عينيها ليصرخ بداخله متسائلا ما هذا الجمال أقسم انى أرى بعينيها النعيم ما تلك العيون اذا كان كل عاشق يغنى بعيون معشوقته و جمالها الا ان ما أراه لم يخلق له مثيل كيف اصفها عيون كعيون المها واسعة بكحل ربانى بلون أصفى من العسل فإذا كان بالعسل الدواء فان عيونها هى الداء و الدواء . داء يصيب قلبك من أول لحظة يجعله متيم كمن أصابه سهم مسموم لا يجد الترياق الا بنظرات منها . يا الهى هل ما اراه حقيقى عيون على جمال اتساعها كحديقة ذات أسوار عالية تحرسها رموش كالسهام على اسوارها تصيب كل من يقترب إليها فى مقتل نعم فهى تصيب القلب يا سادة تقتل بلا جروح بلا نقطة دم واحدة ما كل هذا السحر .

سحر أكيد ما بها هو سحر يكمن بتلك النظرات . كاذب من إدعى بمعرفة لغة العيون كل ما كتب عنها كذب أكيد فلعينيها قواميس خاصة تحتار معها فى المعانى هل يأسرك ما بها من حنان أم تعشق ما بها من غرام أم تخضع لما بها من قوة . لا قدرة لك على تفسير ما بها هل تلك هى البراءة بشكلها الملائكى أم مكر فى ثوب خفى . كيف يجذبك اليها الرقة و الغذوبة لتقع فى شباكها لترى بعدها كبرياء يصل لدرجة الغرور ما كل هذا هل هذا سحر من نوع ما . هل ألقت عيناها تعويذة من نوع فريد . ماذا يحدث لى أشعر انى مكبل بالاصفاد امامها و كأنى سجين و هى السجان . لحظة هل قلت سجين و سجان ! من أنا و أين و ماذا يحدث لى . صرخ بها عقله ليعود الى وعيه من جديد عندما رأى ابتسامتها قبل ان تقول تلك الكلمات .

الهام : بركوعك كده قدامى يبدأ الكلام .

حازم بداخله ماذا . ماذا قالت عن اى ركوع تتحدث و كيف تتحدث معى بتلك الطريقة و قبل ان يبدأ فى الكلام نظر حوله ليكتشف انه راكعا امامها على احدى ركبتيه .يا الله ماذا حدث لى و كيف ركعت امامها هل رأنى أحد ليتدارك الموقف و يقف سريعا ليتكلم بتلعثم فى البداية و ليبدأ فى السيطرة على ما به من ثورة تساؤلات و ليعاود اثبات وجوده و فرض سيطرته من جديد .

حازم : احمممم كويس انك بدأتى الكلام ده حيسهل علينا حاجات كتير .

flash back للحظات مضت

كانت تجلس على هذا الكرسى كما أمرها مختار بكل ما أوتى من غضب و تملك و سيطرة بعدما أهانها كاسرا كل ما كانت تمتلكه من كبرياء و أطاح بكرامتها كحبات تراب أمام رياح عاصفة لتطلق عليه احدى الرصاصات . لتستغرق بعدها لتذكر كل ما حدث منذ بدايه الحكاية لعلها تقف امام نفسها الأن منتصرة فقد حققت ما كانت تحلم به لسنوات وفى ظل ذلك الصراع الخفى أمضت على ذلك الكرسى وقتا كأنه دهرا فات . لم يخرجها من صراعها سوا نظرات عينيه التى صوبها لداخل عينها و كانها طوق للنجاة ألقى اليها فى صراعها مع الأمواج العاتية تصارع الأمواج و البحر يجذبها لتظل حبيسة بالأعماق . انه هو منقذها قد جاء ليمد يده إليها لبر الأمان . ولكن أى أمان يكون مع رجل و ليس أى رجل انه الجلاد أذا ألقى إليها طوق النجاة فلا تنخدع فما هو إلا حبل لمشنقة القصاص . و لكن قبل ان يحدث ذلك سيكون هو أخر أنتصار لها و ستهزمه قبل أن يهزمها و يأتى موعد الرحيل اذا كنت تظن ان بداخلى ضعف ستجد القوة و لتكبلك روحى قبل ان تكبل يدى بأغلالك . و اذا كان خير وسيلة للدفاع هى الهجوم فلنبدأ اذن ايها السجان .

جريمة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن